صحيفة “الهندو” الهندية: إستمرار الحرب في اليمن يدفع السعودية نحو المستنقع بعد تشظي تحالفها .
قالت صحيفة “الهندو” الهندية، إن التشققات الدائرة في محافظات اليمن الجنوبية تدفع السعودية قائدة التحالف نحو خسارة الحرب بعد أربع سنوات من تدخلها لإعادة حكومة الشرعية.
جاء ذلك في مقال نشرته الصحيفة للكاتب الهندي “ستانلي جوني” تحت عنوان ” السعودية تخسر الحرب في اليمن”.
وأشار الكاتب إلى أن السعودية لا تملك حليف تثق به على الأرض، كما أنها لا تمتلك استراتيجية فعالة لتغيير مسار الحرب.
وأضاف بعد أربع سنوات من الحرب داخل البلاد أصبح هناك ثلاث مراكز للسلطة ومليشيا متعددة في اليمن تتمثل في الحوثيون الذين يسيطرون على صنعاء والمناطق الشمالية، والحكومة المعترف بها دوليا التي تمارس مهامها من السعودية، والانفصاليون في عدن.
ولفت الكاتب إلى أن ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” المهندس الرئيسي للحرب، ربما كان يعتقد أن اليمن سيكون أمره يسيرا بالنسبة للقوات السعودية، حيث كان الحوثيون يفتقرون إلى خبرة حقيقية في ساحة المعركة، ولا يملكون شيء من حيث القوة العسكرية التقليدية ضد آلة الحرب السعودية.
وذهب الكاتب الهندي إلى أن التحالف الذي تقوده السعودية كان ضعيفا على الأرض، رغم الدعم الأمريكي وانضمام عدد من الدول العربية في العمليات التي يقودها ضد الحوثيين واستعادة شرعية الرئيس “هادي” المعترف بها دوليا.
ويرى الكاتب في مقاله أما في إطار الائتلاف الداخلي باليمن، كان هناك عدم ثقة بين القوات الحكومية والمتمردون في الجنوب الذين يريدون أن يكون الجنوب دولة منفصلة.
وقال الكاتب في مقاله بالصحيفة “الهندية” إن الحوثي هو الآخر تلقى المزيد من الدعم الإيراني، ولم يمنع الحكومة المعترف بها دوليا من استعادة صنعاء فقط بل بدأ أيضاً بمهاجمة السعودية بصواريخ وطائرات بدون طيار قصيرة المدى.
واشار إلى أن الخطة السعودية كانت تتمثل في تحقيق النصر عن طريق استخدام القوة الجوية، وهو أمر غير ممكن، لافتا إلى أن القوة الجوية وحدها لا تكسب الحرب؛ وهناك حاجة إلى حلفاء موثوقين على الأرض، وهو ما تفتقر إليه السعودية.
واعتبر “جوني” أن الاستخدام المفرط للقوة الجوية من قبل السعودية جر اليمن إلى كارثة إنسانية: فقد قُتل الآلاف، وتشرد مئات الآلاف، ودفعت البلاد إلى حافة المجاعة.
ولفت إلى أن الانقسامات داخل التحالف بدأت تظهر عندما اتضح أن السعودية لم تكسب الحرب، وأنها ومن أجل تحقيق الاستقرار في البلاد، لجأت إلى حزب الإصلاح، الأمر الذي عارضته الإمارات.
وأفاد أن الإمارات أنشأت ميليشيات ودربتها قبل سنوات من أجل استخدامها في تحقيق أهدافها الخاصة.
وأضاف أن تلك الميليشيات ستكون بمثابة الجهة التي ستحفظ لها نفوذها في عدن إذا وصلت الحرب إلى طريق مسدود.
ويرى الكاتب أن “أبو ظبي” تبذل كل ما بوسعها من أجل الحفاظ على نفوذها في “عدن” الاستراتيجي الذي سيوفر لها، الوصول إلى بحر العرب وكذلك إلى ساحل القرن الأفريقي.
وبين أن السعودية تحمل مفاتيح السلام في اليمن، إلا أنها تمثل نقطة ضعف من الناحية الاستراتيجية، لإن السعودية لم تحصل على صنعاء، وفقدت أيضا عدن.
وأضاف أن إطالة أمد الحرب لم يعد خيارا، وأن عدم وجود حليف موثوق به على الأرض استراتيجية فعالة لقلب موازين الحرب، سيؤدي إلى ديمومة الصراع الذي سيدفع السعودية أكثر فأكثر نحو المستنقع.
وختتم مقاله بالقول:” كلما أدرك السعوديون أنهم خسروا الحرب، سيكون ذلك أفضل للجميع ، بما في ذلك الشعب اليمني المدمر.