الفرق بين المهنة والهواية .
إب نيوز ١٥ سبتمبر
بقلم / ذي يزن حيدر
الفرق بين المهنة والهواية
سجن التفكير
قد يعيش الإنسان بصعوبة في رحلة الحياة بسبب عدم مقدرته على إيجاد العمل الذي يهواه و يتكسّب منه الرزق ويستطيع الإبداع فيه لإنه يمتلك شغف الهواية.
فتجد مهندس يهوى تخصصه ويبدع فيه ولكنه لم يجد وظيفه أو عمل في سوق الأعمال يناسب هوايته لإظهار مهاراته في هذا المجال.
ولكنه وجد مهن أخرى تستطيع ان تكسّبه أكثر من ماهوا عليه ولكن مع ذلك يرفض و يبحث ثم يبحث ثم يبحث حتى ينتهي ريعان شبابه دون ان يستثمر وقته المهدر.
وقد تجد شاب يعمل في أحد المهن براتب يحقق له الكفاية ولكن تفاصيل المهنة تضايقه أو ربما الجلوس على روتين معين لمدة ٧ ساعات تسبب له الإكتئاب أو ربما يضن ان هذه المهنة تقلل من قيمته أمام المجتمع فيغادر العمل لأسباب يعرف بأنها غير صحيحة.
إن الخلل يكون في عدم المقدرة على التفريق مابين المهنة والهواية وخصوصاً في عالمنا العربي.
يقولون: (حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب)
دعوني أذكر لكم إحدى المهن المحترمة جداً جداً وهي مهنة (غطاس المجاري)
هل تتصور معي بأن هذا الشخص يحب مهنته؟
هل يجب عليه أن يحبها حتى يبدع فيها؟
إذا لماذا يعمل في هذه المهنة؟
هل السبب لأنه فاشل؟
هو يعمل (غطاس مجاري) لأنه محترم جداً، ولأنه المسؤول عن تدبير مصاريف عائلته وتكاليف دراسة أولاده ومعالجة أمه وغيرها من المسئوليات التي يجب أن يتحمل تكاليفها بالحلآل ولأنه رجل واقعي جداً إستغل الفرصة التي جعلها الله سببً في رزقة ليستطيع العيش بالحلال.
يقولوا لنا أهل الإدارة: (المهنة للجيب .. والهواية للقلب)
فمن الخطاء أن نظن بأنه لايجب علينا العمل في مهنة إلا إذا كنا نحبها.
فأنا يجب أن أعمل لكي أتكسب وأعيش، ولكن هوايتي لها واجبات يجب أن أقوم بها ولكن بقدر لايلهيني عن تكسب الرزق كي أتمكن من النجاح في رحلة الحياة.
والإنسان الراضي الطموح (يجيد الإستمتاع بالموجود مع السعي بلا حدود) الإنسان الذي يتكيف مع اي مهنة أو وظيفة يزاولها ويحاول تطويرها وتطوير قدراته كي يستمتع بها.
#ذي_يزن_حيدر