المصالحة الوطنية ودورها في حل الإنقسام البغيض .

إب نيوز ٤ سبتمبر

روان عبدالله جارالله

أي مصالحة وطنية من الطبيعي أن ترتكز على فلسفة وطنية مختلفة عن الفلسفة التي تقود إلى الإنقسام والتشتت ، وبالتحديد التخلّص من الفلسفة الحزبية التي قادت وهيمنت طوال المرحلة التي مررنا ونمر بها .

بالمصالحة الوطنية نرغب بإنهاء الإنقسام البغيض وتحقيق الوحدة الوطنية المرّجوة التي هي مطلب شعبي وإستحقاق وطني يحقق بالتأكيد المصلحة الشعبية والوطنية ،
وإنهاء معاناة الشعب اليمني ، وحين نعتصم بحبل الله نشكل حبلاً متيناً لا ينقطع ونوحد الصف وننشر الألفة والمحبة ونزيل مابيننا من الضغائن والمشاحنات.
فقد آخى النبي محمد (صل الله عليه وآله وسلم
)بين المهاجرين والأنصار حيث يتمثل لدينا كشعب مؤمن أملاً في أن يتآخى الفرقاء .

لايوجد ماهو أصعب على أمة ما أو شعبٍ ما من الإنقسام والتشتت وإختلاف القلوب وتعارض السبل .
فحينما تنقسم الأمة ستنشطر الأسرة ويتفرق الحي وينقطع الرحم.

فالمصالحة هو الطريق الوحيد لحل كل تلك المشكلات التي تود بأن تحدث.
فلكي نحل كل هذا يجب أن تكون المصالحة مبنية على أسس سليمة وأركان متينة تضمن فعلياً إنهاء الإنقسام ووضع عجلات قطار المشروع الوطني اليمني مُجدداً على قضبان طريق التحرير والإستقلال .

في حين هناك محاولات وضغوطات مستمرة من الصهاينة والأمريكان التي تقف في طريق تحقيق آمال وطموحات الشعب المكلوم والمغلوب على أمره الذي يتطلع إلى إتمام هذه المصالحة بكل عزم ويقين وترقُب .
.

الحرية والعزة والكرامة والوحدة مطلبنا جميعاً ولكي يتم ذلك لابد من أن تكون المصالحة الوطنية أكبر مما يحدث الأن من محاولات لخلخلة الصف الداخلي وبث الفرقة بين أوساط الشعب اليمني الواحد .

يجب أن تكون المصالحة الوطنية أكبر من كل ذلك رغم علو ضجيجها ولمعان بريقها .

فحل المشكلات العديدة المتراكمة هو عمل وطني من الطراز الأول يُعزز صمود الناس فوق أرضهم ،
والعمل على توفير سُبل الحياة ومقوماتها الأساسية للناس في الوطن يدعم صمودهم في وطنهم ومقاومتهم لعدوهم وفتح آفاق العمل والإنتاج والإبداع أمام الأجيال الصاعدة من الشباب يجعلهم مشاركين في مستقبلهم وتحرير ونهضة بلادهم .

يجب علينا أن نُرسخ مفاهيم التكافل والتعاون والأخوة والمحبة ونستخلص العبر من سير التاريخ والأقوام الماضية ،
فلا ننشر البغضاء والشحناء ونحرص على الإخاء والمحبة والمودة فيما بيننا ،
ولا نسمح لثقافة الأطياف وأسباب الخلاف أن تُنشر بيننا ،
و نحرص على توحيد صفنا إكراماً لأهدافنا السامية التي يطلع اليها كل طفل وامرأة وشيخ وشاب ورجل في الشعب اليمني ولتحقيق ذلك وجب علينا المصالحة الوطنية والإستمرار بها .

ً