((حكيم عكفت في كفه شواطئ الخذلان ))
إب نيوز ١٠ سبتمبر
بقلم/ عفاف البعداني .
“الجزء الاول”
في زاوية من الساحل الشرقي فوق صخرة تلاطمها أمواج في بحر لجي.
كان هناك رجل حكيم :يصادق الطبيعة ويحادث الأسماك ولايسجن إلا
من خالف قوانين البحار
وإن عاقب من باب الاضطرارخوف انقراض الكائنات .
ويجيد فن قراءة غضب الطبيعة ، اشتهر بالكياسة ولم يجري وراء الرياسة
وهناك أعني على الضفة الأخرى كان هناك صيادون دخيلون يظهر على غاشيتهم الطمع
فتنبأ لهم الحكيم، وتلفظ محذرًا الأسماك وكل الكائنات ،إياكم أن تصادقوا الغرباء فقد يرضخوك ويقودوكم موتًا نحو اليابسة.
توحدوا وكونوا يدًا واحدة وإياكم والانقسام فالوطن المقسم أجزاءه من السهل اصتياده واغتياله .
ولا تنسوا أن هناك سموم تدس في وعاء من العسل فلا تغتروا بالدندنة والوعودات ولا تصدقوا أنهم سيزرعون صهاريج بحرية وسيبلطون سطح البحيرة هذه أقصوصة
لا يصدقها قط في آخر عمره.
رجع الرجل الحكيم إلى كوخه في غابة مليئة بتاريخات حروبات السنين رجع إلى عزلته ليفقه ويطالع كيف انبثقت الحرب العالمية ومن هم رعاتها؟
وكيف واجهها أصحاب القرن بالعتاد والعدد؟
وكيف تكيفوا وأزاحوا صفحتهم بتمرد سلامي؟
وبينما هو غارق في البحث وإزهار وإنبات الحلول
كان البعض يتداولون خبره في البحيرة ،
ومنهم من أمعن الكلام وترك أهاجيس الإنقسام ومنهم من ذهب وراء هواء نفسه والتقاء بأولئك الدخيلون في الجهة الجنوبية من البحيرة تسامروا معهم وتبادلوا فنون التطبيع بأرقى أنواعه لدمار وطن ذالك الحكيم ومعه كائنات البحار.
وهنا حدثت الكارثة!!!
حيث جاء الرجل ليجلس في كرسية الصخري كما هو معتاد كل يوم……
فإذا بالحشود تدندن نريد الانفصال نريد تقسيم البحر ليكون لنا دولة مستقلة اسمها عدن.
ارتعد الحكيم من هول المصاب!!
ماذا تقولون !!
لم يصدق بعد ، وظل شادر الفكر فإذا به يعود بطفرة تذكرية إلى تلك الحرب التي قرأ صفحاتها وتبعاتها في كتابه وفي كوخه الصغير ملاحظاً تخمة العواقب.
ولاح بسرعة الرجوع من الشرود متسائلاً بقوله:أيها القوم !
هل البحر ينقسم؟؟
هل القمر ينشق؟؟
هل الشمس تتجزأ؟
هل الروح تنفصل عن الجسد؟؟
إذا كنتم تعتقدون أن هذا الأسلوب هومن يبقى الوطن وليد الحياة فأنتم واهمون !!
هذا يسمى موت الوطن بكفن انفصالي جديد ؟؟
لا تتسرعوا وراجعوا معزوفتكم الهائجة في غابتنا وبحيرتنا الهادئة.
وتذكروا أن أولئك الغرباء والطامعون في أرضنا هم من لوثوا فراشاتنا البيضآء
وأحرقوا غبشها ،
وقصفو بيوت النحل فأصبحت ثلاثية السحق بعدما كانت سداسية الرونق .
هم من أرقدوا الزهور في فصل الربيع وسمحوا للأغنام بأن تأكل زرعنا بآلاف من القطيع .
هم من أفزعوا الطيور وأفجعوها بصغارها الجياع .
هم من استخلصوا سم الثعابين ودسوه في صبا حياتنا.
ألا يكفيكم موت العشرات والمئات ألا يكفيكم أنهم أطلقوا أسود من حدائق عالمية وهي جائعة لتلتهم شعبنا الموجوع برهانات تعسيفة؟
نسيتم أم أذكركم
ماذا كان قبل الثورة من أطماع متدفقة وجهت نحو وطننا السبائي الاستراتيجي؟
أخاطبكم !أحادثكم!
كفى عبثاً بفاروقات غابتي وبصفاء بحري .
كفى غبشاً و كونوا عاقلين وأبقوا في شعار نحن وأنتم وليس أنتم وهم .
————–
انتظرونا في العدد القادم لنكمل بقية القصة