ثــورة الإمـام زيد شمعةٌ لا تنطفىء.

 

 

إب نيوز ٢٧ سبتمبر

بقلم/غيداء الخاشب.

الإمام زيد بن علي بن الحسين _عليهم السلام_ تجسدت فيـهِ كل معاني التضحيـة والشجاعة.

لهُ مواقف عدة تحكي عن بطولاته وثقتهِ المطلقة بالله ومنها قولِـه لأحد حكام بني أمية “هِشام بن عبد الملك” : (إتّقِ اللـه ياهِشام)؛ حيثُ كان هِشام يقول بتستكبار وغرور “والله لو قال لي أحدٌ إتقِ الله لقطعت رأسه”.
حاكم ظالم مستبد كأجداده يزيد ومعاوية ، لكن الإمام زيد لم يخش أحد وواجه طاغية من أكبر طواغيت بني أمية لذلك العصر.

لو تأملنا في هذا الموقف فقط لوجدنا دروسًا مهمة، أبرزها ضرورة مقارعة الباطل، وعدم الخوف من قول كلمة الحق مهما كان حجم التحديات.

وهو القائل : (والله مايدعني كتاب الله أن أسكت).
بمعنى أن السكوت عن الباطل ودحض الحق ليس من توجيهات الله، ولا من السلوك الإيماني، ولا من أخلاق النبي المصطفى وآل بيته، إنما يجلب الذل والخضوع ويولّد حالة اللامبالاة بما يحدث لأمتنا الإسلامية بشكل عام، ومايحدث لبلدنا من جرائم بشكل خاص.

ومن خلال تتبعنا لسيرة الإمام زيد_عليه السلام_ أنهُ أحد أئمة آل البيت، لم يرضى بحياة الذل ولم يستطع السكوت عن الباطل فتبنى ثورة سائرًا على نهج جده عنوانها (من أحب الحياة عاش ذليلا). ومن المعروف أن بني أمية اشتهروا بالظلم واستعباد عباد الله وتسخيرهم لخدمتهم والانحراف عن الشريعة المحمدية . ونتيجة خوفهم على المناصب والسلطة، كانوا يضمرون العداوة لآل البيت لأنهم كانوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، فكان القضاء على آل بيت رسول الله هو هدفهم الذي يسعون فيه لإطفاء نور الإسلام الحقيقي وإسكات صوت الحق.

فكان الإمام زيد بمثابة شمعة أضاءت في عصر الظلام والطغيان، وكان نموذجًا يحتذى به في الأخلاق والقيم، لدرجة أنه سُمي بحليف القرآن وقيل أنهُ عندما كان يتلو القرآن بتمعن يغمى عليه من الخشية.

كما ذُبح وظلم الإمام الحسين كذلك فُعل بإلامام زيد، لأنهم واجهوا فلول الظلام والنفاق ذاتهم ؛ معاوية ويزيد ومن لحقهم إلى يومنا هذا.

أستشهد الإمام زيد_عليه السلام_ في الخامس والعشرين من شهر محرم على يد حكام بني أمية المجرمين، ومثّلوا بجثته الطاهره وصلبوه ثم أنزلوا جثته وأحرقوها وذروا رمادها المتبقي في نهر الفرات وذلك من شدة حقدهم على الإمام العظيم. ولايزال أثرهُ وجهادهُ فيهم يغضبهم حتى اليوم ؛ ويجعلهم يكرهون الحق وأهل الحق.
فحياته وإستشهاده “عليه السلام ” تغذي البصائر ،و تحفّز الهمم، وتدفعنا إلى الجهاد الحقيقي.

حان الوقت لاستلهام العبر من تلك المواقف البطولية الجهادية وتلك الثورة العظيمة ، وأن نجعل أثار زيد وثورته خالدة في نفوسنا . فما أحوجنا في هذا العصر برجالٍ عظماء كأمثال الإمام زيد، ينذرون حياتهم في سبيل الله وسبيل الحق ونصرة المستضعفين ومقارعة الظالمين ، وهاهو السيد القائد ومن خلفهِ رجال اليمن المؤمنين يحذون حذو الإمام زيد ويتحركون على ضوء شمعة ثورة الإمام زيد التي لاتنطفىء ويحملون أراوحهم على أكُفهم لايخشون أحدًا إلا الله ولايحسبون حساب لطاغوت العصر المتمثل بأمريكا وإسرائيل وأذنابهم مهما بلغت قوتهم وجبروتهم.

سنظل ماحيينا على نهج الإمام زيد وعلى ضوء شمعة ثورته وسننطلق بإنطلاقته وحركته، وندافع عن ديننا ومقدساتنا الإسلامية حتى يأذن الله بالنصر والله غالبٌ على أمره .

You might also like