“أسوتشييد برس”: اكتتاب “أرامكو” تحوُّل إقتصادي شديد الخطورة.
نفت وكالة الأنباء الأمريكية “أسوتشييد برس” إمكانية نجاح خطة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بتحقيق أهدافها وهو التقليل من عائدات النفط من خلال طرح أسهم شركة النفط السعودية للإكتتاب، بل إعتبرت أن هذه العملية هي جزء من تحوُّل اقتصادي شديد الخطورة على البلاد.
تزامناً مع تجديد شركة النفط العملاقة حملتها لبيع أسهمها، نشرت الوكالة الأمريكية تقريراً جاء فيه أن ولي العهد محمد بن سلمان هو مهندس الجهود المبذولة لإدراج “أرامكو” في الإكتتاب العام، حيث وصفها بأنها وسيلة لجمع رأس المال لصندوق الثروة السيادية للبلاد، والذي سيطور مدن جديدة ومشاريع مربحة.
لتمضي قائلة أن اكتتاب “أرامكو” جزء من تحوُّل اقتصادي شديد الخطورة بقيادة محمد بن سلمان. وعن الإمكانيات الإقتصادية لـ”أرامكو” أوضحت الوكالة أن الشركة أصدرت مؤخرًا أرقام أرباحها لأول مرة، مما يدل على أن أرامكو هي الشركة الأكثر ربحية في العالم. كما أعلنت عن استحواذها على ما يقرب من 70 مليار دولار في الشركة السعودية للبتروكيماويات (سابك)، الأمر الذي من شأنه أن يعزز أعمال المصب.
وتابعت، أن محمد بن سلمان قدّر تقييم “أرامكو” العام بأكثر من 2 تريليون دولار، لكن حتى مع تقدير المحللين للرقم الذي يقارب 1.5 مليار دولار أو أقل، فسيظل أكبر الاكتتاب العام في العالم.
وفي الوقت نفسه، أظهرت مراجعة مستقلة أن “السعودية” لديها 268.5 مليار برميل من الاحتياطيات المؤكدة من النفط الخام حتى نهاية عام 2017. أنتجت “أرامكو” حوالي 10.3 مليون برميل يومياً من النفط الخام في عام 2018، الأمر الذي يقلّل من فرص تعزيز إيرادات “للسعودية” أخرى غير النفط.
ذكرت “أسوتشييد برس” أن ولي العهد أعلن لأول مرة في عام 2016 أنه سيتم إدراج ما يصل إلى 5٪ من أسهم الشركة في سوق تداول السعودي وبورصة دولية مشيرةً إلى أنه قال في البداية أن الاكتتاب العام قد يحدث في وقت مبكر من عام 2017 إلا أن السلطات السعودية تقول الآن أن الاكتتاب قد يحدث في عام 2020 أو 2021.
ولم تذكر “السعودية” أي بورصة دولية ستدرجها “أرامكو”، لكن تشير عدة مؤشرات إلى أن هونغ كونغ أو طوكيو هي الخيار المفضل، ويرجع ذلك جزئياً إلى وجود طلب هائل ومتزايد على النفط السعودي في الأسواق الآسيوية، وفق الوكالة.
كما استحوذت بورصتا لندن ونيويورك على قائمة من “أرامكو”، لكن الشركة المملوكة للدولة ستواجه عمليات تدقيق وستكون على مستوى من الشفافية قد تسعى السلطات السعودية إلى تجنبه.
وقد تواجه أيضاً دعاوى قضائية في الولايات المتحدة، حيث أقر الكونجرس مشروع قانون يسمح لعائلات ضحايا 11 سبتمبر بمقاضاة “السعودية” بسبب الهجمات إذا وجدت مسؤولية قانونية.
وبحسب “أسوتشييد برس” قال محمد بن سلمان أنه سيتم تحويل ملكية “أرامكو” إلى صندوق الاستثمار العام في “السعودية”، مما يساعد قدرة صندوق الثروة السيادية على جمع الأموال لإعادة الاستثمار في المشاريع المحلية، وبالتالي عندما يتم تحويل أرباح “أرامكو” إلى صندوق الثروة السيادية، سيتم سحب الإيرادات السعودية تقنياً من الاستثمارات بدلاً من النفط.
لكن مع ذلك، يقول بعض المحللين إن هذا مجرّد تحول في الميزانيات العمومية وليس خطوة فعلية لتقليل اعتماد البلاد على عائدات النفط، بل إن قدرة ولي العهد على تغيير الاقتصادلا تعتمد في نهاية الأمر على الاكتتاب العام الأولي لشركة “أرامكو”، إنما على الحكم الرشيد وتعزيز القطاع الخاص.