في عملية توازن الردع الثانية “اليمن يغادر استراتيجية التحذير الى التدمير ويسحق اكبر حقل نفط بالسعودية (ضربة بضربة )
إب نيوز ١٦ سبتمبر
كتب/زين العابدين عثمان
محلل عسكري واستراتيجي يمني
تدعيما لاستراتيجية الردع وكسر الحصار عن اليمن وتحقيقا لمبدأ التوازن الاستراتيجي ضد تحالف العدوان السعودي الاماراتي ،،الوحدة الضاربة في سلاح الجو المسير اليمني قامت بتنفيذ واحدة من اقوى واضخم العمليات الهجومية على حقول النفط التابعة لشركة ارامكو في محافظة بقيق وخريص شرق السعودية التي تعتبر من اكبر واهم الحقول النفطية على مستوى المملكة ومستوى العالم فهي تضخ 5 مليون برميل يوميا من النفط الخام اي مانسبته 50% من الانتاج العام للشركة ،.
تم تسمية هذه العملية باسم “عملية توازن الردع الثانية ” باعتبارها العملية الثانية من نوعها من حيث التأثير والقوة واهمية الهدف ،بعد عملية محطة الشيبة النفطية جنوب شرق المملكة قبل نحو شهر ،،وقد اتت هذه العملية النوعية بعد جهود استخباراتية وعملياتية دقيقة اذ تم التنسيق مع مجموعة من المخبرين السعوديين الذين تعاونوا مع وحدة المخابرات اليمنية في رفع قاعدة معلومات دقيقة ومباشرة عن طبيعة الموقع الجغرافي لمحطات المعالجة النفطية في بقيق وخريص وتحديد اهم الامكان الحيوية فيها لتحقيق الاستهداف الفعال ، وبعون الله سبحانه وتعالى هذا ما تحقق بالفعل فالعملية الهجومية تمت ب10 طائرات ” طراز صماد 3 ” استهدفت الاماكن المطلوبة والمهمة التي ادت الى اندلاع حرائق هائلة في خزانات النفط والغاز وايقاف العمل في كامل الحقل ..
“” توقيت العملية…. ونتائجها وابعادها على المضمار الجيواستراتيجي””
يعتبر الهجوم الجوي الذي نفذه سلاح الجو المسير اليمني على بقيق بالعمق السعودي هو ثاني اكبر و اضخم هجوم جوي منذ بداية الحرب على اليمن وتوقيته في هذا الظرف ياتي تلبية للمطالب الاستراتيجية لقيادة الثورة اليمنية في تثبيت التوازن الاستراتيجي على الارض وارغام النظام السعودي وحلفاءه على ايقاف العدوان والحصار على اليمن ،،وفيما يتعلق باالابعاد والتداعيات التي حققتها هذه العملية نستطيع ان نلخصها كالتالي :
1ان العملية تعتبر هي الاكثر تأثيرا من بين موجة العمليات الهجومية السابقة سواءا من الناحية الكيفية والتأثيرية حيث تجاوزت مفاعيلها حدود التحذير والتذكير الى التأثير والتدمير والحاق الاضرار الجسيمة والفادحة بالهدف ومنطقة الهدف
2 ان الطائرات ال 10 دون طيار التي نفذت الهجوم كانت مختلفه الى حد ما في طبيعة مهامها وقدراتها حيث تمتلك خواص تقنية متطورة جدا جمعت مابين الدقة العملانية والقدرة على تجاوز المنظومات الدفاعية بسهولة كما تحمل شحنات اكبر من المواد شديد الانفجار مقارنة بالشحنات المعتاده ، فالبعد التدميري الذي حققته في الهدف كبيرة وواسعة .
3 العملية استهدفت حقل البقيق احد اضخم حقول النفط في شركة ارامكو السعودية واختيار القيادة اليمنية لهذا االحقل الحيوي وضربه “بواقع تدميري فعال “هو رسالة واضحه بان اليمن انتقل فعلا من طور استراتيجية الضرب المحدود الى التأثير وكسر العظم ،،والتنبيه بان العمليات الهجومية القادمة التي تحضرها الدفاع اليمنية ستكون قاتلة وحاسمة سيما اذا لم يتوقف العدوان والحصار على الشعب اليمني في هذه الظروف الكارثية التي يمر بها ..
“ما هي المزايا الجديدة في الدرونات ليمنية ”
الهجوم كان عبر طائرات درون انتحارية ( متفجرة ) مصممة تقنيا لتنفيذ المهام العملانية المعقدة في عمق العدو حيث تمتاز هذا الطائرات بخصاص استراتيجية وعملياتية مذهلة منها مداها البعيد الذي يصل الى 1500 كم وقدراتها التكنولوجية و الهجومية الذكية التي تتكون منها والمصممة لتجاوز احد وسائط الدفاعات الجوية للعدو بطريقة شبحية تكتيكية مماثلة بما تفعله اكثر طائرات الدرون تقدما ،في حين تستطيع تدمير الاهداف الحيوية بالعمق وبقوة تدميرية فعالة وبدقة موازية لصواريخ الكروز المنظومات الصاروخية عالية الدقة.
فيما يتعلق بالميزات التقنية التي اضيفت مؤخرا للدرون اليمني فكانت نوعية المحركات اذ ان دائرة التصنيع والتطوير بدأت بتزويد بعض الطائرات كصماد 3 بمحركات نفاثة التي تعطيها المزيد من التفوق في مضمار الطيران وتكسبها سرعة مضاعفة تصل الى 800 كم واكثر كذلك هناك اجهزة متطورة تم ادراجها وهي نظم التحكم والسيطرة والتوجيه الذي يوفر للطائرة كفائة عالية في المناورة التكتيكية ودقة عالية في تنفيذ مهامها العملانية .
الجدير بالذكر ان المحركات النفاثة في تكنولوجيا منظومات الدرون تعتبر هي الطفرة الجديدة التي لم تصل اليها الا الدول الرائدة عالميا وذلك لما لها من تعقيدات ونتائج عملانية وميكانيكية قوية ومتقدمة …