ماذا بعد أربعة أعوام من العدوان ؟
إب نيوز ٢٥ أغسطس
بقلم / غيداء صدرالدين
توقفت عقارب الساعة على يوم مصلوب وتشابكت أصابع الأيام على إناء مقلوب ، وتداخلت خِيل الليالي حين أُعلنت حرباً بلا أقدام ، وانصراف دماء زكية دونما عودة .
توحدت ساعات الليل بأزيز الطائرات وأصوات صواريخ تهوي فتعني أن ثمة أرواح تستنشق أتربة أسطح المنازل والجدران المعتقة التي انقضت وتهاوت بلا رفق عليها ليُعلن عن أصحابها بعد ذلك ضحايا ومفقودين تحت الركام ،
حرب هوجاء أُعلنت في ليل أعمى ، جُمعت به كل رياح الشر لتسمى بذلك عاصفة للحزم !!
كائن يُحلق في السماء ، يداعب الموت ويقذفه بعد ذلك من جوفه صواريخ تأخذ في طيات دخانها وكثافة اسودادها ارواحاً نحبها وعيوناً نفتقدها وقلوباً رغم دوام البعد لازلنا ننتظرها عند أبواب المواعيد .
في ظل صمت مرعب ولا إنسانية أجمع العالم أن ثمة أشخاص موتهم سبباً لإرتقاء العالم !
العالم المقيد بنفط السعودية وغازها ومخدراتها ، العالم المدين للسعودية بوباء لحظاته وإسوداد وجهه وأعوامه وساعاته .
السعودية تدرك جيداً أنها تورطت ها هنا وأن عنق الزجاجة الذي حُصرت به بات أضيق من اليوم الذي سبقه ولكنها لازالت مُصرة على البقاء !
ليس لتحقيق اهداف أخرى لم يكن لها أولاً ليكن لها آخر وإنما حباً في الانتقام ، الانتقام لنفوذها الذي راهنت عليه وقوتها التي اسمتها عاصفة !
ان غباء مملكة الشر يدفعها للإستمرار في هذه الحرب العبثية رغم ادراكها اننا طوفان عارم يعصف ومن ثم يبتلع ،
غباءها الذي لازال يقودها نحو الأسفل ، فكلما اقتربت شددنا بكلتا يديها لندخلها دوامة هزيمتها وموتها المحقق ، فكلما حاولت التشبث بيد حليف جديد وقعت وإياه في أحضان الموت لا غير .
ان تنقل السعودية بين الدول النائية بحقائب مليئة بالمال الاجنبي امر مغرٍ جداً لخوض تجربة نزال في سبيل تزايد أرقام تلك العملة ولكنها حين تضع المال في جيوبهم لاتخبرهم بأن الميدان لا يسع غير خيالٍ واحد وأمر اللهو في ميدانه محال.
ان ما بذلته السعودية لقتل اليمنيين ليس بالقليل وبالرغم من ذلك لازالت تجني الخيبات التي تصب على رأسها من إناء أعددناه لموتها وكل حلفائها .
سعت السعودية أداة أمريكا القذرة للتخلص من انكسارها في اليمن من خلال التنقل بين أسماء عملياتها الفاشلة والتي لم تحقق هدفاً ولن تحقق .
نحن ندرك جيداً ان مملكة الطغيان تعاني من أزمة حضارية طاحنة وصلت آخر مراحلها وأصبحت تهدد وجودها على سجل التاريخ الآتي في مرحلة فاصلة من الأرض .
كما اننا نقر بأن مملوكة أمريكا تتنفس في القاع الخرافة ، وتستحلب الأسطورة وتستطيب الهيام في العوالم السحرية فقط لتمارس جنون عظمتها وإن كانت في الحقيقة بقرة ترامب الحلوب .
بعد أربعة أعوام من العدوان ، أربعة أعوام من الصمود والثبات والعطاء ، أربعة أعوام من النفير والرفد والعمليات النوعية والصواريخ الباليستية التي لازالت القوة الصاروخية تكشف عنها الستار حتى هذه اللحظة ، بعد كل هذا الشموخ بات واضحاً للعالم المنافق والصامت بمال السعودية ان المملكة البائدة تنكر السلوك الإنساني ، فهم في طبيعتهم الهمجية يؤمنون فقط بالقمع ، القمع الفكري والسياسي وتضافره مع القمع التحريمي والتكفيري المحاط بعصور الانحطاط الخاص بهم والتي تجلت في باراتهم الليلية وانحلالهم الأخلاقي مؤخراً هو الأمر الذي هوى بهم الى ذلك السقوط المدوي والمتكرر الذي حصدوه ولازالوا من خلال خوضهم حرب خاسرة مع شعب له مع الصمود والانتصارات قرابة الدم باللحم .
بالأمس كان صدام يغزو جاراً عربياً بعد ان رفع لاءات الله أكبر على أعلامه واستدعى رجال دين مشهود لهم بالكفاءة ، يتقطعون الآيات التي تبرر بل تسوع بل وتدفع الى احترام نموذجه الطاغي ، وبالأمس القريب وجدنا أيضاً من تغنى بآيات الله لتجميل قبح آل سعود تحت راية الإسلام واسم الله ،
المدهش ان نجد بعض هؤلاء وبعد مرور أربعة أعوام على العدوان هم بشخوصهم في كلا الحالتين يستثمرون العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب من أجل دمار بلاد ما وعبادها والإضرار البليغ بالمقدس ذاته “الحياة” حتى وان كان من يدعون إليها هم أبناء البلد نفسه وهم من باعوا ماء وجوههم بمال العدو لتعتلي احذيتهم اكتافهم فيصبحوا بذلك اجساداً بأحذية أمريكا وعملائها