ذكرى الهجرة “نور إيماني يماني”
إب نيوز ١ سبتمبر
بقلم: إكرام المحاقري.
لم يقل اليمنيين شأناً في حاضرهم عن سابق ماضيّهم الحضاري والمتشبع بمواقف الرجال الصادقين، فذكرى الهجرة النبوية لهي حدث عظيم يعتز بها اليمنيون، لما لهم فيها من مواقف نصروا بها الدين في بداية مشواره المقدس، ونصرة رسول الله صلوات الله عليه واله وتخلد ذكرهم في قلب صفحات القرآن الكريم ليخلد ذلك الذكر دروس وعبر تدرس على مر التاريخ.
قال سبحانة وتعالى {والذين تبوءو الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأؤلئك هم المفلحون}.
فمنذ بزوغ فجر الإسلام الساطع بنور الهداية وتوحيد العبادة لله سبحانه وتعالى كان اليمانيون من السابقين بالإيمان بالله كما سبقوا بنصرة رسول الله ، كانوا ذات قيّم وأخلاق عريقة أمتدت حضارتهم إلى سبأ وبراقش وذو يزن، لتكون لليمنيين الصدارة المتميزة من تلك اللحظة حتى اللحظة الراهنة.
ففي الوقت الذي قد هاجر فيه النبي محمد صلوات الله عليه واله إلى يثرب متجها بقلبه إلى قبيلتي “الأوس والخزرج “اليمنيتين التي أسماهم النبي محمد “الأنصار” ، قد هاجرت تلك القبائل إلى الله بقلبها وكل مشاعرها فقد باعوا أنفسهم من الله من أول لحظة أستمعوا فيها آيات الله البينات ، فقد كانوا سندا متينا للنبي محمد بعد إذ أخرجه المشركين من مكة ظلما وعدوانا.
فقد أستقبلوا النبي بطلع البدر علينا ومازال البدر في قلوب اليمنيين حاضرا في كل مواقفهم ، يهتدون بهديه ويقتدون باخلاقه ويحذون حذوه أينما توجهوا ، فقيمة الهجرة النبوية التي نال منها اليمنين شرف مؤازرة النبوة وتمدد مسار الرسالة مازالت تجري في دمائهم جهادا في سبيل الله.
من نصر رسول الله الأمس مازال ينصره اليوم، فاليمنيين هم اليمنيين لم يتغيروا ولم يتوانوا في نصرة الدين ، هم يدركون حقا بأن الإيمان يمان والحكمة يمانية ، وبأن من أخرج رسول الله من أرض مكة مازل يعمل حتى اللحظة لإخراج رسول الله صلوات الله عليه واله من قلوب المؤمنين ، ومن واقع حياتهم كإسوة حسنة ونورا مبينا ورجل جهاد، وقائد عسكري حكيم، ونهج قويم تنهجه أمة الإسلام أينما توجهت.
فمخطط قريش مازال قائما حتى الساعة، فهناك منهم إمتداد لمشركي قريش اللئام يكيدون للإسلام كيد الساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى ، فاليمنيين مازالوا موجودون بذلك الوعي وبتلك البصيرة وبنفس الشجاعة التي تمثلت في “الأوس والخزرج” أنذاك.
هاهم اليوم يدافعون عن قيّم الإسلام وقداسة القرآن وكرامة الإنسان ذائدين بأنفسهم الزكية حيال ذلك، تمثل فيهم حنكة النبي في مواجهة الاعداء وشجاعة الإمام علي عليه السلام يوم برز للكفر كله وقطع يد النفاق ، ونالوا من الله النصر والسداد والتمكين.
نعم فذاك الصراع مازال قائما بين الحق والباطل في طريق ممتدة بالنصر للمؤمنين وخذلان المنافقين ، ومانشهده اليوم ليس بعيدا عن ما قرأنا عنه من احداث الأمس البعيد، فصراع الأمس قد حتم هجرة الرسول صلوات الله عليه واله من مكة إلى المدينة ، كما أن صراع اليوم قد حتم على اليمنيين الهجرة إلى جبهات العزة والكرامة لمواجهة الشياطين الماردة التي تتحرك باسم الدين وأثآرت النعرات الطائفية والمذهبية في أوساط العالمين.
فهجرة اليمنيين اليوم هي مواجهة لأكبر عدوان كوني شاء لليمن الخنوع والركوع وعبادة الطاغوت ، في مشروع صهيوني ممتد من أيام أبي سفيان وأبا لهب ، فالعدوان اليوم يتخذ بحق باليمنيين جميع الأساليب والقوانين التي اتخذها أجدادهم اعداء الإسلام بحق النبي والمسلمين.
فاليمني اليوم يقول احدا احد، ويأبى الإنكسار لثلة من المجرمين واتخذ قانون السن بالسن، وردع العدوان حتى أفشل مخططه الخطير الذي تمثل برداء “الشرعية” وهو في حقيقة الأمر تمهيدا لتحقيق “صفقة القرن” التي تستهدف كل قيّم الإسلام بالتمكن من المقدسات الإسلامية.
فذكرى الهجرة النبوية بالنسبة لليمنيين هي نور إيماني يماني فلهم العزة والكرامة ، فقد كرمت صفحات التاريخ باحتضان مواقفهم أنفا وحاضرا ، وتباهت بإحتضان مواقف “رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه”
فسلام الله على اليمن وعلى شعب اليمن ماتعاقب الليل والنهار ، فحقا هم يستحقون نيل شرف شهادة الإمام علي عليه السلام حين قال مباهيا بهم رافعا من شآنهم “لو كنت بوابا على باب جنة لقلت لهمدان أدخلوا بسلام.”