أهداف وتداعيات طرد الإمارات من التحالف.. ثلاثة سيناريوهات محتملة؟!
إب نيوز ٢٠ سبتمبر/متابعات:
الخلافات بين حكومة منصور هادي المستقيلة التي لم يبق منها سوى اسمها في اليمن، والإمارات التي نشطت كجزء من التحالف الذي تقوده السعودية لدعم عودة منصور هادي إلى السلطة في الظاهر، أصبحت الآن عميقةً وواضحةً بحيث أعلنت حكومة منصور هادي المستقيلة بالأمس في بيان، أنها ستطلب قريباً مغادرة الإمارات للتحالف المعتدي على اليمن بشكل رسمي.
ووفق تقرير لـ “روسيا اليوم”، فقد تقدّم بهذا الطلب ثلاثة من كبار المسؤولين في الحكومة اليمنية الهاربة والمستقيلة في بيان لهم.
وبحسب هذا البيان، أعلن وزير الداخلية “أحمد المصري”، ووزير النقل “صالح الجبواني” ونائب رئيس البرلمان “عبد العزيز الجباري” في حكومة اليمن الهاربة والمستقيلة، بأن الإمارات قد انحرفت عن الأهداف التي حددها التحالف السعودي، ودعمت الانقلاب على الشرعية في عدن.
كما أعلن المسؤولون الثلاثة في حكومة عبد ربه منصور هادي أن الإمارات تدعم الخطط الانفصالية في اليمن.
النقطة الجديرة بالملاحظة هي، أنه بعد الاشتباكات العنيفة بين انفصاليي المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، والقوات الموالية لمنصور هادي في محافظات شبوة وعدن وأبين في جنوب البلاد خلال الأسابيع الماضية، حاولت السعودية كقائد للتحالف، من خلال لقاءات مع ممثلي الجانبين في مدينة جدة، العمل على حل الخلافات والصراعات، وإعادة توحيد جبهة معارضي أنصار الله، ولكن بسبب عمق الخلافات، لم تكن هناك نتائج ملموسة لهذه الاجتماعات في سبيل إزالة التوترات.
على هذا الأساس، فإن السؤال المطروح الآن هو، ما هي أهداف الطلب الرسمي لحكومة منصور هادي المستقيلة لطرد الإمارات من التحالف؟ وما هي تداعيات ذلك على التطورات في اليمن؟
للإجابة على هذه الأسئلة، وبالنظر إلى التحليلات المختلفة عن الوضع الحالي لجبهة معارضي أنصار الله، هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة.
الضغط السعودي على الإمارات
ليس هناك شك في أن تحرّك الإمارات للانسحاب من الحرب على اليمن، وترك السعودية وحيدةً في ساحة المعركة مع أنصار الله، خوفاً من الهجمات الصاروخية والطائرات من دون طيار اليمنية، لا تعني شيئاً بالنسبة إلى السعوديين سوى خيانة أبو ظبي وإدارة الظهر للتحالف بين البلدين.
وبطبيعة الحال، سيكون وضع الرياض أكثر خطورةً من ذي قبل بسبب تركيز أنصار الله على الحدود السعودية، الأمر الذي ظهرت آثاره جليةً في فترة قصيرة من الزمن.
نتيجةً لذلك، من المحتمل أن تسعى السعودية للضغط على الإمارات، وبشكل غير مباشر على القوى الخاضعة لنفوذها في الجنوب (أي انفصاليي المجلس الانتقالي)، للتخلي عن شروطهم للعودة إلى الاتفاقيات السابقة مع حكومة منصور هادي والاعتراف بها.
ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام، فإن شروط قوات الجنوب بالإضافة إلى الحصول على بعض المناصب الرئيسة في الحكومة، هي وقف التعاون بالكامل بين منصور هادي وحزب “الإصلاح” الإخواني، الذي اختار هادي جزءاً مهماً من أعضاء حكومته منه.
في الحقيقة، إن التهديد الرئيس للإمارات هو، أنه بعد الطلب الرسمي لحكومة منصور هادي المستقيلة وقبول الرياض لهذا الطلب، ستفقد الإمارات فعلياً شرعيتها القانونية للمضي قدماً في عملياتها في اليمن، وسيتم اعتبارها معتدياً ومحتلاً من قبل الحكومة المستقيلة.
وهذا الأمر سيكون له عواقب على الإمارات من حيث القانون الدولي، مع شكوى حكومة هادي الرسمية من أبو ظبي في مجلس الأمن.
جهود منصور هادي للبقاء في المعادلات
في سيناريو آخر حول نوايا وأهداف حكومة هادي لاتخاذ إجراءات ضد مشاركة الإمارات في حرب اليمن، تظهر بعض التحليلات أنه بالنظر إلى أن كلاً من السعودية وحلفائها الغربيين، يشعرون بخيبة أمل شديدة بأن استمرار الحرب والحصار يمكن أن يؤدي إلى هزيمة أنصار الله وعودة منصور هادي إلى السلطة، قد يكون هناك تقاسم للأدوار في الكواليس بين الإمارات والسعودية، لتفكيك اليمن وتقسيم الموارد الجنوبية بين الرياض وأبو ظبي، لكي يخرجوا بهذه الطريقة من الحرب على اليمن دون أدنى إنجاز.
لذلك، يعتقد البعض أن هجوم قوات المجلس الانتقالي على عدن قد تم بالتنسيق مع الرياض، وبطبيعة الحال، فإن الضحية الرئيسة لهذا التقاسم هي حكومة منصور هادي.
لذا، وبالنظر إلى هذا الظرف، ثمة فرضية بأن منصور هادي ولكي لا يُحذف من مستقبل التطورات في اليمن، قد طلب خروج الإمارات من التحالف، ليمارس الضغط على السعودية.
وبطبيعة الحال، إن رفض هذا الطلب مع افتراض تقديمه بشكل رسمي، سوف يثير الشكوك في جميع مزاعم الرياض، بشأن شرعية هجماتها على اليمن لدعم حليفها والدخول في هذه الحرب بناءً على طلب منصور هادي، لأنه سيتضح للرأي العام اليمني والمنطقة والعالم، أن منصور هادي لم يكن سوى أداة في أيدي السعوديين، لتدمير اليمن والاستيلاء على مواردها.
إخراج الإمارات من حلبة المنافسة
على الرغم من أنه من غير المحتمل، كما ذكر في السيناريو الثاني، بروز خلافات بين منصور هادي والسعودية، ولكن إذا كانت الرياض مستعدةً لاستبعاد الإمارات من التطورات اليمنية، فيجب وضع فرضية أخرى تتوافق مع حقائق اليمن أيضاً.
منذ بداية الحرب على اليمن، كانت الإمارات تتطلع إلى السيطرة على الجزر الاستراتيجية جنوب اليمن في مضيق باب المندب والموانئ الرئيسة مثل عدن، وكانت تؤدي دورها لتفكيك اليمن، لذلك في الوضع الحالي أيضاً، حيث يجب على السعودية الانسحاب من حرب اليمن خالية الوفاض، ستكون أبوظبي قد حققت العديد من أهدافها.
في هذه الظروف، فإن الانسحاب العملي للإمارات من حرب اليمن، في حين أن وجودها الاسمي في التحالف لن يفيد خطط الرياض لمحاربة أنصار الله، يمكن أن يجيز للسعودية الهجوم على القوات الجنوبية وإعادة منصور هادي إلى عدن، وعند القيام بذلك، فإن المكاسب التي حققتها الإمارات وخاصةً في مضيق باب المندب الاستراتيجي، ستكون من نصيب الرياض فعلياً، من خلال إعادة السيطرة على المناطق إلى حكومة منصور هادي.
المصدر: الوقت