حكمة الأنصار في بناء دولة وطنية حديثة ..
إب نيوز ٣١ اغسطس
بقلم /صفاء فايع
يعلم الجميع أن سياسة اليهود لنيل مكاسبهم وطموحاتهم في استعمار الدول والشعوب ونهب الثروات هي سياسة (فرّق تسد)، لذلك فهم ومنذُ أن عرفهم التاريخ يصدرون للعالم مسميات مختلفة من الطوائف والمذاهب وحتى في بلدانهم هم يتخذون هذه السياسة كوسيلة للوصول إلى مصالحهم فالتفريق لديهم موجود في الأعراق والألوان ويُعتبر لدينا ذلك التفريق الذي نهى عنه ديننا الإسلامي الحنيف.
لكننا في الوقت هذا الذي شهدنا في بلدنا طوائف ومذاهب واحزاب مختلفة تنوعت بين مسميات سني وشيعي وزيدي وشافعي وصوفي ومؤتمري وإصلاحي وأنصاري …إلخ ، شهدنا ايضاً وتجرعنا عدواناً بربرياً يطال الجميع ويُراق فيه الدم اليمني بكل اطيافه وألوانه ، فلم يكن من حل لمن سيواجهون ويدافعون عن اليمن بأكمله إلا أن يُرسخوا دعائم اللحمة الوطنية حيث اطلق السيد عبدالملك حفظه الله حينها التوقيع على وثيقة القبيلة اليمنية لتحفظ لليمنيين وحدتهم ولتضمن اصطفافهم ضد العدوان كأنهم بنيان مرصوص ولاقت هذه الوثيقة اهتماماً واسعاً وتقبلاً شعبياً وقبلياً لم يكن احد يتصوره، للحد الذي عفى فيه صاحب الدم عن قَتيله وتوحدت قبائل اليمن ،عافية عن الدم مبتعدة عن الثارات داعمة ورافدة للجبهات بالرجال والأموال
حينها تُوجت اليمن بالإنتصارات والابتكارات بشكل متسارع وملحوظ جعل العدوان في حالة من الجنون جعلته يتمادى في إجرامه ويحشد مرتزقته من اصقاع الأرض ويبحث عن وسائل وأساليب أُخرى للتفرقة والشتات .
مع كل هذا وذاك السجال بين العدوان والانصار إلا أن رهان العدوان مازال خاسراً فهاهم أنصار اليمن وليس للمرة الأولى ولن تكون الأخيرة يشكلون فريق مصالحة وطنية بين كل اطياف الشعب ويعفون عن من خان الوطن ويدعونه للعودة إلى حظن الوطن بإعتباره مخدوعاً
كما هي دعواتهم الدائمة إلى ترك الفرقة والتنازع والإقتتال.
ويأتي قرار المصالحة الوطنية الشاملة والحل السياسي من صنعاء
في ظل اوضاع مأساوية يعيشها الجنوب المحتل في عدن فالشركاء المحتلون لم يستسيغوا تقسيم امريكا للكعكة واعتبروها قسمة ضيزى ، فأتوا بقواتهم الحربية ليقضوا على ماتبقى من الجنوب تحت مسميات وذرائع لاتدع مجالاً للشك لدى اي يمني فيما هو المقصود وماهو الهدف الحقيقي
في وقت كان من المفترض أن يكون لعدن وجوداً بل ودوراً فاعلاً في تنفيذ الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة
فمتى سيفهم اخوتنا في الجنوب أن عليهم أن يحملوا السلاح من أجل طرد الغازي المحتل لا من أجل قتل اخوتهم اليمنيين ؟من المؤلم حقاً أنه وبعد كل هذا الذي يحدث لم يدركوا ولم يتعقلوا ولم ينطلقوا الإنطلاقة الصحيحة التي تضمن لهم الحرية والعزة والكرامة في بلدهم، فياترى ماستحمله الأيام لعدن بعد كل هذه الفوضى؟ وهل في ابناء عدن رجل رشيد ليستفيدوا من قرار المصالحة الوطنية ويضعوا أيديهم في أيدي إخوانهم اليمنيين ضد الغزاة والمحتلين أم أن مطرقة الإمارات التي تطرق بها سندان السعودية في الجنوب ستبقى على ماهي إلى أن يتم القضاء على كل جنوبي وسلبه كل مقومات الحياة ؟!