ما أشبه أنصار الله برسول الله !!
إب نيوز ١ سبتمبر
كتبت /وفاء الكبسي :
بمناسبة الهجرة النبوية عليها وعلى صاحبها أزكى الصلاة والتسليم، فإني أدعوا كل الحركات والأحزاب السياسية والدينية في ذكرى الهجرة أن تعرض مشروعها وأساليبها على مشروع الرّسول وأساليبه، وعلى كلّ المشتغلين بالعمل الرسالي أن يحاكموا تجربتهم بعيون الهجرة، نحن مدعوّون لعرض مسيرتنا القرآنية على مسيرة الرّسول وهجرته، مدعوّون لعرض تجربتنا على تجربة رسول الله في كلّ تفاصيلها..
وإذا نظرنا بمنظار تلك التّجربة النقيّة، فإننا نرى إننا نسير وفق تجربة نبويّة إنسانيّة نقيّة أصيلة، فمشروعنا القرآني ليس فيه مشروع انتقام شخصي، أو تعويضاً عن معاناة، أو ردّ اعتبار أو هيمنة، إنما هو مشروع عقيدة وإيمان ولنا في رسول الله الأسوة الحسنة فالرَّسول عندما هاجر إنطلق ليبني، إنفتح واستفاد من التّجارب الإنسانيّة السّابقة والحضارات لم يكن لدى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- مشكلة في أن ينفتح على الآخر، فمشروعه ومشروعنا القرآني واحد نابع من القرآن الكريم الذي يحث على البناء والتعليم والتربية، فليس للسّلاح أو للعنف مكان فيه، إلا في إطار الدّفاع عن النّفس، وحماية الأوطان.
الأمر الثّاني الّذي يجب أن نعرض أسلوبنا عليه، هو أسلوب الدعوة إلى هدى الله بين النَّاس، ليصل في نهاية المطاف إلى أن يدخل النّاس في دين الله أفواجاً، مسيرتنا عالمية بعالمية القرآن الكريم، فكما كان الإسلام في المدينة مجسداً على أرض الواقع، ونموذجاً عملياً لكل من أراد أن يرى ثمرة الانتماء إلى الإسلام، فكذلك هو الحال نرى الإسلام مجسداً على أرض الواقع في صنعاء وجميع مناطق سيطرة أنصار الله فكل الداخل لهن يرى المودّة والتآخي والإيثار والتكافل الإجتماعي والتّسامح، يعني بعبارة أخرى، يرى صورة واقعيّة وليس نظريّة، لدين يتحرّك على الأرض، يرونه بأعينهم، ويستلذّون بحلاوته وجماليته.
فعندما ننظر لواقع الأمة العربية والإسلامية اليوم حينها نرى الفارق الكبير بين ما نقوله أو نعرفه عن الإسلام، وبين ما هو حاصل على الإرض والواقع؛
لهذا بات من مسلّماتنا أن نقول: أن الإسلام شيء والمسلمون شيء آخر؛ لأن المسلمون التهوا بالنّظريَّات والشّعارات والشكليَّات والجماعات والتّقسيمات، ونسوا أنّ ما يمُارَس على الأرض باسم الإسلام ليس من الإسلام في شيء وإن استمروا في بشاعته وتنفيره، فسيكون سبباً لخروج النّاس من الدّين أفواجاً، وهذا هو الحاصل اليوم حيث نرى ارتداد الكثير عن الدين الإسلامي وانحرافهم بل ودخولهم في الإلحاد بشكل كبير ومخيف.
الأمر الثّالث الّذي يجب أن نحاكمه اليوم انطلاقاً من تجربة رسولنا الأعظم، هي علاقتنا مع من يختلف عنّا في الدّين أو العقيدة، علاقة تعايش، وفق وثيقة الدين الإسلامي، حيث كان لكلّ فرد الحريّة في أن يعبّر عن قناعاته وأفكاره وعباداته، وهذا مايطبقه أنصار الله اليوم في واقعهم من تعايش مع الغير رُغم اختلاف الأفكار فالكل هُنا متعايشون ومتآخون؛ لأن التّعايش في الإسلام لم يكن في أيّ مرحلة من مراحل الرّسالة من شروطه وحدة العقيدة والانتماء، إنما الشّرط كان احترام النظام، وعدم التعدّي، والحفاظ على المجتمع وسلامه الدّاخليّ، وعدم الاستقواء بأعداء الإسلام عليه (حرصاً على أمنه القوميّ). هذه هي شروط التّعايش، وهذا مايُطبق اليوم رُغم اختلاف الانتماءات الفكرية والسياسية والثقافية وحتى المذهبية والمناطقيةّ فلم يكن كلّ هذا سبباً للرفض أوالاقصاء فالكل سواسية ،والدائرة مفتوحة لكل اليمنيين بشرط الانتماء للوطن فقط، وتغليب مصلحة الوطن فوق كل المصالح.
إنّ أسلوب أنصار الله مع الآخرين ومع المختلف معهم، وأسلوب دعوتهم لنشر هدى الله، تحكمه الرّحمة والمحبّة والرّفق واللّين، لذلك ليس غريباً أن لا يسقط من جانب العدو ولا مدني واحد فكل أهدافنا ماهي إلا إقتصادية أو عسكرية ، رُغم وحشية العدوان واستهدافه للمدنيين منا سواء كانوا رجالاً أم نساءً أم أطفالاً ولكنا نحمل روحية القرآن الكريم وروحية رسول الله، من كان يصدق أن كلّ حروب النبي لم يسقط فيها سوى أربعمائة رجل. تصوّروا الرسالة كلّها لم تكلّف بحساب الخسائر البشريّة سوى 400 رجل على أبعد تقدير، رُغم شدّة الصّراع وحجم النّتائج..
فكما أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لم يكن ليستسهل الدَّم أبداً، دم أيّ كائن، وكانت القاعدة عنده أنَّ دم الإنسان عزيز، ولم يكن في قاموسه «أنّ الغاية تبرّر الوسيلة»، كذلك هو حالنا اليوم ونحن في نقطة القوة خاصة بعد تمكنا من ضرب أهداف عسكرية وإقتصادية مهمة داخل العمق السعودي ومابعد بعد الرياض لأننا نريد أن نصل إلى غاياتنا النّبيلة في الدفاع والرد بوسائل نظيفة، فما أشبه أنصار الله اليوم وقيمهم وأهدافهم برسول الله وقيمه وأهدافه ، فهجرة أنصار الله من صعدة إلى صنعاء ستختم بالنصر والتمكين في العالم بأكمله -بإذن الله- واثقون من ذلك..
لو أن رسول الله قدر له أن يكون بيننا اليوم فسيكون فخوراً بنا نحن اليمنيون وهو يرى واقع أمته في الدول العربية والإسلامية، وسينكر على الكثيرين ادّعاءهم أنهم ينتمون إلى الإسلام ويحملون اسمه، وسيتّهمهم بالتّزوير، وسيشكوهم إلى الله في اعتداءهم علينا بغير وجه حق، بقتلهم أحفاد الأنصار من كانوا وسيظلوا معقل الدين وأصله .