وفاء حسيني منقطع النظير .
إب نيوز ١٠ سبتمبر
بقلم:إيناس حمود.
(أما بعد فإني لا أعلم أصحابًا أوفى ولا خيرًا من اصحابي ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي)
هذا ماقاله الإمام الحسين عليه السلام ليلة العاشر من المحرم بعد أن أذن لأصحابه بالرحيل وقال: إن القوم يطلبونني فإن أصابنوني عدلوا عن طلب غيري وإن هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملًا، لكنهم رفضوا ذلك ونهضوا مع الإمام الحسين بقلوبهم الطاهرة ونفوسهم الزكية العاشقة للحق والمضحية في سبيله، وقدموا بذلك درسًا للأمة مكتوبًا بدمائهم الطاهرة في الوفاء والصدق في زمن التخاذل والذل والهوان.
فأقبلوا إليه يفدونه بأنفسهم ويقدمون أولادهم قرابين في سبيل الله ونصرة لسبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فهذا برير بن خضير يقول: يا ابن رسول الله لقد منّ الله بك علينا أن نقاتل بين يديك تقطع فيك أعضاؤها ثم يكون جدك شفيعنا يوم القيامة.
وهذا نافع بن هلال يقول سر بنا راشدًا معافا مشرقًا إن شئت أو مغربا فوالله ما أشفقنا من قدر الله ولا كرهنا لقاء ربنا وإنا على نياتنا وبصائرنا نوالي من والاك ونعادي من عاداك .
وهذا سعد بن عبدالله الحنفي الذي قال: والله لو علمت أني أقتل ثم أحيا ثم أحرق حيا ثم أذرى يفعل ذلك بي سبعين مرة ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك فكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة.
وذاك يقول: والله لاافارقك حتى أطعن في صدورهم برمحي وأضرب بسيفي ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم بالحجارة دونك حتى أموت معك وبهذا الموقف البطولي يذكرنا بالمجاهد البطل فتى الحجارة الذي نفدت ذخيرته فقذف العدو بالحجارة فملئت قلوبهم رعبًا ففروا.
وهكذا برز كل اصحاب الحسين يذودون عن سبط رسول الله بمواقف بطولية تعجز الألسن عن وصفها حيث برزوا للظالمين واحدًا تلو الآخر حتى استشهدوا جميعًا بين يدى اﻹمام الحسين .
هكذا هم العظماء اﻷوفياء الذين نجدهم اليوم أنصارًا لهذه المسيرة القرآنية المباركة، أنصارًا أوفياء للدين المحمدي اﻷصيل الذي طالما حرفه طغاة بني أمية ومالوا به نحو أطماعهم ورغباتهم .
فالأوفياء اليوم يذودون عن حياض هذا الوطن ويحمون الأرض والعرض والكرامة من كل من يحاول المساس بذرات ترابه المقدس.
فسلام الله على سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين وعلى اصحابه الأوفياء .
.