هي دماء حمراء وليست نفطا أسود ليضج عالم النفاق ويخرج عن صمته المطبق!!.
إب نيوز ٢٧ سبتمبر
كتبت/جهاد اليماني
على مدى مايقارب الخمسة أعوام وطائرات العدوان المسعورة تحلّق تلقي حممها وتفرغ شحنات غضبها على منازل البسطاء ودور المستضعفين؛ فتتناثر الأشلاء، وتتفحم الأجساد، وتتدفق الدماء؛ وتضج أرواح ذوي الضحايا، تتقطع أكبادهم، تحترق دموعهم؛ يتجهون لجبار السماوات والأرض قاصم الجبارين ناصر المستضعفين؛ يجئرون إليه بالشكوى، ينادون:رباه أنت الشاهد وأنت الرقيب وأنت الحكم بيننا وبين القوم الظالمين، رباه أرواحنا بيدك وأنت بارئُها ومالكها فكيف ياسيدنا ومولانا أعطى هؤلاء الحق لأنفسهم في انتزاعها…
ونتابع تلك المشاهد؛ بوجعِ ِ كبير وأسىَ َُ َعميق.. وغالباَ َما نتجه لأقلامنا لنُلقي بعض الوجع المتكدس في الأعماق على السطور،ولدينا ثقة مسبقة أن كلماتنا لن تكسر جدار الصمت، ولن توقظ الضمائر الغارقة في بحارالنفط؛ فطالما ضجت الكلمات، وانحطت وتأوهت ونزفت؛ حتىى جفّ المداد واحدودب القلم، وتجعّدت الصفحات؛ لحرارة ما سُكب عليها من دمعِ ِ ووجع..
ويبقى صوت الدماء هو الأعلى، وحديث الأشلاء هو الأكثر وضوحاَ َ وارتفاعاَ َ ويظل العالمُ الأصم الأعمى المتشحُ بعار الذلة والمهانة والارتهان غارقاَ َفي صمته لا يرى ولا يسمع ؛ فهذه حسب معاييره المادية واللإنسانية-دماءُ ُحمراء تتدفق في الأوردة والشرايين، وتنبض بها قلوب البسطاء والمستضعفين، وليست قطرات نفط تشغّل الآلات والمصانع وتدر المال المدنس؛ لِيضجَ ويدينَ وينوحَ ويخرجَ من صمته المطبق.
من هنا ونظراً لغطرسة العدوان وحمقه وكبريائه واستخفافه بدماء اليمنين ،ونظراَ َلتجاهله واستهتاره بكل المبادرات التي تطلقها القيادة الثورية والسياسية بين الحين والآخر؛لا ضعفاَ َولا وهناََ -بل إقامةَ َللحجة وبرهانا على حسن النوايا..
ونظراَ َلنفاق العالم وقبحه وتبلّده؛ كان لزاما على قوتنا الصاروخية وطيراننا المسير-الرد المزلزل والثأر لدمائنا النازفة المراقة، الأغلى من كل سلاطين الجور، وأراذل الكون وسفهاء العالم..
نعم لِتستمرَ الضربات الموجعة ؛ والرد المزلزل المشروع ؛ليهدأ ضجيج الأرواح وتطيب بعض الجراح؛ بسماع نواح المنافقين وبكاء الساقطين الخارجين من دائرة الكرامة والإنسانية..
لِتستمرَ المنازلة والمواجهة؛ حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين.. وهو نِعم المولى ونعم النصير.. وسيعلم الذين ظلموا أي
منقلبِ ِينقلبون.