حسنين هيكل يبتسم الآن في قبره .
إب نيوز ٣٠ اغسطس
مياء العتيبي
لم يتحد الصحفي الكبير المرحوم محمد حسنين هيكل نبوءته عن المستقبل اعتباطا، بل تحدى ويعلم بأن قبره سيظل سالما دون نبش، تحدى لما يتمتع به من قراءة أوراق المنطقة، تحدى آل سعود بأن يخرجوا من اليمن منتصرين .
لقد أوقع بن سلمان المملكة في مستنقع لا تعلم كيف تخرج منه، اوقعها ابن سلمان في مأزق اطلق عليه اسم عاصفة الحزم وما هي إلا عاصفة الهزيمة والخوار..
كل قوة او جيش او دولة تحمل عقيدة سليمة وتنتهج منهج الحق تنتصر مهما كانت قوتها التسليحية ، وها هي اليمن تسطر اروع الصور البطولية والثبات في المعارك وصدق وعودها وكان آخرها صاروخ الدمام .
وفيما يتعلق بضربة عدن .. تمعنت جيدا بالفلم الذي عرض لحظة سقوط الصاروخ وكيف تناثرت اشلاء بعض الجنود وكيف هرب الضباط والقادة من المنصة التي كانوا يجلسون عليها وواحدهم كالطاووس عندما ينفش ريشه ، وهل تعلمون ماهو الشيء اللافت للنظر ؟، ان الفلم كان يصور بجهاز موبايل من قبل شخص معهم ومن ثم قام بإرساله الى وسائل الاعلام هذا اولا وثانيا دقة المعلومة عند الجيش اليمني واللجان الشعبية مع دقة التصويب ، وهنا لنضع في حسابات الدول التي تطبل للسعودية بأنها تحت قبضة الجيش اليمني ، وثالثا ان الصاروخ حلق فوق اجواء القواعد العسكرية الامريكية والسعودية ودول التحالف دون كشفه .
السعودية اصبحت وحيدة في هذا المأزق هي والمرتزقة الذين جندتهم من الصومال وباكستان ومصر والسودان وحتى المرتزقة المحليين بدأوا ينسحبون في ظلمات الليل ، واما حليفتها الامارات التي اعلنت انسحابها من تحالف حرب اليمن كانت تجلس على طاولة واحدة مع ايران لحماية بلدها وتحقيق امنها وهي تعلم ان ترامب يبتزها ، وليعلم بنو سعود بأنه مهما كان موقفهم يبقى ترامب الأسوأ منهم، أي نتألم عندما نسمع تصريحات هذا الاهوج وهو يهين آل سعود بالرغم من رأينا السلبي بهم ، ولو ان السعودية فقط اوقفت عدوانها الاعلامي على ايران ومن غير صلح او تقارب بالمواقف بل ايقاف الاعلام المعادي فإنها في هذه الحالة تكون قد صفعت ترامب على مؤخرته وعلى رقبته من الخلف وترد الاهانة بعشر اهانات ، ماذا نقول إذا كان الامام المهدي يقلق ابن سلمان وقالها صراحة وهو الآن يضخ بالأموال لشركة بريطانية متخصصة بالعلاقات لتحسين صورته بعد جريمة خاشقجي أمام الرأي السياسي الحاكم في الخفاء .
نعود لليمن الصامد ونتابع تصريحاتهم واخبارهم التي تعبر عن حقيقة وواقعية المعركة بل ان اليمن تتمتع بأخلاق العرب من حيث المروءة والثقة بالنفس فقد حذرت الشركات والمؤسسات المدنية أن تبتعد عن الاهداف العسكرية لأنها ستكون تحت المطرقة الصاروخية والطائرات المسيرة ، وقد اعذر من انذر .
ليتوقع اطفال اليمن ونساؤهم الرد السعودي على الاسواق والمدارس والاحياء الشعبية لأنها لا تستطيع ان تقابل الرجال في الحد الجنوبي ، فترسل طائراتها بمساعدة الامريكان في تحديد الاهداف المدنية للأبرياء وتزويد طائراتهم بالوقود في الجو حتى تقصف الابرياء ، وقبل ايام استخدم ترامب الفيتو ضد قرار الكونجرس الأمريكي بعدم بيع السلاح للسعودية وان كانت اصلا حركة الكونجرس تمثيلية إلا انها اكدت الوجه القبيح للبيت الابيض ، بل ان ترامب لا يخسر مهما كانت نتيجة الحرب مع اليمن لأنه بالنتيجة القتلى مسلمون واموال السعودية في خزينة الامريكان.. اللهم أنتم من الظالمين.