لو أنصفوا .. لاتحدوا !!

إب نيوز ٢٠ اغسطس

بقلم/ أم الصادق الشريف

واقعة الغدير ليست حديثة ولاجديدة على من عاش بقرب رسول الله أو رافقه بحرب أو سلم، مامن حل ولا ترحال إلا وللإمام علي حدث يثبت انه أحق الناس بخلافة النبي في أمته ، نعم ليس أول الإهتمام به من جانب رسول الله هو يوم الغدير بل لقد عاش محمد بن عبدالله في بيت عمه أبي طالب برعايته ورعاية فاطمة بنت أسد اللذان كانا يفضلاه على أولادهما ، ولما كبر نبي الله محمد-صلوات الله عليه وٱله- أخذ عليا عنده ليخفف عن عمه أبي طالب لكثرة عياله واختار من بينهم علياً ليربيه منذ طفولته تربية نبوية ، وكان يذهب معه ليتعبد في غار حراء ولم يشرك بالله طرفة عين، كيف ذلك وهو يقفو أثر إبن عمه كالفطيم إثر أمه! فلا أدري كيف يقال : يقال أنه أول من أسلم؟! إذا اشتهر عنه ب”كرم الله وجهه” لأنه لم يسجد لصنم بالإجماع.
ولما نزل الوحي وجمع رسول الله-صلوات الله عليه وٱله- عشيرته الأقربين فقال لهم:”من منكم يؤٱزرني على هذا الأمر على أن يكون وصيي وخليفتي فيكم”. فلم يجبه إلا علي، فقال أبو لهب ساخراً لأبي طالب عليك أن تسمع لأبنك وتطيع…الخ. وهذه رواية بإجماع شيعة ٱل محمد وفي كتب إخوتنا أهل السنة المعتبرة لديهم لم ٱتي بمصادرها اختصارا للمقال. ومن أراد البحث فما أسهل سبل البحث في هذا العصر.
ومع مرور حياة رسول الله وعلي يرقى ويرقى ، زوجه بفاطمة سيدة نساء العالمين اختاره من بين كل الصحابة بالإجماع ، اختاره ليكون من أهل الكساء والمباهلة والقربى ..
لما ٱخى رسول الله بين المهاجرين فيما بينهم جعل عليا أخاه ، ولما آخى بين المهاجرين والأنصار جعل عليا أخاه ، وفي غزواته كلها وهو حامل رايته وفي كل معركة يقول فيه حديثا لو لم يكن إلا هو لكفاه، لو لم يكن إلا قوله -صلوات الله عليه وٱله- لأعطين الراية غداً رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله كرار غير فرار ، لو لم يكن إلا قوله لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، علي مني كنفسي. علي مني بمنزلة هارون من موسى . علي مع الحق والحق مع علي …
لو لم يكن إلاحديث الثقلين المشهور والمتواتر الذي لو تمسك به الناس لما ضلوا ولا اختلفوا ولكن لأنهم سلكوا طريقا غير ماأرادها الله ورسوله ضلوا وتاهوا وهزموا وصاروا أذلة تحت أقدام من ضربت عليهم الذلة والمسكنة بعد أن كانوا خير أمة أخرجت للناس حتى جاء من رفعوا راية الكرار في هذا العصر فاعادوا العزة للمؤمنين …
فهل رسول الله تعامل مع علي عبثا أو عصبية لقرابة أو أو والعياذ بالله .
أم إن قول رسول الله-صلوات الله عليه وٱله- وفعله وتقريره ماهو إلا وهي يوحى؟!
نعم لو أنصف كل باحث وقرأ التاريخ والتفاسير بإنصاف لتوصل بيقين أن واقعة الغدير تعدّ من أهم الوقائع التاريخية في حياة الأمة الإسلامية، حيث أن رواية واقعة الغدير لم تصل حد التواتر أي رواية كما وصلت إليه، وهي واقعة تاريخية مصيرية مرتبطة بمصير الأمة في كل العصور حتى يوم القيامة..
الرسول الأكرم-صلى الله عليه وآله وسلم – وهو في طريق عودتة من حجّة الوداع ومن معه من المسلمون إلى غدير خم من الجحفة التي تتشعّب فيها طرق المدنيين عن غيرهم، فنزل عليه الأمين جبريل (عليه السلام) عن الله بقوله تعالى: ((يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بدل ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاس