الإمام الحسين عليه السلام الأول والآخر .

 

إب نيوز ٥ سبتمبر

بقلم / هشام عبد القادر.

إننا لا نستطيع طرح عنوان للأمام الحسين عليه السلام فالصفة لاتحده والمدح لا يسعه كتاب ولا مقال ولا حتى سموات ولا أرض ولو كانت الاشجار اقلام والبحار مداد والملائكة كتاب لما استطاعوا حصر معاني تضحية كربلاء المقدسة . لذالك قبس من نور الالهام المحمدي أن جعلنا أن يكون عنوان مقالنا الأول والأخر.

نترجم بعض ما نعنيه بالعنوان كالأتي .

الأول في التضحية بكل ما يملكه من نفس ومال واهل وولد وايضا الاول في معاني الغربة والوحدة وقلة الناصر والعدد والأول الناطق بصرخة هيهات منا الذلة مع علمه بأنه سيكون وحيدا في أرض الطف أرض نينوى أرض الغربة أرض الكرب والبلاء . الأول بأن جعل خط التضحية لأجل أمة تحيى الى يوم القيامة . الأول بأنه من رسول الله حسين مني وانا من حسين . الأول الذي ليس لواقعة الطف مثيل . الأول بالتاريخ البشري يقتلون كل اطفاله أمامه ولا يجدون شربة ماء . الأول بان تجف نساءه من اللبن لا تستطيع نساءه بسقي اطفاله حليب الأم من قلة الاكل وانعدام الماء . الأول الذي بكت عليه الأنبياء عليهم السلام والرسل والملأئكة وكان الذبح العظيم الذي فدى اسماعيل قبل أن تكن هناك بداية للتضحية لدين الأسلام كافة . الأول بحرف الهاء مظلومية هابيل الذي شهد بأن لا مظلومية كمظلومية شهيد كربلاء الأول بأول تضحية بالتاريخ البشري التي رفعها الله وجعلها مخلدة الى يوم القيامة . الأول حيث لا اول لها قبل القبل ولا قبلها قبل . في معاني التضحية لاجل الله لا لاجل النفس البشرية ولا لأجل الجنة ولا خوف من النار .

الأول لان كل ما بعده يلتحقوا به لانها مسيرة كربلائية حسينية غايتها الخلود الأبدي الذوبان في الله والفناء بالله .

والأخر لانه أخر الخلق بالظهور لقضية نصرة المظلومين يجعل ما بين الأول وما قبل الأخر اليه الرجعة والمنتهى سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة . حيث لا يسبقه سابق ولا يلحقه لاحق الأ بمن أذن له الرحمن ودا بأن يلحق ركب المسيرة الحسينية .

الأخر تشرق الأرض بنور ربها بفضل تمهيد لهذا النور بقضية كربلاء التي جذبت العقول وبهتت بها كل الحواس البشرية ولم تستطيع تصوره الأذهان عن معاني التضحية التي جعلت الأمم أن تسعى وتهوي اليه الأفئدة عن عظمة السر الذي لم يستطيع احد معرفته بالرغم من التفكر والبحث ولم يكن هناك قدرة لاحتواء هذه العظمة الحسينية . الباقية ببقاء الروح والنور الربانية التي لا تحد ولا تعد ولا توصف ولا تدرك . إن الأمام الحسين عليه السلام الى يوم القيامة عليه الدموع تنهمر والأنفس اليه تهوي والقلوب اليه تشتاق . والعقول به باهره وحائرة لا تستطيع إدراك الموقف عن حقيقته التي لا يعلم معانيها الا الله . بالصورة الأحدية وبالقوة الكلية للجذب للأرواح البشرية . لذالك إننا لا نستطيع التعريف بشخصية الامام الحسين عليه السلام . دعوا الارواح تنجذب اليه ودعوا الأرض محشر لزيارته ودعوا الاقلام تكتب عن ثورته الحسينية . ودعوا الرضيع الصغير ينطق لعل نطق البراءة تدرك ولو بقبس عن معاني كربلاء ودعوا اخيه العباس يعرف الجميع لماذا ضحى بعينه ويديه فداء للامام الحسين عليه السلام ولم يشرب الماء فداء لنفس الامام الحسين عليه السلام .

دعوا زينب عليها السلام تعبر بخطبتها العظيمة لماذا تحملت المشقة والعذاب والقهر وصبرت حتى سميت بجبل الصبر وام الصبر والملهمة التي وحي خطبتها الى اليوم تترجم بالواقع فو الله لن تمحوا ذكرنا ولن تميتوا وحينا . ذكرهم لازال الى اليوم والى الابد ووحيهم ووحي الاقلام لا تستطيع احتواء قدرهم التي لا توصف ولا تعد ولا تحد .

لذالك الأول والأخر بمعنى لا احد يستطيع ان يسبقهم لا بالأولين ولا الأخرين فهم الاول والاخر ونحن نطلب ان نكون معهم معهم لا مع غيرهم .

وحسبنا الله ونعم الوكيل .

You might also like