في ذكرى انتصار الثورة الشعبيّة اليمنية .
إب نيوز ٢٢ سبتمبر
العظمةُ كُـلُّ العظمة تجلّت في ميادين الثورة، حيثُ احتشدت الجماهيرُ الغفيرة في يوم إحياء الذكرى الخامسة لانتصار الثورة الشعبيّة 21 من سبتمبر، وكتب التاريخُ ما كتب عن عظمة وإرادة هذا الشعب العظيم المعطاء والكريم، الذي أبهر العالمَ كُـلَّ العالم بشموخه وعنفوانه وصموده الذي قلَّ نظيره في المعمورة، كيف لا وهو ذاك الشعبُ الذي إن قلنا عنه إنه أحدثَ معجزةً في تحَرّكه ووعيه صوب التحرّر والاستقلال ورفض التبعية والارتزاق والعمالة، فهذا قليلٌ في حقه؟!، بل نقول إنه المعجزةُ بحدِّ ذاتها، في قرنٍ باتت الشعوبُ فيه راكدةً ومحتارةً لا تعي حجمَ الخطورة، وحجمَ المؤامرات، تركت كتابَ الله وراء ظهرها، وظلّت تركضُ نحو رِكاب الغرب حتى أفقدوها أمنها واستقرارها، وزرعوا في أوساطِها من يعمل المنكرات باسم الإسلام، وأعطوا لها عنواناً تسمّت به عناصرُ الإجرام (القاعدة وداعش)؛ لتكون بعد ذلك ذريعة لأمريكا وإسرائيل لأنْ تحتلَّ الشعوبَ والبلدانَ وتنهب الخيرات والمقدرات، وأصبح واقعاً –للأسف- مخزياً ومهيناً وباتت الشعوبُ تنادي لمن يحتلُّها ويظلمُها ويقتلها وينهب خيراتِها “أنقذونا”، وتطالب من أعدائها السلامَ وهم ليسوا أهل سلامٍ، فالسلامُ كُـلُّ السلام هو في التمسك بالقرآن الكريم وحمل السلاح، والوعي والبصيرة في معرفة العدوّ الحقيقي لهذه الأمة، وسترى الشعوبُ كيف ستتغير الأحداثُ، وكيف يتغير الواقعُ الذي أرادته دولُ الاستكبار لهذه الشعوب.
فإذا ما تحدثنا عن الشعب اليمني الذي تحَرّك ولا زال يتحَرّك صوبَ الحرية والخلاص من الذلة والمهانة والاستعمار والخنوع والتبعية والعمالة والارتزاق، وفِي ظل العدوان وللعام الخامس على التوالي من الصمود والثبات، إنه فعلاً حقّق هذه الأهدافَ، وأسقط المؤامراتِ وأفشلها وحطّم المشروعَ الصهيو أمريكي، وانتصر على أعتى التحالفات والتكالبات الدولية التي لم يحصل مثلها في التاريخ.
وبالتالي تجلّت العظمةُ لإرادة هذا الشعب العظيم والمعطاء التي لم ولن تنكسرَ، وبرهن هذا الشعبُ ذلك من خلال الحضور المليوني والقوافل الكبيرة التي قدمها كُـلُّ أبناء الشعب بكل أطيافه؛ ليثبت الشعبُ أن هذه ثورتُه، وليست مستوردةً من الخارج، وأنه الداعمُ الأولُ والأخيرُ لهذه الثورة من خلال القوافل الغذائية التي يقدمها بشكلٍ مستمر منذ انطلاق شرارة هذه الثورة حتى اليوم.
الشعبُ اليمني العظيم رسم صورةً فتوغرافيةً رائعةً في ميادين الثورة في يوم إحيائه ذكرى انتصار الثورة وانتصار إرادته، فكان حقاً شعباً عظيماً ومعطاءً، يتحَرّك بزخمٍ شعبي كبير، أشعل للثورة جذوتها من جديدٍ، وأعاد لها رونقَها ووهجَها ونورَها الذي أضاء كُـلَّ البلاد.
في المقابل كان العدوُّ يظن من خلال عدوانه على بلدنا أنه سيستطيع أن يُخْضِعَ الشعبَ، ويثنيَهم عن المضي في مشوار التحرّر والثورة، لكنه تفاجأ بهذا الزخم الشعبي الكبير وهذا الحضور غير المسبوق، الذي أرسلَ الرسالةَ البالغة للعالم أجمع مفادُها: (إنَّ هنا شعباً يمنياً عظيماً، وهذه ثورتُه وهذه إرادتُه، وعليكم احترامُ هذه الإرادة وهذه الثورةِ الشعبيّة، التي ليس لها امتداد لأي أحد ولا لأي طرف في المنطقة والإقليم، أهدافُها شعبيّةٌ وطموحاتُها وطنيةٌ، تخطّت كُـلَّ الأُطر المذهبية والمناطقية والطائفية، وجمعت الشعبَ كُـلَّ الشعب حول هدفٍ واحدٍ هو “الحرية والاستقلال والتخلص من التبعية والارتهان” والمضي صفاً واحداً لتحقيق هذا الهدف)، وقد تحقّق بفضل الله حتى وإن استمرت أمريكا وإسرائيل وعملاؤهم في عدوانهم الظالم على اليمن أرضاً وإنساناً.
الزخمُ الشعبي المليوني الذي احتشد اليوم أسقطَ كُـلَّ الرهانات والمؤامرات، وأكّـد أنَّ الشعبَ صفاً واحداً لا يفرقه أيُّ مفرِّقٍ، حتى وإن صببتم أيها الغزاةُ والمحتلّون جامَ حقدكم، وقصفتم بالآلاف من الغارات، وقتلتم من قتلتم ودمّــرتم ما دمّــرتم، وفرضتم حصارَكم الاقتصادي الجائر، ووجهتم كُـلّ أبواقكم الإعلامية الظلامية صوبَ الداخل؛ لتعملَ على التأثير على الوعي الشعبي والثوري فتتأثر جبهةُ الصمود الداخلية. واستجلبتم ما استجلبتم من عناصر الإجرام من القاعدة وداعش، وشركات القتل والإجرام والمرتزِقة الجنجويد وغيرهم من شُذّاذ الآفاق، وأنفقتم ما أنفقتم من الأموال الطائلة في شراء الولاءات وصفقات الأسلحة، وكلُّ هذا تحول حسراتٍ عليكم وندماً وخيبةَ آمال وفشلاً أيَّما فشلٍ، وأصبحتم تبحثون عما يحفظ ماءَ الوجه؛ لكي تخرجوا من هذا العدوان وترسموا ماهيةَ سيناريو النهاية.
لكنَّ السُّنة الإلهية الحتمية هي نهايةُ الطغاة والمجرمين بما اقترفته أياديهم الإجراميةُ من قتل وإجرام وتدمير وتكبُّر وغرور، وما يحصل في واقع العدوّ الداخلي من التفكك والتشرذم والضعف والوهن، وانعكاسُ عدوانهم على اليمن وارتدادُاه على واقعهم الداخلي خيرُ دليلٍ على انتصار إرادة الشعب اليمني العظيم.