26 سبتمبر..هل هي ثورة أم مؤامرة خارجية؟!
إب نيوز ٢٩ سبتمبر
بقلم/إكرام المحاقري.
سميت ثورة وعيد وهناك من قال عنها ثورة شعبية ضد الضلم والإستبداد، وهناك من قال بأنها انقلاب عسكري ضد الحكم الإمامي الملكي التعسفي، وهناك من وصفها بالمؤامرة الخارجية على اليمن وأملا بما في جعبته من الدلآئل الواضحة في كثير من التحليلات والبحوثات.
فهذه التحليلات قد ربطت مابين واقع اليمن قبل مايسمى ثورة ال 26 سبتمبر 1962م/ومابعدها وحسب لذلك إقصاديا واجتماعيا ودوليا وما الآثار الجانبية المهولة التي خلفها هذا التاريخ لواقع اليمن كدولة كانت آنذاك ذات مكانة عالمية في أكثر من مستوى “سياسيا وإقتصاديا وعسكريا.
وكأن معادلة ثورة ال 26 سبتمبر معادلة منحرفة عن خط الثورة الحقيقية والتي يجب أن تولد من رحم معاناة شعب وضياع سيادة الدولة وشتات قرارها السياسي والسيادي، كما يجب أن تتفجر في وجه الظلم والاستبداد كما حدث في ثورة الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء ، وثورة الإمام زيد عليه السلام آنفا، وثورة ال 21 من شهر سبتمبر المجيد في الوقت الحاضر ومالها من اهداف عزيزة انتشلت اليمن من حضيض القرار إلى قمة الحرية ولكل ذلك ثمن معروف.
دعونا نتامل في واقع اليمن قبل أحداث 26 سبتمبر، وبعد التامل المنصف هل يجد بتاريخها أن يكون يوم عيد !؟ وهل تحتفل الشعوب بيوم سقوطها!؟
قامت ثورة ال26 من سبتمبر واليمن آنذاك تمتلك أول طيران مدني في شبه الجزيرة وثالث إذاعة على مستوى الوطن العربي ! وكان اليمن عضو مؤسس بجامعة الدول العربية وعضوا بالأمم المتحدة ، عضو في أكثر من منظمة عالمية !
والأهم من كل ذلك كان اليمن آنذاك بلد مكتفيا ذاتياً لم يكن يستورد أي شيء بتاتا عدا “القاز” ، وفوق كل هذا كان يصدر القمح والبن للعالم !!
كان المواطن اليمني يدخل أكثر دول العالم دون فيزة أو تأشيرة ، كانت العملة اليمنية بقيمة الجنيه الإسترليني أيامها!
أما دويلات الخليج آنذاك كانت عبارة عن خيمتين وخمسة جمال وبدو ، ودولة ماليزيا كانت غير ذي كيان ووجود ولا يوجد بها حتى مشروع واحد للتنمية والإزدهار.
ومع هذا قامت الثورة المباركة على الكهنوت!! من آجل أن يعملوا لليمنيين “سينما” ويتعلم اليمنين لبس البنطلون بدلا من الثوب أو القميص آنذاك! وكأن التطور والتمدن يكمن في لبس البنطلون ومشاهدة أفلام السينما!!
ونجحت الثورة المجيدة واعترف بها العالم ، وبعد ستين سنة كيف أصبح واقع اليمن ؟! نص الطيران اليمني أصبح بأسم السعودية!!
لم يعد لليمن عضوية ولا إذاعة !! ميناء المخاء عاد لتهريب اللبقة والمشروبات الروحية ! القمح أسترالي ، الدقيق أمريكي ، حتى البن برازيلي!! أصبحنا نستورد كل شيء من الخارج حتى الملاخيخ !!
المواطن اليمني لم تعد له كرامة في كل دول الخارج العربية والأجنبية ، طبعا هذا إذا قبلوه في أراضيهم!! والريال اليمني أصبح في الحضيض ومن سيئ إلى أسوء !! حتى السينما والسراويل التشالستون لم يعد لهن وجود !!
في المقابل ، دويلات الخليج أبراج وإقتصاد وطرقات وتجارة ومكانة بين الدول في العالم ، أما ماليزيا حدث ولاحرج ، ونحن كنا سابقين لهم بعشرات السنين! الأن أين اليمن وأين أولئك ؟!
هل هناك من يتحدث بلسان الإنصاف!؟ جاءت الذكرى 57 واليمن تحت خط الفقر وتحت الوصاية الأممية وتحت البند العاشر!؟ دماءه تسيل كانها جارية من آجل كسب حرية قراره، وكل شئ فيه بدأ من درجة الصفر من آجل بناء دولة اليمن كدولة مستقلة في جميع الاتجاهات!!
فمن يجهل التاريخ يجب عليه ان يقرأه بكل تمعن ولا نغتر بالمسميات ونحتفل بيوم هو يوم سقطت فيه نخوة اليمنيين ، يوم أعدم فيه عديد كبير من العلماء الاجلاء بدون أي ذنب!! يوم تمكن فيه المحتل المصري وتمكن من رقاب اليمنيين في مخطط سابق لليد البريطانية والتي كشفت عن نفسها مؤخرا.