تقارير/أمريكا ومراحل تدخلها في اليمن
إب نيوز
تقارير / 10 مايو / : كانت ولا تزال محاربة ما يسمى الإرهاب ذريعة أمريكية لاحتلال البلدان، واليمن واحدة من تلك الدول المستهدفة إن لم تكن في طليعتها، حيث بدت مؤشرات احتلالها والتحكم بثرواتها ومقدراتها بالتفجير المفتعل للمدمرة كول في خليج عدن عام 2000 وذلك قبل تفجير البرجين في نيويورك واحتلال العراق وأفغانستان بعام كامل.
ومقتل قرابة الـ20 جنديا من جنود البحرية الأمريكية في تلك الحادثة كانت الخطوة الأولى في طريق تمهيد التواجد عبر إبرام اتفاقيات أمنية تضمن الانتشار والإشراف على تدريب وحدات خاصة كخطوة للتغلغل في الجيش اليمني الذي كان متماسكا حينها.
وبتلك الذريعة استباحت أمريكا السيادة الوطنية واقتصر تدخلها الذي بدأ في العام 2002 بالغارات الجوية لطائرات بدون طيار التي أسهمت في انتشار القاعدة في كثير من المحافظات باستهدافها المدنيين.
ومع تزايد وتيرة تلك الهجمات دفعت أمريكا بقوات لها إلى قاعدة العند واتخذتها قاعدة إلى جانب قواعدها في السعودية وجيبوتي وأصبحت منطلقا لقواتها لتنفيذ عمليات برية كما حدث في المجحفة بلحج وفي شبوة بزعم تحرير صحفي.
وشيئا فشيئا وتحت مسمى مساعدة القوات اليمنية في محاربة الإرهاب أفصحت أمريكا عن رغبتها الحقيقية في التواجد العسكري في أكثر من محافظة بعد أن تحكم سفيرها بالقرار السياسي في البلد، ففي حين تحول فندق الشيراتون بصنعاء إلى وكر للمئات من جنود المارينز انشأت أمريكا مكاتب للمراقبة والتجسس في جبل نقم وفي القصر الجمهوري بعدن وغيرها، وكشفت عن نيتها في إنشاء قاعدة عسكرية لها في سقطرى وكاسر مائي ومركز تدريبي في خور عميرة.
وانتهت كل تلك المشاريع والمخططات بمجرد سقوط السلطة العميلة وبدخول طلائع الجيش واللجان الشعبية إلى المحافظات الجنوبية غادرت القوات الأمريكية مجبرة لتعود مجددا وتحت ذريعة محاربة الإرهاب بعد اكثر من عام على العدوان الذي تقوده السعودية بضوء أخضر أمريكي.
العدوان الذي لم ينته بتمكين القاعدة وداعش من المدن وإعادة تموضع القوات الأمريكية في الجنوب بل ان المعطيات والمؤشرات تؤكد على استمراريتة حتى يتم تقسيم اليمن وتجزئته وإغراقه في اتون الفوضى والصراعات إلا أن تحرك الشارع في اليمن وتنامي السخط ضد الولايات المتحدة يعد أهم العوائق في طريق قوى الهيمنة والاستكبار.