من منهجية وعلى خطى ( من أحب الحياة عاش ذليلا )
إب نيوز ٢٣ سبتمبر
بقلم/ أمل المطهر
ليست بالمصادفة أبداً ونحن نقارع أعتى قوى الظلم والاستكبار.
أن تهب علينا نسائم ذكرى ثورات كانت من أعظم وأطهر وأقدس الثورات فمن إحياء ذكرى ثورة الأمام الحسين في كربلاء إلى ذكرى ثورة الإمام زيد بن علي عليهما السلام ثورات بقيت ودامت واستمرت حتى يومنا هذا وقوداً للأحرار ومنهجية لكل الشعوب الثائرة.
وها نحن الآن نرى الشعب اليمني يمثل تلك الثورات ويعيشها بكل تفاصيلها وشخصياتها فمن يتأمل لواقع ما يجري على الساحة من أحداث سيرى أمامه زيداً بقوة إيمانه ، بشجاعته ، برفضه للضيم ؛ سيرى أصحاب زيد في إستبسالهم وثباتهم ووعيهم ، وسيرى أيضاً المتذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى أولئك ؛ وسيرى المتخاذلين والمثبطين من الرجال والنساء لكل الأحداث ، وتعود من جديد دروساً وعبراً علنا نعتبر.
كل ماحدث إبان ثورة الإمام زيد رأيناه في اليمن ومن الممكن أن نراه أيضاً في مكان آخر غير اليمن ففي كل أرض هناك زيد وهناك هشام ، سنة إلهية للدفع ليبقى الحق واضحاً نقياً بدون لبس الباطل وزيفه .
فلو لم يثر الإمام زيد ويغضب لرسول الله ؛ ولو سكت الإمام زيد حينما تعرض اليهودي لرسول الله لما كنا سنرى الآن الملايين في اليمن يثورون في محبة رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله ويخرجون لإحياء ذكرى مولده بتلك الهيبة والمحبة فقد أفشل الإمام زيد مخطط كان يستهدف شخصية النبي لنزعه من القلوب وإخفائه من النفوس لكن غضبه وثورته لله ولحدوده أعادتا الحمية مجدداً إلى النفوس الباهتة.
لو لم يثر الإمام زيد ويصدح بها عالياً في وجه الطاغية هشام بن عبدالملك
(والله ياهشام لن تجدني إلا حيث تكره)
لما رأينا ابناء الشعب اليمني في كل موضع يغيض العدو فقد اكتسبوا من تلك الجملة ومن ذلك القسم دروساً عظيمة ،
صنعت منهم رجالاً مؤمنين أشداء لايقبلون بالمداهنة مع العدو ولا التلون بلونه ولا يعرفون المسايسة .
فوجدهم العدو في ساحات الثورة حيث يكره أحراراً كرماء لم يقبلوا بأن تكون ثورتهم صورية مزيفة بل أرادوها زيدية حسينية بمنهجيتها وأهدافها وألّقها فكانت ثورة خالدة بخلود قادتها وثابتة بثبات مبادئها.
وهانحن الآن نرى دروس الإمام زيد وملحمته وثورته تتجسد أمامنا آيات حية رؤى العين.
فهاهي (والله ماكره قوم قط حر السيوف إلا ذلوا ) تتجلى لنا ، آية حية تحكي لنا في كل جبهة حكايا الأبطال الذي يقارعون الظلم وينتصرون للإنسانية ويصنعون سلامهم ويرفضون إذلالهم.
ونراها في حال الشعوب التي تبحث عن السلام بين رفاثها وهي تجمع أشلائها المبعثرة في زوايا الأمم المتحدة وسيفها صدىء في غمده وتبحث عن العزة والكرامة بين أقدام الطغاة المستكبرين فأصبحوا من خوف الذل في ذل أكبر وأنكى .
وهاهي ذي (من أحب الحياة عاش ذليلا ) تنغرس في نفوسنا عشقاً وحباً للحياة الخالدة فنرى قوافل شهداؤنا تتوافد لتحيي تلك المقولة في كل النفوس وترشها عطراً يملاء الأرجاء وثقافة عظيمة تؤسس الكرامة والعزة لكل الشعوب .
ثورات امتدت في خيط واحد لتصل إلينا دروساً ورموزاً تأصلت بدماء العظماء من آل بيت النبي الأكرم لتطوف ساحات الثورات وتحيي الهمم وتصنع الأبطال في الأزمنة.
وهانحن في أرض الإيمان اليوم نحيي زيداً ونسير بزيد ونواجه بزيد
فيارب (هذا الجهد وأنت المستعان)
#اتحاد_كاتبات_اليمن