نفاق الأمم المتحدة في المساواة بين الضحية والجلاد!
إب نيوز ٨ سبتمبر
كتبت/إكرام المحاقري
ليس غريبا على من أكتفى بالقلق إزاء ما يشاهده في اليمن منذ مايقارب الخمسة اعوام من حصار بري – بحري – جوي شامل، وإغلاق ممنهج وغير مشروع لمطار صنعاء، وأوضاع صحية متردية، وقتل يومي، وأوضاع معيشية أوصلت الشعب اليمني إلى تحت خط الصفر من الفقر والفاقة!! فليس غريب عليه المساواة بين الضحية والجلاد!!
“النفاق” منهج أنتهجه خبراء بارزون في مجال حقوق الإنسان عينتهم الأمم المتحدة من أجل التحقيق في الشأن اليمني. لكن هذا التحقيق المرتهن لدول الإستكبار العالمية لم يختلف عن ما سبقه من تقارير هذه المنظمة. حيث ساند الجلاد ولم ينصف الضحية. وتآمر على حقها المشروع في الرد وردع العدوان. تقرير كما هي العادة المعهودة للأمم المتحدة خالي تماما من الإنصاف والصواب.
حيث حصر هذا التقرير جميع الأطراف في اليمن “المعتدية والعدوانية”، وبين المدافعة عن الأرض والعرض وسيادة القرار في زاوية محصورة وجعلهم في نفس المستوى وحملهم جميعاً نفس المسؤولية!!
ركز التقرير على أشياء مهمة كحصار الموانئ وانتشار مرض الكوليرا وذكر الرقم الهائل لضحايا هذا الوباء، ولم يتطرق إلى أسباب إنتشاره الحقيقية!! كما أنه وبصيغة متنكرة للواقع تحدث عن تجنيد الأطفال في ظاهرة غريبة لحقوق الإنسان التي لم تنصف أشلاء الأطفال التي تناثرت في المدارس والطرقات وعلى باص في منطقة ضحيان بصعدة. وجميعهم قد قتلوا بغارات هستيرية لطائرات العدوان وبصواريخ أمريكية الصنع!!
كما تناسى التقرير ما يعانيه أطفال اليمن من نقص الغذاء والموت جوعاً وألماً كالطفلة “أمل”. ومتناسيا ما حدث للطفلة إشراق ومتغافلاً عن أطفال يموتون بأمراض مستعصية كالسرطان والسبب في ذلك إغلاق وحصار مطار صنعاء الدولي من قبل دول العدوان. والحالة السيئة التي وصل إليها أطفال اليمن بسبب الحصار وجور العدوان!!
ولم يتطرق التقرير بسطر واحد عن حالة أبناء مدينة الدريهمي بمحافظة الحديدة التي تحاصرهم أدوات العدوان منذ عام كامل، وتنهال عليهم بالقذائف القاتلة ليلا ونهاراً، سراً وجهراً على شهادة منظمات اللأمم المتحدة التي تتمثل في الصليب الأحمر.
فهذه المساواة غير المنصفة قد أوضحت موقف الأمم المتحدة الذي طالما كان غير عادل بالنسبة للشعب اليمني، فالأمم المتحدة أعتادت النفاق منذ أعلن قرار العدوان من العاصمة الأمريكية وأشنطن في العام 2015م، بل أنها قبضت ثمن هذا النفاق مسبقا، بحيادها المنافق منذ حروب صعدة.
فالتقرير قد برر لأمريكا بيعها السلاح لدول العدوان متعذرا بأن “إيران” تصدر السلاح للحوثيين في اليمن!! غير آبه بما خلفه السلاح الأمريكي في اليمن من دمار شامل للبنية التحتية. ولما خلفه من ضحايا بين المدنيين العزل. قصفوا ودفنوا تحت ركام منازلهم حتى في الأسواق وهم يبحثون عن قوت يومهم، وللأمم المتحدة شهادة عيان على كل تلك الجرائم التي آخرها الجريمة الوحشية التي استهدفت سجن الأسرى بمحافظة ذمار..
فمثل هذه التقارير المنافقة هي سبب تمادي العدوان في اليمن، تقول باطلا وترقص على الأشلاء المتناثرة وتتعلم السباحة في أنهار الدماء المسفوكة. وتتباكى بدموع التماسيح متربصة بضحيتها السوء.
لم ولن نرى من الأمم المتحدة خيراً حتى وأن ولج الجمل في سم الخياط. وما هذا التقرير الذي جاء بعد أمد طويل ﻹجرام العدوان في اليمن وبعد تنازلات جسيمة وإنسانية للمجلس السياسي الأعلى. إلا ان يحتم الأمر على أن للأمم المتحدة يد قذرة في العدوان على اليمن، وهذا ما قاله التقرير وليس نحن.
ختاما.. يجب على الأمم المتحدة أن تبل أرواق تقريرها وتشرب ماءه عسى أن تروي عطشها الذي لطالما أفتقد للصدق في جميع أعمالها السياسية أللاإنسانية، فالشعب اليمني قادر على أن ينصف نفسه بنفسه، وبات يعرف العدو من الصديق جيدا.