ذكرى استشهاد حليف القرآن الإمام زيد بن علي عليه السلام .
إب نيوز ٢٤ سبتمبر
بقلم لطيفة العزي
من وحي زيد سيكون لقلمي ذكر لتلك الشخصية القرآنية العظيمة التي ستظل ذكراه منهلا للنور وبيان يتلى عن قوة الحق ومن يمثلونه عبر التاريخ.. مع شخصية الإمام زيد عليه السلام الذي تحرك من واقع مسؤولية ليخرج الأمة الإسلامية من واقعها المخزي إلى نورٍ سرمدي ابدي وإلى إيمان حقيقي، فدعى الأمة جميعها ولم تنحصر دعوتة نحو من حوله؛ بل كان هدفه ومبتغاه الإمة بأكملها فقد قال عنه الإمام محمد النفس الزكية : “أما والله فقد أحيا زيد بن علي مادثر من سنن المرسلين وأقام عمود الدين إذ اعوج ولن نقتبس إلا من نوره وزيد إمام الأئمة”.
دعوة الإمام تحت شعار (إنا ندعوكم أيها الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه)
وهي توحيد مجاميع الأمة الإسلامية حتى يكون لها العمود القوي على مر الأجيال وحماية الأمة الإسلامية من الثقفات المغلوطة التي سعى لها الكثير من ملوك الشر في ذلك الوقت جمع من الحواس اقواها فهو الشخصية التي نهضت بعد حادثة كربلاء بعد إن أنتهكت بني أمية حرم الدين وقاموا بقتل ما تبقى من العترة الطاهرة عليهم السلام، وهو من أخرج الأمة من واقع السكوت إلى واقع الصدع بالحق وعدم الخوف من مواجهة الباطل، دعا الأمة إلى المشروع العملي وهو الجهاد في سبيل الله ومقارعة الظالمين في تلك الفترة..
تحت الشعار العملي للجهاد وإلى جهاد الظالمين والدفاع عن المستضعفين وقسم الفيء بين أهله؛ ورد المظالم؛ ونصرنا أهل البيت على من نصب لنا الحرب..
وكان الهدف الأعظم هو تأسيس دولة إسلامية قوية بالحق، وقادرة على الوقوف في وجه الأعداء.. وقد حرص الإمام زيد عليه السلام على دعوة المسلمين إلى الجهاد في سبيل الله لتخليصهم من الواقع المرير الذي كانوا يعيشونه، ولكن زيد أبى السكوت والتراجع في ذلك الزمان ودعا الجميع ولم تقتصر الدعوة على أحد ليستنهظ الأمة وعلمائها..
▪”فسارعوا عباد الله إلى الحق”
اي إلى للجهاد في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتكوين الأمة التي امرنا الله تستطيع القيام بدورها الرسالي، وعدم الخوف من احد ومواجهة الظالمين بكل قوة، وهذه الذكرى لا تعود علينا بالحزن بقظر ماهي فرصة لأخذ العظة والعبرة من هذه الشخصية التي جسدت الوعي؛ والبصيرة؛ ودعت إلى سبيل الله بوعي، والبصيرة البصيرة؛ التي تجعل من الشخص البسيط أمة عظيمة عندما تصقل الروحية بالإيمان وتهذب الروح بالجهاد، وتتربى النفس على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فسيكون لها الدور الفعال في تغيير من واقع الأمة عندما ناخذ درس من الامام زيد عليه السلام في التضحية والأخلاص للأمة بالروح الإيمانية التي أنطلقت مع الله وتقربت إليه والعمل بالقرآن الكريم وتهذيب الروح بالآيات التي قال الله عنها انها شفاء وهدى، وبذلك فاننا سنكون أمة قوية ومترابطة تعمل بالقرآن الكريم فلا تقهر..
يجب علينا ان نحمل روحية زيد في كل زمان ومكان.. وكما واجه الإمام زيد عليه السلام الطغاة الأمويين ها نحن نواجه طغاة هذا العصر مستمدين من الإمام زيد تلك الروحية الجهادية العظيمة، فنثبت كما ثبت زيد عليه السلام، فثورته مستمرة حتى اجتثاث الظلم وأقامة القسط..