(خطة أمريكية لمصالحة سعودية ـ إيرانية , ثمنها اليمن مقابل العراق)
إب نيوز 7 مايو
د .محمد شمسان
من أجل إستقلال الجنوب : رئيس وزراء لـ(الأقليمين) الجنوبي بالإضافة لمثيله الشمالي , برئاسة عبدربه
حكومة القوة وليست حكومة التوافق (والقضية الجنوبية)
لعنة الوحدة او الموت!
اليوم يقرر شعب الجنوب : الانطلاق أو الانزلاق !
عن قومة ونومة بن مبارك!
إن تصاعُد الأحداث في قلب صنعاء وما حولها يبرر للمراقب أن يفترض وجود قوى أكبر إقليمية ودولية وراء ـ أو مستفيدة ـ من هذا التصعيد وخاصة بالتزامن مع ما يحدث في العراق بشكل أساسي , وسوريا وغزة ولبنان . وما دعانا لوضع أمريكا كقطب رحى لهذه الخطة ليس هو نظرية المؤامرة التي تبرز تقليديا في مثل هذه الظروف , ولكن هو الكثير من المؤشرات العملية والكتابات والتصريحات والدراسات لمتخصصين في السياسة الأمريكية تؤكد أنها تريد الخروج من منطقة الشرق الأوسط بأسرع ما يمكن وبأي وسيلة وبأقل الخسائر مع ضمان بقاء مصالحها الذاتية والإسرائيلية والغربية في أيد موثوقة (حليفة) تكون وكيلة عنها مستقبلاً ؟!
وهذا التغيُر الاستراتيجي والدراماتيكي أهم أسبابه هو حتمية ومصيرية تواجدها بكل ثقلها المالي والعسكري والسياسي في منطقة شرق وجنوب آسيا لمواجهة النفوذ الاقتصادي الكاسح للتنين الصيني أساسا (وربما مستقبلاً يتولد تحالف أوسع ـ بقيادة صينية ـ , التي تعترف كل الدوائر الاقتصادية ومنها الامريكية انها خلال 10 ـ 15 سنة ستخلف أمريكا على عرش أقوى اقتصاد في العالم ـ وإنه يسعى ليضم معه اليابان والهند وروسيا والنمور) وهذا التنين الماضي قُدما بهدوء وتؤودة وحكمة يُعرف بها الشرق كلاسيكيا , إن لم يستطع اليانكي إيقافه أو على الأقل تبطئ زحفه قد يحول أمريكا لدولة مريضة او من الدرجة الثانية اقتصاديا وهو أساس النفوذ السياسي واستمرارية بناء أكبر قوة عسكرية في التأريخ لبلد مفرد منذ العصر الإمبراطوري الروماني !
وفي إطار هذا السعي الامريكي الحثيث توجب عليها أن تحاول إيجاد أقصى درجة (تستطيعها) من التفاهمات بين إيران (النووية) والغنية وأعدائها وخصومها التقليديين مثل : السعودية وإسرائيل وتركيا بشكل أساسي , والذي بدأ بوساطة عُمانية مدعومة بحلفاء أمريكا مثل بريطانيا للتفاوض بين امريكا وايران والذي أدى الى إسراع بريطانيا لفتح سفارتها المغلقة في طهران , وكذلك الخلاف الحاد بين السعودية وعمان بسبب رفض عمان القاطع لإنشاء اتحاد فيدرالي خليجي يعلم الجميع ان الهدف السعودي الاساسي منه عسكريا واستراتيجيا لمجابهة إيران التي تستطيع اكتساح الشاطئ العربي للخليج بأكثر من مليون من قوات المشاة ودعم بقية القطاعات العسكرية الفعالة لديها بدون الحاجة لاستخدام سلاح