نص ..كلمة الحوثي خلال مسيرة حرية واستقلال بمناسبة العيد الخامس لثورة 21 سبتمبر بصنعاء
إب نيوز ٢١ سبتمبر
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام على ثوار الواحد والعشرين من سبتمبر. السلام على مصححي ثورة السادس والعشرين من سبتمبر.
السلام على هذه الجماهير، جماهير شعب اليمن الحر الأبي الرافض للخنوع الرافض للعدوان، الشعب الذي يعتز بالله ويثق بالله ويتحرك وفق توجيهات قائد الثورة الذي كان منذ اليوم الأول يتحدث عن المعركة وعن الثورة فقال “إن ثورتنا هذه أسقطت العقبة الأولى فقط عندما سقطت الفرقة الأولى مدرع”، ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر كانت بداية الطريق نحو ثورات متعددة ثورات تصحيحية، ثورة بناء، ثورة تحصين للمجتمع، ثورة فكرية وثقافية واجتماعية، ثورة تقضي بإذن الله على الثأر، وتقضي على الاختلالات الداخلية، ثورة تقف ضد الفساد وتقف ضد العدوان.
وها هي ثورتنا اليوم بعامها الخامس تهنئكم يا جماهيرها يا أبطالها يا رجالها تهنئكم بهذا العيد المبارك الذي هو عيد الانتصار بإذن الله تعالى، وبإذن الله تعالى سنستمر على الطريق في خوض تصحيحنا وفي صمودنا وفي ثورتنا التي تحمل الشعار #حرية_واستقلال ليحظى شعبنا وتحظوا بالحرية والاستقلال، فأنتم قوم أحرار وترفضون غير الحرية، ترفضون الخنوع وترفضون الاستكبار وترفضون العنجهية.
نعم أيها الأخوة.. قبل هذه الثورة وقبل انتصارها كان هناك الكثير من المشاكل، كانت الاغتيالات اليومية، كان معسكر “يحيص” مليئا بما يسمى بالقاعدة، بل وصلوا حتى لرفع راياتهم إلى هنا، في صنعاء رُفِعَت راياتهم، وكانوا يقولون ويتحدثون باستمرار ونتحدث باستمرار عن الاختلالات الأمنية، كانت الاختلالات الأمنية كما أخبر عبدربه نفسه تأتي من قِبل الدولة نفسها، من قِبل ذلك النظام نفسه، هو من كان يغذيهم ويقدم لهم الموازنات ويقدم لهم كل شيئ.
نعم أيها الأخوة.. ثرنا من أجل الحق، وثرنا من أجل العدالة ولازلنا ثائرين، إنما أسقطت العقبة الأولى كما قال قائد الثورة، وهناك شرح مفصل سيتحدث عنه قائد الثورة بإذن الله تعالى في هذه الليلة المباركة، وسيتسع للشرح وللحديث عن جوانب الثورة وعن أهمية الثورة، إلا أننا هنا أحببنا أن نزوركم في هذه الساحة، وأن نقف إلى جانبكم في هذه الساحة، وان نبلغكم أيضاً سلامه وتحياته، تحيات حتى أولئك المجاهدين الصامدين أبنائكم الثوار في كل الجبهات، أبنائكم الثوار في القوات الجوية، في الطيران المسير، في الصاروخية، في البحرية، في الأمن، وكل شخص يقف ليحمي الوطن ويدافع عنه.
إن ساحاتنا اليوم هي ساحات مليئة بالرجال الأحرار، ساحات قدمت وتقدم دمائها من أجل استقلالها، من أجل حريتها، من أجل صمودها، من أجل أن ترى شعبها اليمني يحظى بالعزة، من أجل أن نرى الإنسان اليمني يحظى بالرقي والتقدم. ووجِهت هذه الثورة منذ يومها الأول بالمؤامرات، المؤامرة تلو المؤامرة، وكنا نعي جيداً أن الدول العشر التي جعلت من تلك الأحزاب مظلة لها لتوافق على إدخال اليمن ضمن البند السابع، كنا نعي أن تلك الدول لا يروق لها الوضع ولا يمكن بحال أن تتقبل بما هو حاصل لشعبنا من انعتاق نحو الحرية نحو التقدم نحو التطور نحو أن نبحث وإياهم عن حكومة تكنوقراط تستطيع أن تحكم بالسوية وتستطيع أن تقدم الشيئ الذي عجزت عنه تلك الدول أو تلك الحكومات السابقة.
نعم أيها الأخوة.. شعبنا الثائر هو الشعب الذي نهض على قدميه، شعب لم يحتج إلى تدخل أحد. لقد أتت هذه الثورة من أبناء الشعب، من طموحه من تطلعاته، لم تكن هذه الثورة في يوم من الأيام
وأنتم جميعاً كثوار لم تكونوا مرتهنين، ولا يوجد عليكم أي يد قدمت لنجاحكم وانتصاركم في ثورتكم، فهذه نعمة كبيرة، نحن لم نمد أيدينا إلى أي دولة على الإطلاق في ثورتكم هذه كاملة، بل رفدها أبناء الشعب بقوافله، فهنيئاً لكم ثورة نظيفة لم تدنس يدها بأموال الارتزاق على الإطلاق.
وأنا أقولها أمامكم لا أخجل من أحد، ولو كان لأحد علينا يد لما تجرأنا أن نقول هكذا، لأننا نعلم أنه قد يؤنبنا هنا أو هناك، لكن نحن نعلم أننا أحرار وأنكم أنتم كنتم ولازلتم وقود الانتصار.
أيها الثوار.. نحن اليوم هنا لنقول كلمة واحدة، اليمن الحر اليمن المستقل هو يمن الجميع، ونحن نقول لاؤلئك إن ثورتنا أتت لا لتخضع لا لتقبل بالذلة لا لتقبل بالمهانة إنما أتت وهي تحمل العزة والحرية. وها قد سمعتم مبادرة الأخ رئيس المجلس السياسي الأعلى، نقول لهم ونحذرهم، نحن قد قدمنا المبادرات الأولى فلم تقبلوها، وها هي المبادرة هذه قُدِمت من أجل صون الدماء من أجل الحفاظ على الدماء، فإن قبلتموها فهذا ما نريده حلاً سلمياً لشعبنا، وإن أبيتم فلن نقدم رقابنا لتذبح كما قال قائد الثورة، بل ستألمون أكثر كما قال أيضاً قائد الثورة عند اختتام دورات المراكز الصيفية، وقد حذركم من عملية التاسع من رمضان، وأيضاً حذركم أيضاً من أن تستمروا، فالتصعيد لا يمكن أن يواجه إلا بالتصعيد فقط.
ونحن لسنا بحاجة إلى أن تعترف دول العدوان بقوتنا، لأن شعبنا هو الوحيد الذي يعرف ويثق بأن بأيدينا وبفضل الله تعالى قوى تستطيع أن تردعكم، تردع عدوانكم تردع تجبركم وتكبركم، نحن نحمل العزيمة والقرار، ونستطيع أن ننفذ في أي مكان، قال قائد الثورة، “إن التطور مستمر”، وسيؤلمكم أيها السعوديون ويؤلم من خلفكم من الأمريكيين، لقد قالها بوضوح.
سياستنا واضحة ومكتوبة أمام العالم، لسنا ممن يرسل الرسائل السياسية الغامضة بل رسالة واضحة، رسالة لا تحمل معها أي غش أو خديعة، نحن إن سالمنا سالمنا بصدق، وإن حاربنا حاربنا بصدق، لأننا لا نرهَب أحداً إلا الله.
ونقول لكم أيها الأخوة إن كان هناك من شيئ يجب أن نؤكد عليه فهو أننا نؤكد أن النظام الجمهوري هو النظام القائم، وهو النظام المستمر، وإن النهج الديمقراطي هو الذي نتطلع إليه ونريد ممارسته والعمل به بمجرد توقف العدوان.
نعم أيها الأخوة.. نريد أن نرى كفاءات، ونريد أن نرى أبناء الشعب يحكمون أنفسهم.
وإن كنا في هذا الوضع وضع استثنائي وضع يحتاج منا إلى أن نغلق آذاننا عن أي إشاعة، إلى أن نحافظ على وعينا الثوري، إلى أن نحافظ على استمرار تفاعلنا الثوري، يجب علينا أن لا نصغي إلى أحد، وأن نعلم أن دول العدوان بكل ما يملكون يحيكون المؤامرات.
من أتى ليقاتلكم هو سيحيك المؤامرة تلو المؤامرة، يجب أن نؤكد على أن تتحد صفوف أبناء الشعب اليمني، فلا يقبلوا بالثارات، ولا يقبلوا أيضاً بإثارة المشاكل، فالله الله في ذلك، وعبركم ومن خلالكم نخاطب محافظي المحافظات أن شكلوا لجانا وانزلوا لإبرام الصلح بين كل القضايا التي تثار، والتي من خلالها يحاولون أن يعودوا إلى الثأر، فما استطعتم إصلاحه يتم إصلاحه، وما لم تستطيعوا إصلاحه فليكن هناك صلح عام إلى أن ينتهي هذا العدوان، واكتبوا بينهم الأوراق، ومن اعتدى فخذوه إلى السجن، فإنه يد من أيدي العدوان وليس من أيدي الشعب اليمني.
أيها الأخوة.. كونوا بفضل الله ومع الله متمسكين بقيادتكم، وقفوا إلى جانب جيشكم، إلى جانب المؤسسة الأمنية والعسكرية، إلى جانب أيضاً أولئك الأبطال من أبناء القوات المسلحة الذين يقفون في كل مكان ليذودوا عن الوطن من شر المعتدي، نقول لكم نحن أيضاً بحاجة إلى مزيد من التوحد، نحن موحَدون ولكن يجب أن تزداد وحدتنا، الآخرون مفرقون فنحن يجب أن يزداد توحدنا لأننا نحمل مشروع يمن، يمن واحد، يمن تغلّب فيه المواطنة المتساوية، يمن يؤمن بحقوق الآخرين، يمن لا يقبل بإلغاء الآخر، يمن يرفض القفز على الآخر، يمن يدعو الجميع كما قال رئيس المجلس إلى المصالحة العامة، هذا هو شعبنا وهذه هي جمهوريتنا وهذا هو يمننا، يمن ديمقراطي نفخر به نفخر بتاريخه، تاريخه العريق في الإسلام، تاريخه العريق في فتوحاته، تاريخه العريق في حضارته، تاريخه العريق في قوته، تاريخه العريق في قيمه ومكارمه وأخلاقه، تاريخه العريق الذي لا يستطيع أحد أن يشوهه.
وما نحن اليوم إلا جزء من ذلك التاريخ نساند شعبنا ونقف إلى جانبه ونقدم كل ما نقدم كثوار ونضحي بكل ما نضحي من أجل المحافظة والحفاظ على يمن مستقل بسيادة حقيقية غير منقوصة، نحن لا يجب على الإطلاق أن نقبل بأن تنتقص سيادتنا ولا أن يُرتَهن قرارنا مهما تكالب علينا الآخرون.
أيها الثوار الأحرار.. سلامٌ عليكم، فأنتم كنتم وقود الثورة ولازلتم شعلتها ولازلتم جذوتها ولازلتم جذورها، وستبقون الحامين لها، وستستمرون بإذن الله تعالى في تقديم كل ما في وسعكم لنجاحها، وحتى ترفرف رايات النصر أكثر نستودعكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رئيس اللجنة الثورية العليا و عضو المجلس السياسي محمد علي الحوثي