عاشوراء اللعنة المتجددة .
عاشوراءُ هي لعنة متجددة لكل طواغيتِ وجبابرةِ الأرض، تضج مرقدهم وتقلق راحتهم وتبدد أحلامهم حتى الآن، فمهما طال الزمن أَو قَصُرَ لن يطولَ ظلمهم وطغيانهم وجبروتهم.
الإمام الحسينُ عليه السلام لم يخرج أشراً ولا بطراً، لم يكن خروجُه لمكاسبَ ماديةٍ ولا لمطامعَ دنيويةٍ، إنما خرج؛ لتجديد الدم في عروق الشعوب المضطهدة، لتحفيزها ومنحها القدرةَ الإيمانية الخلّاقة والنابضة والقادرة على اكتساح تلك العروش الخاوية، التي قامت على جماجمِ الشعوب عبر الزمن لانتزاع حقها المغتصب، بعد أن كانت الأمة ذليلةً خانعةً خاضعةً مهزومةً ومأزومة، منقادةً سليبة مغتصبة مهانة ميتة في حياتها، تائهة ضائعة ظلت طريقها.
الحسينُ مدرسةٌ ومنهج ونور نطبقه في الواقع العملي؛ لمواجهة كُـلّ التحديات والمخاطر، فاعتبروا يا أُولي الألباب، الحسينُ غرس في نفوسنا أن رايةَ العدالة التي يحملها الأحرار في زمن الصمت والخنوع هي رايةٌ مقدسةٌ يمتد أثرها إلى أبد الدهر.
فيجب علينا أن نستلهمَ من هذه الأحداث الدروسَ والعبرَ؛ ليكون الحسين حياً في قلوبنا، ونصرةُ الحسين تكون بالمواقفِ والأفعالِ ولا تكفي العواطفُ وحدَها لنكونَ من أنصار الحسين، لا يكفي “يا ليتنا كنا معك” أَو “ننزل الدموع” ونحنُ في أماكننا، ففي اليمن كربلاءُ جديدةٌ، وحسينٌ آخرُ هو السيد عبدالملك، وها هو يزيدُ ومرتزِقته، صحيح أن الزمن ليس هو ذاته، ولا المكان نفسه، لكنها النفسيات ذاتها، والمنهج نفسه.
فلا تخذلوا وتفرطوا في حسين العصر حتى لا تندموا مستقبلاً.