وقفات…عاشورائية !!
إب نيوز ١٠ سبتمبر
جهاد اليماني
#الوقفة الأولى:
ماذا تعرف عن الحسين؟
وهاهي ذكرى ملحمة الطف الحسينية تعود من جديد؛ بما تحمله من شجن…وبما تجددهُ من أوجاع …تمزق شغاف القلوب ،وتنزف لها الأرواح !وتفيض لحرارتها المآقي دما !!
نقول عادت عاشوراء وهل غابت عنا ؛لتعود؟! وهي الحاضرة في الوجدان ،الراسخة في الأذهان المتجسدة في الميدان قِيَماَ َومبادئاَ َومأساة.
فكل يومِ ِعاشوراء وكل أرضِ ِكربلاء ..
وفي أيام عاشوراء تُقام الشعائر الحسينية من مسيرات وخطب ومحاضرات، وتطالعنا الفضائيات بتلك الشعائر التي تتحدث في مجملها عن النهضة الحسينية…وتروي قصة العزة والإباء والمظلومية التي عزّ نظيرها..وتستلهم منها الدروس والمواعظ والعبر..
ومن تلك الفعاليات ما تكفّل به أعداء الأمة عن طريق أدواتهم ؛بهدف إثارة النعرات الطائفية والمذهبية وبهدف التشويه ورسم صورة سوداوية قاتمة لتلك الشعائر؛ يرفضها العقلاء ولا يرتضيها كل ذي لُبِّ ِوبصيرة.
وفي يوم عاشوراء من كل عام يزحف الملايين من عشاق الإمام الحسين(ع) من شتى بقاع العالم رجالاَ َوركباناَ َ إلى كربلاء المقدسة؛ ليجددون العهد والولاء لصاحب الذكرى مرددين شعار :لبيك ياحسين ؛استجابة وتلبية لنداءه االذي أطلقه يوم العاشر من المحرم “ألا هل من ناصر ينصرنا ألا هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله؟”
وهنا وفي وقفتنا العاشورائية الأولى ،وأمام هذه العظمة وهذا الزخم، نتساءل من هو الحسين؟ ماسرَّ هذا البقاء وهذا الخلود وتلك الجاذبية لهذا الرجل ؟ما الذي تميز به من مبادئ وقيّم؛ ليمضي على نهجه الثائرون، ويذوب في حبه الوالهون، ويترنم باسمه الأحرار في كل زمان ومكان حتى من غيرالمسلمين !!
يقول المسيحي انطوان بارا : لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية، ولأقمنا له في كل أرض منبر، ولدعونا الناس إلى المسيحية باسم الحسين.
ويقول الزعيم الهندي غاندي: لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين، ولقد تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما لأنتصر.
ومن الغريب والعجيب والمؤسف حقاَ أن يعرف الحسين-عليه السلام- الشرقي والغربي والمسيحي والبوذي وأنت كمسلم تدين بدين جده المصطفى ولاتعرف عنه شيئا بل وتضيق بك الأرض ذرعا إذا ذُكر!!
حريُّ ُبنا مادمنا مسلمين من أي مذهب أو طائفة كنا، أن يكون لنا شرف الإنتماء للحسين سبط رسول الله وسيد الشهداء ..وحامل لواء الحق والعدالة ..
حريُّ ُ بنا أن نحطم قيود المذهبية والطائفية !! ونخرج من زنزانة علماء السوء ومناهج الضلال! ونعيد ترتيب أفكارنا ورؤانا ومعتقداتنا من خلال اعادة دراسة تاريخنا الإسلامي من مصادرهِ الصحيحة ومنابعه الصافية الخالية من العُقد ولا نتقوقع ونحصر أنفسنا في دائرة ضيّقة، ونقف عند ابن تيمية وابن باز وابن عثيمين و..وغيرهم من أتباع المنهج الوهابي المسخ الذي كفّر وبدَّع وطمس وشوَّه الحقائق..
نعم!اعرف الحسين من سنة جده الصحيحة المتواترة التي أجمع على صحتها المحدثون، قلّب صفحات كتب الأحاديث في مصادر أهل السنة، وستجد الحسين سليل النبوة، وربيب الوحي ،فلذة كبد الزهراء وريحانة المصطفى..
ستجده مع أخاه “سيدا شباب أهل الجنة وإمامين قاما أوقعدا”
سترى الحبيب المصطفى يقبلهما ويضمهما إلى صدره ويقول :”هذان ريحانتاي من الدنيا”
ستسمعه يقول في الحسين :”حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا الحسين سبط من الأسباط ” والنبي الأكرم صلوات الله عليه وآله الصادق المصدوق الذي لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى لا يتحدث بلغة العاطفة؛ بل إنّ كل مايقوله ويصرح به أحكام وتشريعات وتوصيات.
ستسمع وسترى من الإجلال والتعظيم مايُدهش، ويفوق الوصف والخيال!!
وماعليك إلا أن تبحث وتقرأ، خاصةَ َوقد صار العلم متاح ومتيسر ولا عذر للمهمل والمفرط أمام الله!!
والحسين هو الحسين بشخصيته العظيمة ومبادئه السامية ….وسيبقى مصباح هدىَ وسفينة نجاة تعبر بالصادقين إلى ضفة العزة وشاطئ الكرامة ومرفأ النجاة..
ختاماَ َوكخلاصة لهذه الوقفة نقول:للجميع اهتدوا بذلك المصباح والتحقوا بتلك السفينة قبل تنزلقوا في غياهب الضلال وتغرقوا في بحار العمى والتيه ! لاتحرموا أنفسكم من ذلك النور الساطع والمورد العذب وإذا كنتم ترون من تسموهم “شيعة” و”روافض” قد تجاوزوا الحدّ فلْتكونوا أنتم الوسط !..
ومع ثورة الحسين العظيمة الخالدة، وأهدافها وظروفها ستكون وقفتنا التالية انتظرونا ..