كربلاء بين القلب ودمع العين ..

إب نيوز ٦ سبتمبر

رقية المعافا

رياحٌ تمر سريعاً، وبيداءٌ موحشة ، شمسٌ ساطعة تخجل مما يحدث ! سيوفٌ تبكي ، وماءٌ يتمنى لو يتحولُّ سُماً قاتلاً لمن حالوا بينهُ وبين الحسين عليه السلام .

وأصعب من هذا وذاك خذلانُ الأصحاب ، وتمزّق الأتباع ، وتمسكهم بمال الدنيا على سبيل حياة الإمام الحسين وندآءه المتردد في الأسماع (ألا من ناصرٍ ينصرني )!

حصارٌ له ولآل بيته والمخلصين من أصحابه ومنعهم من الماء حتى استشهدوا عطشاً(فياقوم إن لم ترحموني فارحموا هذا الرضيع اسقوه شربة ماء ) يقابله موقفٌ قبل هذا فكرمِ آل البيت حديث الأرض والسماء ،
وأخلاقهم لاتقبل أن يبقى جيش العدو عطشاناً -لارحمة ولاعطف ولامروءة- مظلوميةٌ مابعدها مظلومية ، تلذذ بقتال آل بيت النبوة وسيد شباب الجنة .
سهامٌ ورماح تعتلي الأجواء ، وأكفُ الحسين تغطي السماء ،
دماً ترفعه ،
وبغصةٍ خانقة
وثقة قلب مطلقة برب الأكوان ( اللهم أحصهم عددا واقتلهم مددا ، ولاتذر على الأرض منهم أحدا )

دمع العين يقطر شلالاً ، ًوالقلب ينضح ألماً ؛ فمصابُ كربلاء مابعده مصاب ، ثورةٌ بقيت فينا وأبطال أسرو شرايينا فلا أطفال كأطفال كربلاء إقداماً وشجاعة ، فبروزهم في وجه العدو قوةٌ لاتُقهر وقول القاسم( الموت في نصرتك ياعم أحلى من العسل ) .. والشباب بركانٌ لن يُخمد فالعباسُ مقطوع الكفين شمسٌ لن تغيب مهما تجمعت الغيوم ، يتلهف لشرب الماء وهو بجانبه ويأبى أن يشرب دون أطفال الحسين !

ومعجزة في الصبر والرضى تربتُ على قلبها وتحمد الله وتقودُ ذات الرسالة المحمدية الحسينية التي لم تجف دماؤها ، فترى جميع أهل بيتها شهداء مقطوعي الرأس كالنجوم في السماء تخضبهم الدماء وتقول( مارأيتُ إلا جميلا اللهم خذ حتى ترضى )
تلك هي أميرةُ علي -زينب عليها السلام- .

وللحديثِ بقيّة …

You might also like