هل من أمة محمد من يجهل عاشوراء!
إب نيوز ٣ سبتمبر
كتبت / سارة الهلاني
نحن المسلمين مرتبطين بتاريخنا كما ربطه القرآن بواقع حياتنا حين خلدت الوقائع والأحداث بآيات قرانية تقدم دروساً وعبر، ويجب علينا فهمه بالشكل الصحيح ب دراسة خالية من النزاعات والأهواء، حتى يكون الإنصاف منطلقنا، والحكمة ضالتنا، إلا أنه للأسف أن تاريخنا الإسلامي قد شابته عدة شوائب، وطمست فيه الحقائق، وغيبت منه مصداقية المؤرخين لنقل الأحداث كماهي.
وجدنا أنفسنا أمام تبرير لباطل معاوية وواقعة الفاسد، وبيعه نجددها ليزيد بإقتداء المجرمين به وتنميقه أميراً للمؤمنين بأقلام عوجاء بدأت من واقع أبيه الفاسد التي تحركت تروي وتثبت بنو أمية في سلطانهم كذباً وافتراء ، بلسان أحاديث وتوصيات رسول الله صلوات الله وعلى آله، وحاشا لرسول الله أن يكون قد لمع ظالما إستباقا ليزكي له أمر ولايته على المسلمين وهو من قد تنبأ ، وحرص على توصية المسلمين بأن يتقوا شر الفتنة بإسم القران ورسوله فقد كان يردد رسول الله للإمام علي عليه السلام قائلا “ستقاتل على تأويله كماقاتلت على تنزيله”.
حقائق تاريخية فيها منهل البطولة والفداء لأعلام الأمة الحقيقيين بمنطق القرآن غيبت ، وكادت أن تتلاشى من فطرت البشرية الإسلامية لحب محمدوآل محمد، ليقدم بنو أمية وسلاطين الدولة العباسية قادة الفتوحات الإسلامية التي رسموها ممتدة شرقاً وغربا.
ها نحن في شهر محرم الحرام الذي عاشر أيامه أوجع الأيام بما حمله من ظلم وتجبر، وأقدس الأيام بما سطرت فيه مواقف تضحية لله وفداء لدين رسول الله وصبرا لرضاالله يقابلها باطل أهله خانوا الرسول وسبطه غرضا للنبل ودريئة للرماح وجزرا للسباع _فقط _ رغبة في الحياة.
من أول أيام محرم شد يزيد ناب خبثه على آل بيت رسول الله طمعا في ملك ولاية بني أمية وبني عبدشمس على بني هاشم، لما توفي معاوية سنة٦٠ه أعتلى يزيد بسكره ومجونه الخلافة متسمياً بأمير المؤمنين وكتب إلى ولاته بأخذ البيعة له من المسلمين كافة ومن يمتنع عن مبايعته ضربت رقابهم .
كان الوليد بن عتبة بن أبي سفيان والياً على المدينة فكتب إليه يزيد أن ياخذ البيعه مشدداً عليه أن يأخذها من الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
لم يكن أمام الإمام الحسين سوى أمرين لاثالث لهما:إما البيعة ليزيد والخضوع وإقرار الظلم والفساد وهذا الأمر يأباه الحسين وأبوه وجده المصطفى عليهم الصلاة والسلام ، وترفضه شريعة الإسلام، وإما الخروج ولا بد منه فخرج الإمام الحسين وهو يردد (والله ماخرجت أشرا ولابطرا ولامفسدا وإنما أريد الإصلاح في أمة جدي رسول الله).
توجه إلى الكوفة عندما وصله كتاب مسلم بن عقيل ببيعة أهل العراق له، لكنه علم في الطريق بمقتل مسلم بن عقيل حين أرسله الحسين لدعوةالناس.
فدخل الكوفة سيدي الإمام الحسين ونزل بأرض كربلاء، فسأل أصحابه ماأسم هذه الأرض؟
قالوا : كربلاء ياابن رسول الله
فقال : اللهم إنا نعوذبك من الكرب والبلاء.
وذاك اليوم هو يوم العاشر من محرم، يوم أحاطت الجيوش بقيادة عمربن سعدبن ابي وقاص وشمر بن ذي الجوشن بالحسين وأصحابه.
يوم العاشر من محرم يوم تحركت الأطماع والأهواء في نفس عمر بن سعد ليختار قتل الحسين لينال حكم الري من الدعي يزيد ابن الدعي.
يوم العاشر من محرم يرمي حرملة الأسدي بسهم في وريد الرضيع عبدالله ابن الحسين فنحره ليسكتوه عن بكائه من شدة العطش فرفرف كالطائرالمذبوح .
يوم العاشر من محرم ألتقف أصحاب الحسين الشهادة في سبيل الله، ويقبلون على الموت ويتسابقون من يفدي ابن بنت رسول الله.
يوم العاشر من محرم بقي الإمام الحسين ابن علي وابن فاطمة بنت رسول الله وحيداً يقاسي العطش والجوع ونزف الجراح ومتابعة القتال والطواغيت يلهثون إجراما وحقدا.
يوم العاشر من محرم يرمى الإمام الحسين بسهم من القاتل “حصين بن نمير”في فهمه عندما اقترب يشرب ماء من نهر الفرات بعد انهكه العطش مع بأس القتال .
في يوم العاشر من محرم تناوشت السهام على الإمام الحسين والرماح والسيوف وتقدم شمربن ذي الجوشن فطعنه وسقط الحسين على الارض فنزل سنان بن أنس النخعي فأحتز رأس الإمام الحسين، وانقلب كلاب بني أمية على جثة الحسين يأخذون ماعليها من كساء مزقته السيوف.
يوم العاشر من محرم ماكاد قوم عمربن سعد ينتهون من قتل الحسين حتى هرعوا إلى حرم ونساء رسول الله ينازعوهن الحلي ومابحوزتهن من الأمتعة دون أن تمنعهم مروءتهم.
يوم العاشر من محرم ساقوا رأس الحسين وبنات رسول الله سبايا إلى الطاغية عبيدالله ابن زياد ليتقرب بهم عند الدعي يزيد.
يوم العاشر من محرم كانت مجزرة البغاة الذين احتجزوا رأس الحسين والثلة الذين ناصروه وخرجوا معه ثابتين على عهدهم لله، ورسالة نبيهم، ونهج آل بيت محمد.
يوم العاشر من محرم هاج علي بن الحسين ابن 18 عاما على قوم عمر بن سعد مرددا “لانبالي أوقعنا على الموت أو وقع علينا” بشجاعة ضارية يفرق صفوفهم إلى ان غدروا به فقتلوه.
في يوم العاشر من محرم حتى الأطفال بعدأن فقدوا آباءهم في المعركة استأذنوا الحسين ليخرجوا بالتربية الإيمانية الصحيحة إلى أرض المعركة ورددوا :
اميري حسين ونعم الامير
سرورفؤاد البشيرالنذير
… إلى أخرالأبيات
في يوم العاشر من محرم المرأة الواعية سجلت لها كربلاء مرحلة من مراحل جهاد المرأة وصمودها أمام الباطل فكانت هناك بطلة كربلاء زينب بنت أميرالمؤمنين علي كانت بطلة قبل الحرب وبعدالحرب ولم يصب أحد بمثل ماأصيبت إلا أنها وقفت وصمدت وقربت لله القربان وأمامها الجثث على الأرض والرؤوس مرفوعة على الرماح، ومعها من خلدت كربلاء مواقفهن كزوجة وهب بن حباب، وام وهب بن حباب، وزوجة زهير بن القين.
هذا أنملة وجع من آلالام العصيان والطغيان في يوم عاشوراء على ابن بنت رسول الله الذي قال فيه محمدصلوات الله عليه وعلى آله “حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا”
نستلهم هذا اليوم لا للعويل والبكاء جبنا وذلا، ولا نستشري الجهل عنه كي نسقط الدرسا، ولكن من يستخدم عقله وجرد نفسه العصبية سيجد في أبوالشهداء وسائر آل بيت محمدومن والاهم أنهم وهبوا أنفسهم فداء لعقيدتهم وصونا لأمته وحريتهم.
فإذا عرفنا حقيقة ماحل يوم عاشوراء سنعرف ما مسؤوليتنا تجاه الدين الذي ننتمي له ولنبيه صلوات الله على محمدوآله.