استدراج المحادثات إلى “شكر العدوان”.. أنصار الله: غزو أمريكي بريطاني لليمن
استدراج المحادثات إلى “شكر العدوان”.. أنصار الله: غزو أمريكي بريطاني لليمن
الفوائد الأمريكية من وراء دعم الحرب والحملة الجوية على اليمن لم تقتصر على صفقات الأسلحة والعوائد الكبيرة. المصادر تتحدث عن محاولات لانتزاع “اعتراف” يساوي “شرعنة” للعدوان أولاً وللتدخل العسكري الغربي ثانياً و”التصالح مع الاحتلال”.
على الصعيد المحلي وموقف القوى الوطنية قالت جماعة أنصار الله (الحوثيين)، إن المحافظات الجنوبية تتعرض للاحتلال الأمريكي البريطاني.
“توجيه الشكر للعدوان”
تزايدت المخاوف في اليمن إزاء التدفق المتواصل للقوات الأمريكية والبريطانية إلى الأراضي اليمنية من بوابة المحافظات الجنوبية تحت لافتة “محاربة القاعدة” والمتطرفين، الذين قوتهم البنتاغون الأمريكية بدعمها لحرب السعودية المدمرة على مدى أكثر من عام وفقاً لصحيفة (Salon) الأمريكية، يوم الأحد.
أقحمت، وبصورة قسرية على محادثات الكويت، خلال الأيام الأخيرة وحسبما تبلغت وكالة خبر من مصادر إعلامية خاصة، دعوات تتبنى الدفع نحو بيان “تأييد” (..) للتدخل العسكري الغربي في جنوب اليمن.
“الأمر يعني، ببساطة، تلبية رغبة ملحة إلى “شرعنة”- ليس فقط التدخل الغربي الأخير، بل والحرب والتدخل العسكري بقيادة السعودية على مدى أكثر من عام.” وفقاً لمصدر إعلامي مرافق في لقاءات الكويت. مضيفاً: “وهو ما يعني عملياً توجيه الشكر للتحالف السعودي (..) وللقوات الغربية الغازية، بما أن التدخل الأمريكي والبريطاني جاء نتيجة له”.
تقوية القاعدة- لمحاربته!
البنتاغون أعلنت أن قوات أمريكية موجودة بالفعل في اليمن وتشارك في العمليات على الأرض. لكنها تحججت أيضاً بأن التدخل جاء تلبية لطلب إماراتي ولدعم التحالف العربي ضد القاعدة.
قال سفراء ودبلوماسيون أمريكيون في تقرير نشر مؤخرًا في الصحافة الأمريكية، إن الدعم العسكري الأمريكي للحرب السعودية عزز وساعد تنظيم القاعدة والمتطرفين على التوسع والنفوذ.
وقالت صحيفة أمريكية، الأحد، إن البنتاغون التي قوت القاعدة في اليمن عبر دعم حرب السعودية وحملتها الجوية المدمرة خلال أكثر من عام، ترسل قوات أمريكية إلى اليمن بحجة محاربة القاعدة. هل الخطة في محاربة الإرهاب تقضي بتقويته أولاً؟!
أنصار الله: المحافظات الجنوبية تحت الاحتلال
سياسياً، وفيما يتعلق بمواقف القوى اليمنية، يؤكد القيادي وعضو المكتب السياسي لأنصار الله، علي القحوم، “أن التوافد العسكري الأمريكي إلى اليمن، يدلل على مؤامرة تستهدف كل الوطن اليمني، حيث باتت المحافظات الجنوبية تحت الاحتلال البريطاني الأمريكي، بشكل علني تحت مبررات واهية وغير مقبولة.”
وقال القحوم لوكالة خبر، إن “هذا التدخل السافر والخطير لا يمكن أن يبرر تحت أي عنوان، ولا يمكن قبوله، فالشعب اليمني والجيش واللجان الشعبية قادرون على إزالة أي خطر يهدد أمن واستقرار البلد”.
معتبراً أن “التدخل المباشر للأمريكان في اليمن، يثبت، وبجلاء، أن العدوان الظالم وغير المبرر طيلة عام ونيف كان برغبة أمريكية وإسرائيلية، سيما وأن الحرب أعلنت من واشنطن، والتي أعلنت مشاركتها، والآخرون لا يمثلون إلا أداة لقمع الشعوب الرافضة للمشروع الأمريكي الإسرائيلي”.
وفي الوقت الذي أكد فيه القيادي في حركة أنصار الله “أن الأحداث تثبت كل يوم زيف ادعاءات من شنوا العدوان على اليمن، وأن تلك المبررات قد تبددت ولم تكن مستساغة”، قال إن “الهدف الأول والأخير كان ولا يزال هو إركاع هذا الشعب العظيم، وكسر إرادته وتحركه في ثورة شعبية أسقطت رموز الفساد وأغلقت الأبواب أمام المشاريع الخارجية”.
وقال القحوم، “إن التدخل الأمريكي عبر أدواته القذرة جاء لإنقاذ العناصر الإجرامية المتمثلة بالقاعدة وداعش، والذي كان الجيش واللجان الشعبية على وشك القضاء على خطرهم”.
وتابع القحوم: “لسنا بحاجة إلى تدخلات أمريكية، لمحاربة عناصرهم الإجرامية المتمثلة بالقاعدة وداعش، حيث كان الجيش واللجان على وشك القضاء عليهم لولا تدخل أمريكا وأدواتها القذرة التي حالت دون ذلك.. فتمددت تلك العناصر الاستخباراتية في المحافظات الجنوبية، في ظل العدوان وبرعاية وبدعم من دول العدوان”.
يتابع القيادي في حركة أنصار الله علي القحوم: “إنه في الوقت الذي يعلنون فيه محاربة هذه العناصر، رأينا كيف تم التفاوض معهم وسحبهم من تلك المناطق والدفع بهم إلى تعز وشبوة والبيضاء ومأرب من أجل أن تستمر المؤامرة، وأن يثبت المحتل قدميه على أرض اليمن، تحت هذه الذريعة.”
وشدد على أن “الأمريكان ليسوا حريصين على البلد ولا على أمنه واستقراره، وهم من يبحثون عن احتلال بلدنا تحت عناوين هم صنعوها.. ولهذا التوجه الأمريكي العلني لاحتلال بلدنا في ظل العدوان يعزز لدى الشعب اليمني أنه لا خيار لديه إلا مقارعة المحتلين وأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقبل الاحتلال أو الوصاية الخارجية، وقد برهن اليمنيون ذلك من خلال الصمود والمواجهة لقوى الاستكبار خلال عام ونيف.”
مضيفاً: “على الأمريكان أن يفهموا أن الشعب اليمني قد وعى، ولن تنطلي عليه مثل هذه الترهات والأساليب”، وأكد “أننا حاضرون للمواجهة”.
ويربط القيادي الحوثي بين الأحداث في اليمن ومسار المحادثات في الكويت، قائلاً: “إن التمسك الذي تبديه واشنطن وحلفاؤها بعملائهم (..) ممن يستمدون شرعيتهم من الأمريكان، لخير دليل على بقاء المؤامرة والاستمرار فيها، وأنهم غير راغبين بأي حلول توافقية تنص على الشراكة والتوافق، وهذا ما نصت عليه كل المرجعيات الدولية والإقليمية والمحلية”.
وقال القيادي في المكتب السياسي لأنصار الله علي القحوم، إن “الأطراف الوطنية قدمت التنازلات تلو التنازلات من أجل إيقاف هذا العدوان، لكن دون جدوى”.
مشدداً “إذا أصر أولئك على فرض ما يرونه هم وما يخدم مصالحهم ويحقق أهدافهم وما يتسترون خلفه لتنفيذ مشاريعهم التدميرية لبلدنا، عليهم أن يدركوا أن هذا بعيد المنال، ولا يمكن للشعب اليمني أن يقبل به”.