فقدان الإرتباط النفسي في المجتمع .
إب نيوز ٢٤ اغسطس
بقلم :إكرام المحاقري
من اليمن إلى أقصى العالم، وفي زخم الأحداث التي التي جعلت من الأمة الواحدة عدة متفرقة ومتناحرة وهم يحملون إسم “مسلمين”، وأصبح مجتمعهم في طياته الكثير من مشاعر الغربة، فأزدادت العلاقات توترا، وأنتشرت الأنانية وطغت على مشاعر الأنتماء.
هنا فلنعلم أن الشيطان قد تمكن وحقق ماتوعد به، فشتان مابين واقع القرآن وواقع المجتمع المسلم، قال تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر} فهذه الأمة التي أراد لها الله بأن تكون وحدوية التوجه والهدف والكلمة قد تفرقت وحدتها وتاهت وجهتها.
وكان ذلك سببا لأمراض نفسية؛ بل أن البعد عن القرآن قد تسبب في العديد من الآفات التي أنتشرت في المجتمعات الإسلامية ومنها (الكبر – الغرور – العجب – الغفلة – الضلال – الخيانة – الإنحراف) قد مزقت لحمة المجتمع المسلم وعززت من تفرقته، فما بين القوسين قد سبب الشتات.
هناك من ينظر لنفسه بانه فلان وغيره لا يساوي أي شيء، وينظر الى ماعنده بانه ليس لغيره فيه حق، وهذا يولّد الكراهية بين الاغنياء والفقراء، وهناك من يغتر بنفسه ولا يستمع لنصيحة غيره، فتكون الغفلة والضلال والبعد عن الله من نصيبه {الذكرى تنفع المؤمنين}..
والأسباب الآخرى لتفشي مثل هذه الأمراض هي تلك المذاهب التي غزت الدين القويم وطمست المعنى الحقيقي لصراط الله تعالى من عقول المسلمين، فهذه المذاهب الدخيلة على دين الإسلام قد جعلت من الآمة آمم ومن الطائفة طوائف وكلا يبغض الآخر.
والعجيب هو من يصدق حال هذه المذاهب مثل المذهب “الوهابي” ولم يتدبر في واقع آيات الله تعالى التي تعتبر توجيهاته لعباده في العالمين، فتلك النصوص القرآنية قد حتمت على الأمة الإسلامة من أقصى الأرض إلى أقصاها أن يعتصموا بحبل الله جميعا وأن يكون عدوهم واحد كما أن الاههم واحد وقبلتهم واحده وتشريعاتهم واحدة.
لكن تلك الأفكار التي جاءت تحت رداء “السنة” قد طغت على عقول المسلمين حيث أتجهوا ليتعلموا أصول الدين منها وتغافلوا عن القرآن الكريم فاصبحوا ضحية لذاك التحريف وانحرفوا بشكل رهيب عن خط الله تعالى.
فما بين كل ذلك قد ضاعت الأخوّة وماتت الرحمة وانقرضت النخوة، فلم يعد احد يهتم لحال احد وأصبح إرضاء النفس هي الغاية الوحيدة للكثير من أفراد المجتمع.
{افلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} فلتكن هذه الآية الكريمة الحل الوحيد لكل مشاكل المجتمعات المسلمة، فلتكن العودة الى القرآن الحل والدواء لآفة تلك الأمراض النفسية ، ولنجعل الله نصب أعيننا لنكن في ضل رعايته ورحمته وألا يصيبنا منه عذاب أليم.