خلفيات البيان المشترك السعودي الإماراتي بخصوص اليمن .
إب نيوز ٢٩ اغسطس
أرادت كلٌّ من السعودية والامارات وضع حّدٍ لجميع التحليلات السياسية والفضائح الناجمة عن الخلاف بينهما، فأصدرتا بيانا مشتركا في محاولة لتخفيف حدة الخلاف بينهما وإظهار نفسيهما على انهما على قلب رجل واحد في جميع المحافل وفي ساحات المعارك، إلا أن الحقيقة على ارض اليمن لا تعكس ما جاء في البيان.
الحقيقة تعكس محاولة جديدة لانعاش التحالف السعودي الذي أصبح بحكم “المنتهية صلاحيته” ولم يعد يجدي نفعا إلا للأبواق الاعلامية لكلا البلدين.
واذا اردنا التعمق في البيان المشترك لوجدنا أنه لصالح الامارات من جديد وان جميع التحليلات التي تقول بأن ابن سلمان تابع لـ ابن زايد صحيحة وان السعودية اصبحت واجهة لانتهاكات الامارات في اليمن.
البيان هو محاولة يائسة لتبرئة الامارات مما يجري في اليمن، من خلال استنكار حملة التشويه التي طالت الإمارات على خلفية أحداث اليمن الأخيرة، ودعا البيان لوقف المواجهات في محافظات جنوب اليمن، كما أكد استمرار الجهود لإغاثة الشعب اليمني.
السؤال هنا هل يمكن لعاقل أن يصدق ان الامارات والسعودية تعملان على تحسين الوضع الإنساني والإغاثي في دولة اليمن، وهل تحسين الوضع الانساني يكون بإغلاق جميع منافذ البلاد البرية والبحرية والجوية، وهل اغاثة الشعب اليمني تكون من خلال تجويعه ووضعه على حافة المجاعة وقتل آلاف المدنيين وتدمير بيوتهم؟.
هذا البيان ليس سوى ورقة “مهينة” بحق الانسانية جمعاء وبحق عقولنا، ومحاولة لإخفاء اختلاف المصالح بين الامارات والسعودية في اليمن، وبرز هذا الامر في عدة مناسبات، ولكن الأمر المؤكد أن آل سعود وآل زايد يتفقان على تدمير اليمن ومن ثم تقسيمه وجعله بلدا عاجزا تابعا راضخا لهما، ولكن وجود “انصار الله” حتى اللحظة يحول دون اكمال هذا المخطط، وهذا ما أثار الخلاف بين الامارات والسعودية.
الأمر الثاني الذي يتفق عليه آل سعود وآل زايد تجويع اليمنيين وقتلهم مرتين، مرة من خلال القصف العشوائي للمدن والقرى اليمنية، ومرة من خلال رفض دفع المعونات التي تعهدتا بها لليمن، الأمر الذي يترك اليمنيين عرضة لخطر الموت، بحسب تقرير نشرته صحيفة ديلي تلغراف البريطانية.
وتقول جوسي إسنور في تقريرها إن الأمم المتحدة كشفت أن هاتين الدولتين لم تدفعا إلا قدرا يسيرا من مما تعهدتا به للبلاد التي مزقتها الحرب.
ويشير التقرير إلى أن الدول المانحة كانت تعهدت في فبراير/شباط الماضي بدفع 2.6 مليار دولار، من بينها 1.5 مليار دولار من السعودية والإمارات، غير أن اليمن لم يتلق منها سوى أقل من نصف القيمة.
وتضيف الصحيفة أن معظم الدول المانحة أوفت بتعهداتها، وأن بعضها قدم أكثر مما تعهد به، غير أن أكبر الدول المانحة ممثلة في السعودية والإمارات لم تدفعا سوى حصة متواضعة مما وعدتا به.
وأشارت الصحيفة إلى أن متحدثا باسم الأمم المتحدة قال في بيان الأربعاء الماضي إن السعودية دفعت 127 مليون دولار فقط، بينما لم تدفع أبو ظبي سوى 16 مليون دولار، مضيفا أنه عندما لا يأتي المال فإن الناس يكونون عرضة للموت.
وحذرت الأمم المتحدة من أنه إذا لم تتلق تمويلات جديدة في الأسابيع القادمة فإن حصص الأغذية المتعلقة بنحو 12 مليون يمني سيجري تخفيضها، وأن 2.5 مليون طفل يعاني من سوء التغذية لن يحصلوا على الغذاء والدواء اللازمين لبقائهم على قيد الحياة.
من المستغرب أن السعودية والامارات تعقدان صفقات أسلحة بمليارات الدولارات، ومستعدتان لدفع كل هذه المليارات لينعم الغرب بأمن وسلام واطمئنان وبحبوحة، وغير مستعدتان لدفع ريال واحد أو درهم واحد من أجل أمن وسلامة المنطقة وشعوبها، اذ يبدو أن حياة المواطن البريطاني أو الامريكي ووضعه الاقتصادي أهم بالنسبة لهم من المواطن العربي.
الأنكى من هذا أنهما يعملان حاليا على تقسيم اليمن، هل تكون اعادة الشرعية من خلال تقسيم البلاد، وهل دخلت هاتين الدولتين دولة جارة من أجل تقسيمها وتفتيتها، وهل سيتوقعان أن تكون النتائج لصالحهما دائما، وما يفعله “أنصار الله” يؤكد ما نقوله، ورسالة هذه الجماعة واضحة للسعودية والامارات، بأنه لن يكون هناك امن في السعودية لطالما أن القصف على اليمن مستمر ومشروع التقسيم مستمر، هذا هو المستقبل الذي وعد به ابن سلمان شعب المملكة وشبابها.
الآن مستقبل اليمن بسبب القصف السعودي_الاماراتي المستمر ومحاولات التقسيم على كف عفريت، واعتبرت الناشطة اليمينة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، إن “انقلاب عدن أدخل البلاد في طور آخر من الفوضى، ووجه ضربة قاتلة للشرعية اليمنية، ويؤجج الصراعات الجهوية والمناطقية بين اليمنيين، خدمة لمصالح دول أجنبية يغضبها رؤية اليمن دولة موحدة أو قوية“.
وأكدت، في مقابلة خاصة مع “عربي21″، أن “السعودية ضالعة في مخطط انقلاب عدن؛ فهي من أدارت التفاصيل، وكانت على وئام واتفاق وانسجام تام مع الإمارات في اليمن؛ فحكام آل سعود لديهم حلم قديم بتفكيك اليمن، ويعتقدون أن الوضع الراهن في اليمن يمثل فرصة ذهبية لتحقيق هذا الحلم”.
وشدّدت كرمان على أن “السعودية هي رأس الأفعى في تدمير اليمن، والإمارات ليست سوى أداة من أدواتها القذرة لتفتيت وحدة البلاد”.
في الختام؛ لمن يفكر بما يجري في اليمن يشعر وكأن الامارات والسعودية مجرد اداتين بيد الغرب لتدمير المنطقة وابقاء نار الفتنة متقدة فيها، واكثر المستفيدين مما يجري في اليمن اليوم هي “بريطانيا”، هذه الدولة الاستعمارية التي تتعاطى بإزدواجية قذرة في اليمن، من خلال بيع الاسلحة للسعودية لقتل أطفال اليمن ومن ثم اتهام السعودية انها تقوم بانتهاكات في اليمن.