بين التمرد والسلام حصن الفضاء .

إب نيوز ٢٠ اغسطس
——————–
بقلم/عفاف البعداني

مابين الخيال الحسي والواقع التقديري سعيت باحثة عن سبل السلام برحلات عميقة طولها الإدراكي سنة وظاهرها التحديدي ساعات.

رحلة مبتدئة من نافذة جروح وطن متخطيةدرب الفراغ والهواء لأصل إلى ذاك السلام الفضائي.

وبشرود الفكر أحاول أن أجد حلول لإحتمالات الوقوع والتصرف
لأصل بعد الرحيل إلى نتائج تكشف الوجه الضلالي المختبئ في ظل الوقائع المحتومة

وبجنون العمق أطير
ومع زرقة السماء أتابع تحليقي إلى معالم الفضاء وأسابق الطيور
وأحلق ببساطي السندبادي محاذيةً سطح القمر تاركةً ورائي أصول التمرد ثائرة على محيطي المألوف ومدونة قوانين الشذوذ.

وأتابع تحليقي لأبحث عن صومعة الإختلاف وأنهج النظرة البعيدة للهدف المرتبطة بعين الحدث لأصل إلى ذلك المكان الذي لم يصله إلى الآن أي أحد.

تابعت سيري
وصعدت من مستويات الكواكب شاردة الفكر من طابق إلى طابق وبعدها وصلت إلى حصن الفضاء
وهناك ………
رأيت المكتبة التي أبحث عنها والتي تضم في أدرجها أسرار السلام وتحتضن أصول حقيقة الإسلام،
وتدون في زوايها القاتمة أسباب الحرب الذي قتل بعنفوانه عندليب الأرض.

وأمسكت أول كتاب وكان أول سطر يتحدث عن السلام ويقول أتبحثون عني؟
أنا هناك !
انظروا فقط من تلك النافذة وستروني في ملمح الوضوح.

وقفت من نافذة حصن الفضاء لأرى
ولن تصدقوا ما رأيت!!
لقد رأيت الجمال الساحر للكون المجري المتحرك
رأيت
الكواكب تواصل
السير في خطوط دائرية منتظمة تدورحول سيدة الصبح ومنيرة المساء والكل يعينها بالانحناء أعرفتموها؟
أنها الشمس سيدة الفضاء.

كل شيء هناك كان يبدو موزون ومحسوب وملفت يختلف عن كوكبي تمامًا
يختلف عن كوكبي المذبوح في رهانات حربية وإختلالات فكرية.

فلم أرى أن كوكب المشتري تعدى على جاره زحل ليقترب من الشمس أكثر .

ولم أرى أن كوكب المريخ بعثر ترابه الأحمربين أقرانه ليشعل فتن الدماء بين كواكب الفضاء .

ولم أرى أن القمر كسف وحجب ضوءه عن أرضنا لخمس سنوات بل يحتجب للحظات ومن ثم يعود ،ولكن أشقياء الحرب في وطني بغو وظلوا سنة وسنوات قتلوا عندنا محاريب الحياة .

لاحظت أن كل طور وأفق في الفضاء يبادل قرينه التعايش والألفة ويمثلون رونق السلام الذي أبحث عنه.

وأدركت أن كل شيء كان يغلفه الإعجاز الإلهي وتزينه الوان مشعة و مختلفة فلاهي بالزهري ولا الأرجواني ولاالربيعي ولا الحزيراني مظهرها يستلهم التفكير والتأمل من أوسع ابوابه.
وكان ذاك السطروذاك الكتاب الذي قرأته بمكتبة الفضاء كان أصدق من عرفته وصادقته.

رأيت من نافذته الكون الفسيح وأنذهلت بصانعه وذيلت إنذهالي بتسابيح ربانية ، فصاح الكون معي بصوت رهيب سبحانك يالله.

إنزوت فيني من ذاك التسبيح الكوني
قشعريرة كأنهامشبعة
بثلوج القطب الشمالي .

وبعدهافعلًا
رأيت السلام
رأيته
في النظام والعدل وعدم التعدي والإختراق رأيته بالإيمان العقيدي الذي يركع الأكوان قربًا لله عز وجل.

وفجأة! طالعت
ورأيت هناك …
أعني في كوكبي
رأيت دخان كثيب
يتصاعد
ويحيك مؤامرة
تدين البريء
وتحررالمتهم
وتدحرج الثوابت
وتسمر الإعوجاج.

رأيت نيران الحرب مشتعلة تلف مواطن كثيرة وتغزوها بثقافات مغلوطة وبعلوم ضيقة الإتساع والشعوب ضحية والحكام مدعيين عليهم الوصية.
والكون كله من هول المصير يتثاوب .

كان كوكبي في ذاك المشهد مكتظ بالصراعات، وتضاخم الأنوات ،والموت الجماعي أقرب له من حبل المشنقة.
عاودني الأسى
وسقطت من مقلتي
زخات مطر وأنافي حصن الفضاء لم يكن بمقدوري أن أنقل ذاك السلام الفضائي إلى كوكبي اليسار لم أمتلك الحلول الشافية لاضمد تلك الثقوبات الجوية الناشبة عن مخلفات الحروب.

بقيت واقفة
تائهة في الفضاء راجية أن يصل الدمع السلامي ليطفى تلك الحرائق الدخانية
التي عبثت بالمهجة الإنسانية.

تائهة بالفضاء أفكر
كان كوكبنا الأصلح والأنسب للحياة ولكن نحن البشر قتلناالسلام وأورثنا صراعات وحروب وأصبحت الحياة فيه شبه حياة.

وفي تلك المكتبة تركت مذكرتي الصغيرة وكتبت أيها الفضاء لقد تركت فيني من الإندهاش مالم يتركه ملايين البشر لقد حررت فيني ماسجنه الخوف لعشرات السنين لقد نظمت فيني ملايين السطور الضائعة والروايات الشاردة وأضفت في غلافهاسحر الزهور .

أيها الفضاء أعذرني فسلامك وأمنك أكبر من أنقله إلى عالمي وجمالك أوسع من أن يحتويه كوكبي .
ولكن أعدك أيها الحصن الفضائي سيأتي يوم ويكون كوكبي جميل
كما كان وكما أختاره الله صالحاً لتلك وذاك الإنسان

وحينها
عدت بتمردي الخيالي إلى كوكبي مدركة أن “السلام “ليس وروداً تنقل ولا كنوز تحمل وإنما
هو عقيدة//عينهاالإحسان وروحها الإسلام وسيدها الإيمان ومحركها همة ويقظة عقيدة إنسان.

فهلا شاركتموني سبل السلام لنعيده في مدارسنا وأزقتنا وزهورنا وربيعنا وشتاءنا وبوادينا ومدننا وكوكبنا ليعم الأمان.

فأنا بمفردي أستطيع التمردوالخيال ولكن ليس بمقدوري وحدي أن أرجع عندليب السلام.
———————

You might also like