هكذا ينظر الصهاينة إلى اليمنيين …فكيف يجب أن ننظر إليهم ؟
إب نيوز ١١ سبتمبر
بقلم / منير الشامي
من الغباء أن لا ندرك نحن كيمنيين أن الكيان الصهيوني المجرم هو الطرف الأكثر إهتماما بالشأن اليمني وهو الطرف الأكثر متابعا لمستجدات الأحداث ، وهو الطرف الأكثر دراسة وتحليلا للوقائع والمواقف والأكثر حرصا على متابعة التطورات المتسارعة التي حققها أنصار الله عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا ودوليا، وهو ما جعله الأكثر خيبة والأعظم صدمة من فشل التحالف ومن الحال الذي وصل إليه اليوم حسب ما تناولته التقارير الصهيونية
فلم تغفل للكيان الصهيوني عين عن اليمن من بداية الحرب الأولى وحتى اليوم ، يراقب عن كثب ، ويرصد بكل دقة ، ويدون بكل أمانة ، ويحلل بكل مصداقية ، ويستنتج حقائق مؤكدة تزيده خوفا وقلقا ورعبا .
لم تكن نظرته الى انصار الله (الحوثيين كما يسميهم في تقاريره ) في الماضي قاصرة كما كانت نظرة بقية أعداءهم إليهم بل كانت نظرته مستشعرة لخطورة هذه الحركة الثورية ذات الفكر القوي والصادقة النهج والمبدأ والواثقة الخطى ، والمالكة لزمام نفسها وقرارها وهو ماجعله يستيقن أنه يواجه أصعب تحدي في تاريخ إجرامه
المستوى الذي وصل إليه انصار الله اليوم أجبر الكيان الصهيوني أن يعلن عن كل مخاوفة منهم، ويعبر عن كل وجعه وألمه من نجاحهم صراحة ودون أي تحفظات
اليوم الكيان الصهيوني ينظر إلى أنصار الله كقوة منظمة وينظر إليهم كدولة متماسكة جمعوها من بين ركام غارات التحالف فلم يعودوا بنظره مليشيات كما كان يقال عنهم فتصرفاتهم كلها تشهد بذلك
بل أصبحوا نظام سياسي متكامل وقوة أقليمية حقيقية تمتلك تكنلوجيا حربية تصنع اسلحة دفاعية وهجومية (صواريخ وطيران مسير )وتنفذ عمليات هجومية ناجحة على السعودية حليفهم المطيع مخترقة كل انظمتهم الدفاعية ولهم جيش قوي هزم أعظم واكبر تحالف دولي ، وفضح حقيقة أحدث الأسلحة الأمريكية كما فضح حزب الله حقيقة الأسلحة الإسرائلية ولهم قيادة سياسية وحكومة حقيقية وبداية تمثيل دبلوماسي وعلاقات دولية تتزايد وتنبئ عن إعتراف دولي وشيك بهم ليس ببعيد .
هو حقا مرعوب ويحق له أن يرعب ففتية الكهوف المرانية هم من أفشلوا صفقة القرن وهم من دافعوا عن الأمة في زمن كادت تكون فيها لقمة سائغة لبني صهيون ، وهم الركن القوي الذي عزز ودعم المقاومة العربية في المنطقة .
لقد اصبح الكيان الصهيوني اليوم في ورطة حقيقية كبيرة أكثر من ذي قبل وهو الذي كان يعتبر اليمن حديقته الخلفية كما وصف ذلك ببعض تقاريره فكيف به اليوم وهو يرى حديقته الخلفية قد إنقلبت ذراع صلب للمقاومة في المنطقة ؟ يصعب كسره وغير ممكن ثنيه ، ويستحيل استمالته ، ولا يمكن إيقافه ؟
هذه بعضا من الحقائق التي كشفت عنها عدد من التقارير الصهيونية وتناولتها العديد من الصحف والمواقع الأخبارية الإسرائيلية والتي أكدت أن هذا الوضع يجعل إسرائيل في حالة من الغيبوبة وتفقدها القدرة عن إتخاذ أي قرار حيال ذلك .
غير أن بعض التقارير أشارت إلى أن الحل المؤقت حاليا لمواجهة خطر انصار الله (الحوثيين ) يتمثل في دعم استمرار الصراع باليمن والحيلولة دون وقف لإطلاق النار ونسف أي فرصة لأي تسوية سياسية مقبلة بكل الطرق .
وبذلك فإن ما جري مؤخرا من احداث في الجنوب هو التفسير الحقيقي للتقارير الإسرائلية وما محاولة الإمارات والسعودية لفرض سيطرة الإنتقالي على الجنوب ودفن الشرعية إلا التنفيذ العملي لتلك التقارير واستخدام الإنتقالي كوقود لإستمرار الصراع بعد ذلك وما تراجعوا عن ذلك إلا لإنه تبين لهم ضرورة التخلص من كتلة الإخوان قبل التخلص من الشرعية فالإخوان يمثلوا الثقل الأكبر في الشرعية وقد يؤدي التخلص من الشرعية قبلهم إلى خروجهم عن سيطرتهم ورجوعهم إلى صف الوطن ومضاعفة للقوة المدافعة عنه .
مما يؤكد أن أولوية التحالف العدواني الآن هو التخلص من قوة الإخوان وثقلهم وهو ما بدأوا به وسيكملوه