كاتبة لبنانية : سيدي يا صاحب الزمان، هل تسمع أنين أطفال اليمن؟؟
إب نيوز ٢٦ سبتمبر
رسالة من أطفال لبنان إلى أطفال اليمن
أيُ قلبٍ يحملُ يا مولاي؟
أيُ حزنٍ أبثُ إليك وأيُ شكوى؟
أترانا، أتسمعُ صيحةَ الرضع وصراخ الطفولة؟
أدركنا سيدي فقد جار علينا الزمان..
أدركنا فلك الشكوى يا إمام الزمان..
ضاق الصدرُ أيها الملاك، فأخبرني..
أخبرني عن جرحِ الطفولةِ عن حكاياها..
ما جرمهم؟ وأيُ ذنبٍ اقترفوا؟
أرأيت تلك الصرخات؟
كيف كان الوداع؟
هل حقًا انتهت الحكاية؟
كيف أسدل الشر ستارةَ العمرِ دون رحمة؟
آهٍ، ما أقسى قلوبهم!
أيُ لعنةٍ حلّت بهم ليحطموا بريقَ الطفولةِ في لحضةٍ غابرة؟
هل باتت حافلةُ المدرسةِ في بلادنا آليةً عسكرية؟ وهل يا ترى باتُ الأطفال عسكرًا وجنودًا؟
أين الثائرُ المنتظر؟ أين الثائر لدمعِ اليتامى لقهرِ الطفولة لأسياد القتل والإرهاب؟
تعالوا يا أحبتي..
اجلسوا هنا،
دعوني أحدثكم عن تلك الرحلة،
عن رحلةِ اللاعودة..
لم يكن صباحهم ككلِ الصباحات، فهم لم يناموا، كانوا يعدون العدة لرحلة الغد.
أشرقوا قبل الشمسِ وانطلقوا
كانت الضحكاتُ تسابقهم لعروجِ الحافلة
جلسَ زيدٌ الى جانبِ أحمد
وعليٌ إلى جانبِ محمد
وكان كلُ شيءٍ على ما يرام
أخبرهم المدرسُ أن رحلتهم تلك تكريمًا لهم، لإجتهادهم ولتفاعلهم خلال البرنامجِ الصيفي..
رحلتهم لم تكن في وطنِ الحربِ إلى منتزهِ الألعاب أو إلى حديقةِ الألعاب..
رحلتهم كانت إلى مسجدٍ أدوا فيهِ آخر الصلوات.. وقرأوا فيهِ آخر الآيات..
وقبل العودة، توزعوا في باحةِ ذلك المسجد ليأدوا السلام على حضرةِ الشهداء، على شهداءٍ سقطوا دفاعًا عن مدرستهم، عن طفولتهم..
على شهداءٍ، بعضهم أباءُ أولئك الصبية، الذين كما أباؤوهم الشهداء فتيةٌ أمنوا بربهم وقُدِّرَ لهم كذلك الشهادة..
وانطلقوا في رحلةِ العودة..
ولكن الحافلة توقفت…
توقفت لشراءِ مرطباتٍ باردة تروي عطشهم..
عطشٌ ظنّه البعض سيروى، ولكن…
قصفت الحافلة،
قصفت الحافلةُ بصروخٍ عدوانيٍ غاشم،
بصروخٍ سعوديٍ أمريكيٍ حاقد..
هكذا تبيعُ أمريكيا والصهاينةُ أسلحةً لقتلنا
وهكذا تشتري السعودية تلك الأسلحةُ لتميتنا..
قصفت الحافلة..
واحترقت..
احترقت الحقائبُ والمقاعدُ والأماني وتلك الضحكات..
من هنا من جنوب لبنان المقاوم
علا صراخُ أطفال قانا والمنصوري من جديد
يسألون، لما ؟ وبأيِ ذنبٍ؟ ومن يثأئر؟
سلامُ الله على أطفال ضحيان اليمنية
سلامُ الله على أطفال قانا اللبنانية
سلامُ الله على طفولةِ مجهولةِ الهوية
حقائبهم الزرقاء تلك ستشهد
سيحكي هيكلُ الحافلةِ ﻷطفالِ العالمِ حكايتهم
وسيعودُ في القريبِ العاجل الإمامُ الغائب ليثأر
في أوطاننا تمنحُ الطفولةُ صواريخًا وقنابل
في أوطاننا تحرمُ من أقلامِ التلوين والأفلام الإلكترونية لتستبدل بشظايًا قاتلة وهديرِ المدافع والمدرعات والطائرات،
من هنا، نرسلُ أملًا ودعاءًا متواصلًا لكلِ طفلٍ يمنيٍ يقتلُ دون رحمة
نحنُ أطفالُ لبنان،
لم تسعفنا الحربُ يومًا
لكننا لم نخفْ
مضينا على دربِ المقاومة
فتحقق النصرُ وتحققت الحرية
النصر قادمٌ لا محال
والمهديٌ عائدٌ ليثأر
سيثأرُ ﻷطفالٍ يتعرضون للقتل، للتجويع، للأمراض..
لأطفالٍ يحاصرون ويحرمون من التعليم والترفيه والطعامِ والعلاجِ والطبابة
سيعود الإمام ليثأر لهؤلاء الأطفال..
سيثأر لأطفال اليمن!!!
الكاتبة اللبنانية /بتول عرندس