اليمن يهزّ عالم البترودولار .
إب نيوز ١٦ سبتمبر /متابعات
لم تبدأ الحرب أول من أمس مع ضربة منشأتي «أرامكو» شرق الجزيرة العربية. إلا أن الهجوم الأضخم، ولئن كان يشكّل علامة على مآلات السنوات الماضية، يعدّ بحاله جولة تكاد تعادل ما مرّ من جوالات. صباح السبت، كانت «السهام» اليمنية تخرج من تحت الركام مصوّبة على قلب القلب في المملكة السعودية: «أرامكو»، قالبة المعادلات والتوازنات، وناقلة مشهد الحرائق والدمار من اليمن إلى معاقل الزيت التي بها وحدها قاتلت الرياض من قاتلت وحالفها من حالفها. تلك المنشآت التي صنعت، على مدار العقود الماضية، السعودية على ما هي عليه، وهي اليوم محط آمال حكّامها للحفاظ على المستقبل.
أهمية الضربة ستتضح في الأيام المقبلة، حين سيظهر عجز الطرفين الأميركي والسعودي وضيق الخيارات أمامهما؛ فالأول لا يريد افتضاح كذبة «الحماية»، وفي الوقت نفسه يخشى ارتفاع أسعار البترول. والثاني، بفضل عناده وارتهانه لواشنطن، بدأ ينتقل من التخبط في المستنقع إلى الغرق فيه. وفي هذا الوقت، تستفيد إيران من تفكّك قواعد الحملة ضدها مع استشعار العالم إمكانية ارتفاع الأسعار ودفع الجميع الثمن.
سيطول النقاش حول من أين خرجت الطائرات، أو هل هي مسيّرات أم صواريخ مجنحة، لكن النتيجة واحدة. تتوجه الأنظار في الرياض كما طهران إلى موقف واشنطن من القضية، لكن لا مؤشرات على أن حكام السعودية تعلّموا الدرس هذه المرة بأن الولايات المتحدة لا تقاتل عن أحد. ليس هذا فحسب، فهي لن تألو جهداً في استثمار ضعف هؤلاء وارتهانهم لمزيد من الابتزاز والحلب المجاني. فواشنطن سبق أن بعثت برسالة إلى بغداد، مع ضربة ينبع، مؤكدة أن المسيّرات خرجت من العراق، لكن ما الذي حصل بعد ذلك؟ بل ماذا حصل حين أسقطت طائرتان أميركيتان في اليمن وعلى أيدي «الحوثيين» أنفسهم؟ ويتعمّق مأزق حكّام الرياض حين نعلم أنهم ممنوعون من الحوار مع إيران، بقرار أميركي صدر قبل أشهر، مجهِضاً في المهد محاولة سعودية لإيجاد حلول إقليمية قد تسبق الحوار الإيراني الأميركي الذي ترتفع أسهمه اليوم.
يكفي لفهم حجم الورطة السعودية أن الأخيرة مضطرة إلى الرد على اتصال دونالد ترامب والاستجابة لطلبه فتح احتياطيها لتعويض الخسائر بكل بساطة. وهي خسائر بدأت تتكشّف ساعة بعد أخرى، ليرجّح الخبراء ليل أمس أن الأضرار جسيمة وتحتاج إلى أسابيع لإصلاحها، وبالتالي ما ستخسره السعودية مع توقف نصف إنتاجها على الأقل لأيام (معدّل عائد الإنتاج اليومي يقارب نصف مليار دولار) لن يكون من فئة الملايين، بل المليارات. مليارات «البترودولار» تحترق في صحراء العرب أمام أعين العالم والقواعد الأميركية وعدسات الأقمار الصناعية، بسلاح بخس الثمن، لتقول إن ثمن مغامرة اليمن ليس تعذّر الانتصار فحسب، بل جني خسائر عكسية تماماً.
أهمية الضربة ستتضح في الأيام المقبلة، حين سيظهر عجز الطرفين الأميركي والسعودي وضيق الخيارات أمامهما؛ فالأول لا يريد افتضاح كذبة «الحماية»، وفي الوقت نفسه يخشى ارتفاع أسعار البترول. والثاني، بفضل عناده وارتهانه لواشنطن، بدأ ينتقل من التخبط في المستنقع إلى الغرق فيه. وفي هذا الوقت، تستفيد إيران من تفكّك قواعد الحملة ضدها مع استشعار العالم إمكانية ارتفاع الأسعار ودفع الجميع الثمن.
سيطول النقاش حول من أين خرجت الطائرات، أو هل هي مسيّرات أم صواريخ مجنحة، لكن النتيجة واحدة. تتوجه الأنظار في الرياض كما طهران إلى موقف واشنطن من القضية، لكن لا مؤشرات على أن حكام السعودية تعلّموا الدرس هذه المرة بأن الولايات المتحدة لا تقاتل عن أحد. ليس هذا فحسب، فهي لن تألو جهداً في استثمار ضعف هؤلاء وارتهانهم لمزيد من الابتزاز والحلب المجاني. فواشنطن سبق أن بعثت برسالة إلى بغداد، مع ضربة ينبع، مؤكدة أن المسيّرات خرجت من العراق، لكن ما الذي حصل بعد ذلك؟ بل ماذا حصل حين أسقطت طائرتان أميركيتان في اليمن وعلى أيدي «الحوثيين» أنفسهم؟ ويتعمّق مأزق حكّام الرياض حين نعلم أنهم ممنوعون من الحوار مع إيران، بقرار أميركي صدر قبل أشهر، مجهِضاً في المهد محاولة سعودية لإيجاد حلول إقليمية قد تسبق الحوار الإيراني الأميركي الذي ترتفع أسهمه اليوم.
يكفي لفهم حجم الورطة السعودية أن الأخيرة مضطرة إلى الرد على اتصال دونالد ترامب والاستجابة لطلبه فتح احتياطيها لتعويض الخسائر بكل بساطة. وهي خسائر بدأت تتكشّف ساعة بعد أخرى، ليرجّح الخبراء ليل أمس أن الأضرار جسيمة وتحتاج إلى أسابيع لإصلاحها، وبالتالي ما ستخسره السعودية مع توقف نصف إنتاجها على الأقل لأيام (معدّل عائد الإنتاج اليومي يقارب نصف مليار دولار) لن يكون من فئة الملايين، بل المليارات. مليارات «البترودولار» تحترق في صحراء العرب أمام أعين العالم والقواعد الأميركية وعدسات الأقمار الصناعية، بسلاح بخس الثمن، لتقول إن ثمن مغامرة اليمن ليس تعذّر الانتصار فحسب، بل جني خسائر عكسية تماماً.