من ذروة عنفوان الحراك السلمي في ساحات الإعتصام إلى ذكرى حلولها بخامس عام .
إب نيوز ٢٠ سبتمبر
منير اسماعيل الشامي
.
كان الشعب اليمني قبل ثورة ٢١ من سبتمبر قد وصل إلى أقصى حالات الوهن والضعف ، تسودة حالة الفرقة والإنقسام خانعا تحت الوصاية الخارجية للدول العشر وأولها امريكا وبريطانيا والتي فرضت نفسها وصية على الشعب اليمني تعبث به اجتماعيا واقتصاديا بيد مهمتها تحريك أيادي العمالة والخيانة الخبيثة لتنفيذ أجندتها وتسفك دماءه باليد الأخرى للوصاية بتحريك أيادي الأرهاب التي دعمتها ومكنتها من الإنتشار لتقوم بعمليات ارهابية فردية وجماعية تستهدف الشرفاء فيه وتستهدف قياداته العسكرية والأمنية .
حكومة الوفاق آنذاك كانت هي الثمرة السياسية لوصاية الدول العشر عبر مؤامرتهم الخليجية وهي الكيان الداخلي الممثل لتلك الدول على أرض الواقع، ولذلك فقد كانت حكومة هشه وكان للإخوان نصيب الأسد فيها كونهم كانوا الورقة الرابحة و المستخدمة لتنفيذ اجندتهم آنذاك وهذا ما يفسر تربعهم على الوزارات السيادية، ومهمتهم تنفيذ اجندة الدول العشر ويتلقوا الأوامر من سفير مملكة الأجرام والعدوان كممثل للدول العشر وكحاكم مطلق لا يتجرأ أحدا ٱن يخرج عن طوع أمره.
اما الجيش اليمني فقبل ثورة ٢١ من سبتمبر كان ولاءه لأشخاص ووحداته مقسمة بعضها تابعة للنظام السابق عرفت بالجيش العائلي ومهمتها حماية أركانه وحماية مصالحهم، وقمع الشعب واخضاعه لرغبة رأس النظام السابق وبعضها تابعة لقوى النفوذ العميلة في جناح الإخوان لحمايتهم ولتنفيذ أجندة أعداء اليمن، وهذه هي كل مهام الجيش وواجباته.
استولى الإخوان على المعسكرات، وفككوا الجيش ا ودمروه بهيكلة ممنهجة استهدفت كل عوامل قوته، بجميع ألويته ووحداته، نهبوا اسلحته ومقدراته ، بعد سقوط النظام السابق وسرحوا جنوده وضباطه، ومكنوا الأرهاب من التغلغل في اوساطه، ودعموه ومكنوه من الأمر ليرتكب عشرات العمليات الأرهابية في كل من ينتسب إلى الجيش والأمن ذبحا بالسكاكين وقصفا بالصواريخ، وتفجيرا لهم بعبوات واحزمة ناسفة، وتعمدوا توثيق تلك العمليات ونشرها في المواقع بالصوت والصورة بهدف إرهاب النفوس وترويضها للاستسلام للواقع والخنوع لقوى الإرهاب
والخلاصة أن الوطن في ذلك الوقت سادت فيه الفوضى وانتشر الإرهاب في كافة ارجائه ومحافظاته وعزله ومديرياته وانعدمت الخدمات ، وارتفعت المعانات فلا أمن ولا أمان ولا خدمات ولا اطمئنان ، ولا قيادة ولا نظام.
ومع ذلك لم يتوقف أعداء الوطن بهذا الحال فقط فقد تعمدت الدول العشر وعبر مجلس الأمن ( والذي هو في الحقيقة مجلس التآمر المشرعن للحروب على الشعوب المستضعفة ) بتبني مشروع قرار وضع اليمن تحت البند السابع ليكون هذا القرار وصمة عار وشاهد حي على تعديهم وانتهاكهم للسيادة الوطنية وبموافقة حكومة الوفاق والتي تمثل النظام السابق واحزاب الخيانة والعمالة للخارج .
كانت الدول العشر في ذلك الوقت لا تخشى إي مقاومة داخلية أمام مشروعهم التآمري إلا من حركة أنصار الله، ولذلك فقد إتخذت التدابير لعرقلة أي تحرك لهم باستهداف كل من ينتمي إلى انصار الله بكل المحافظات و عن طريق إستجلاب الإرهابيين بأعداد كبيرة جدا من كل اصقاع الأرض إلى دماج وإلى كتاف ودعمهم بالمال والسلاح لتكون مهمتهم القضاء على أنصار الله او على الأقل إعاقتهم وإضعافهم وحصار مشروعهم القرآني من التمدد والإنتشار، لم يشكوا لحظة واحدة في أنهم بهذا المخطط إنما يهيئون السبب بتقدير من الله علام الغيوب ليتحرك هذا المشروع ويتحمل مسؤولية هذا الشعب ويتولى الدفاع عنه وعن حقوقه ووطنه .
ظن اعداء الوطن من اليهود والنصارى والأنظمة المنبطحة لهم أن نجاحهم بفرض هذه الظروف الصعبة على الشعب اليمني كفيلة بجعل الشعب اليمني يستسلم ويرضخ لتنفيذ كل مؤامراتهم دون أي مقاومة، فلم يتوقعوا ابدا أن الحركة القرآنية بأنصارها لن يرضخوا لهذا الحال الذي فرضوه، ولن يستسلموا للواقع الذي صنعوه، ولن يتغلبوا على القوى التكفيرية المستجلبة ، وانهم لن يتحاوزوا دماج ولو بعد سنين
وحان موعد تنفيذ الضربة القاضية لمؤامرة أعداء الوطن للشعب اليمني باستهداف لقمته بجرعة قاتلة تتسبب برفع كل أسعار السلع والخدمات ويعقبها ادخال ٧٥٪ من الشعب اليمني في مجاعة ناتجة عن عجزهم على توفير لقمة العيش بسبب إنخفاص مستوى الدخل، وارتفاع الأسعار ووجهوا حكومة باسندوة لتنفيذ هذه الضربة للشعب فأنطلقت طائعة دون أن تفكر أدنى تفكير في عواقب الجرعة.
ولم يظن أعداء الوطن أن مؤامرتهم بفرض الجرعة ستكون هي الشرارة لإنطلاق ثورة ٢١ من سبتمبر الخالدة .
وما إن أعلنت الحكومة المنبطحة عزمها فرض الجرعة المجحفة على الشعب إلا وانطلقت أول شرارة لثورة المستضعفين بخطاب قائد المسيرة القرآنية السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي يحفظه الله فكشف مؤامرتهم في حق الشعب وبين هدفهم منها ودعا الشعب الى الأعتصام السلمي بثلاث ساحات في العاصمة صنعاء احتجاجا ورفضا للجرعة .
وفي تلك الأثناء كانت المعارك في شمال الشمال ضد التكفيريين وقوى الأرهاب في أوج اشتعالها ، وكان الحراك السلمي إلى ساحات الإعتصام في ذروة زخمه وعنفوانه .
تمكن ابطال المسيرة من سحق قوى الإرهاب ودحرهم من دماج إلى كتاف واستمروا في دحرهم وتطهير الأرض من دنسهم حتى وصلوا عمران وكان الزخم الثوري والحرك الشعبي في صنعاء مستمرا بمظاهرات يومية بصدور عارية أمام نيران قوى النظام السابق وسقط عشرات الشهداء منهم خلال فترة الحراك السلمي لثورة ٢١ سبتمبر، رغم تحذير قائد الثورة لهم من سفك دماء الثائرين فلم يأخذوا بتخذيره وكانت تلك الدماء هي السبب الذي دفع قائد الثورة الى توجيه الحراك الثوري المسلح دخول صنعاء لحماية الحراك الشعبي السلمي فتحرك من عمران إلى صنعاء فكان وصولهم إلى مقر الفرقة وتطهيرها من دنس الإخوان وقوى الإرهاب وهروب قائدها الخائن في ٢١ من شهر سبتمبر ٢٠١٤م ففجره اشرق مع تطهير صنعاء من معظم الخونة والعملاء .
وبإلتحام طرفي الحراك الثوري بصنعاء دعى قائد الثورة المباركة السيد عبد الملك بخطاب وطني كل المكونات السياسية إلى الإلتفاف حول المصلحة الوطنية العليا والحفاظ على الممتلكات العامة ومد يده لكل المكونات لتتحد وتوجه جهود الجميع لتحقيق ذلك بإتفاق كل المكونات على مبادرة السلم والشراكة في بناء الوطن واستقلاله وتحرير قراره من براثن الوصاية الخارجية وبما يضمن نيل الشعب حقه الشرعي في إمتلاك قراره والحرية في تقرير مصيره وحماية سيادته الكاملة على ارضه وقراره، مؤكدا أن هذه الثورة ثورة بناء لا ثورة هدم وثورة عفو لا ثورة انتقام وثورة وحدة لا ثورة فرقة وخلاف وهي فرصة لكل المكونات لدفن الماضي بكل آلامه وأخطائه والأجماع على المصلحة الوطنية العليا وطبقا لمبدأ الشراكة العادلة في التمثيل والسلم المجتمعي كمبدأ اساسي لتحقيق الإستقرار والتنمية المستدامة .
وتم التوقيع على اتفاق السلم والشراكة، من كل الأطراف وباركته الدول العشر ظاهريا إلا انهم سعوا بكل الوسائل وبكل امكانيتهم لإعاقة التنفيذ ونشر الفوضى واشعال الفتن فهم من كانوا وراء عدم تنفيذه بخلق الصعوبات امام ذلك عن طريق المكونات المنبطحة والعميلة لهم وبسبب عدم تخلي تلك الأطراف عن العمالة لأعداء الوطن .
وأمام اصرار قيادتنا الثورية على لم الشمل الوطني واستعدادها لتقديم التنازلات من اجل المصلحة الوطنية ادرك اعداء الوطن خطورة ما تسعى إليه قيادتنا الثورية على مشاريعهم الدنيئة واطماعهم في الوطن فحركوا اياديهم نحو إثارة الفوضى على الساحة الوطنية وأجبروا الخائن هادي على تقديم استقالته بهدف فرض حالة من الفراغ السياسي وتوسيع دائرة الخصام بين الفرقاء واشعال حرب أهلية بينهم تحرق الأخضر واليابس.
ادرك قائد ثورتنا المباركة السيد عبدالملك مؤامرة أعداء الوطن فوجه سريعا بحماية مؤسسات الدولة ومقدراتها ووجه أيضا بتشكيل اللجنة الثورية العليا لتتولى هذه المهمة وتتولى الإشراف على مؤسسات الدولة وعلى استمرارها وتفويت الفرصة على اعداء الوطن من تحقيق مآربهم .
كان نجاح اللجنة الثورية العليا ضربة قاصمة لأعداء الشعب داخليا وخارجيا وكان ترحيب الشعب بأنصار الله يتضاعف يوما بعد يوم ودعواته لهم تتعالى من كل مدينة وريف للدفاع عنهم ودفع مخاطر الارهاب والظلم والفساد عن كاهلهم ، فاستجابوا لنداءات الشعب وتحركوا مدافعين عنه بأرواحهم في كل اتجاه .
استشعر اعداء الوطن خطورة الوضع وهم يرون كروتهم تحرق ورهاناتهم تخسر واوراقهم تتساقط وادركوا أن جهودهم لعقود ستسقط في شهور إن لم يتحركوا ، فأندفعت الدول العشر لحشد دول إلى جانبها لتشكيل تحالف عدواني دولي على اليمن هدفه الأول والأخير هو القضاء على ثورة ٢١ سبتمبر وعلى انصارها ومشروعها حتى ولو كلف ذلك ابادة الشعب اليمني .
اشعلوا عدوانهم ومرت الأيام والشهور والأعوام فزادت ثورتنا قوة وافشلت كل مؤامراتهم وهزمت حشودهم واحرقت ترسانتهم وبتأييد الله لهذه الثورة صارت اليوم بعد اربعة اعوام ونصف تقصفهم في عقر دارهم وستنتصر عليهم بإذن الله .
هاهي اليوم ثورة ٢١ من سبتمبر وبعد كل ما ارتكبه المرتزقة والعملاء من تأييد ومشاركة لدول العدوان للعام الخامس في قتل شعبهم وتدمير وطنهم لا زالت تناديهم للرجوع إلى صف وطنهم والخروج من مستنقع الخيانة والإرتهان ،وتفتح لهم بابا واسعا للعودة الى حضن الوطن وتدعوهم الى مصالحة وطنية شاملة، ولماذا لأن مشروعها قرآني ، ومبادئها انسانية وهدفها هداية الناس وبناء النفوس ، ولذلك فهي تتحرك بنور القرآن وليس بهوى النفس للإنتقام