نشعر بالحزن لرحيل #روسيف امرأة #البرازيل الحديدية التي تحدت الغطرستين الامريكية والاسرائيلية وقصتها نموذج للمقاومة
إب نيوز 12 مايو
نشعر بالحزن والام لرحيل السيدة روسيف امرأة البرازيل الحديدية التي تحدت الغطرستين الامريكية والاسرائيلية.. انها ضريبة المناضلين الشرفاء.. وقصتها نموذج للمقاومة
كان منظرا محزنا.. المرأة الحديدية في البرازيل، ديلما روسيف، تجمع اغراضها الشخصية، وتغادر قصر الرئاسية، فاتحة المجال لنائبها ميشال تامر، اللبناني الاصل، الذي طعنها في الظهر، عندما طلب من نواب حزبه حرمانها من الثقة في البرلمان، لكي يحل محلها لمدة ستة اشهر على الاقل، ريثما تتأكد نهائيا ادانتها بتهمة الفساد.
من يقرأ كلمة “الفساد” يعتقد ان الرئيسة روسيف غارقة في نهب المال العام، واقامة القصور، وامتلاك حسابات سرية، ولكن الواقع نقيض لذلك تماما، فالتهمة الموجهة اليها هي “التلاعب في ارقام الحسابات العامة لاخفاء العجز في الميزانية”، وهي خطيئة سياسية ارتكبها كل الرؤساء قبلها، ولم يتعرض اي منهم لما تعرضت له.
انه “انقلاب دستوري” ضد هذه السيدة المناضلة التي حاربت الديكتاتورية في بلادها، وتعرضت للسجن والتعذيب بالصعقات الكهربائية، ورفضت التخلي عن قيمها ومبادئها، واستمرت في العمل السياسي في اطار الحزب الاشتراكي اليساري حتى وصلت الى قمة السلطة في بلادها، بعد ان تتلمذت على يد استاذها لولا داسلفا، العامل البسيط الذي قاد الطفرة الاقتصادية في مطلع الالفية الحالية، التي وضعت البرازيل في مصاف القوى الكبرى.
سوريف مثل هوغو تشافيز (فنزويلا)، ايفو موراليس (بوليفيا)، دانيال اورتيغا (نيكاراغوا)، تمثل الجيل الاشتراكي من زعماء امريكا اللاتينية الذين تحدو الغطرسة والهيمنة الامريكية، وانتصروا للطبقة الفقيرة المسحوقة، وعانوا الكثير بسبب هذه المواقف.
الرئيسة سوريف ضحية مؤامرة امريكية اسرائيلية مزدوجة، لانها وقفت مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في مواجهة الارهاب الاسرائيلي، وايدت بشدة قيام دولة فلسطينية مستقلة، ورفضت ان تقبل بتعيين داني ديان، احد ابرز قادة المستوطنين اليهود، سفيرا لدولة الاحتلال في البرازيل، وهي خطوة نادرة في عالم الدبلوماسية، وتسجل سابقة وعرفا في هذا المضمار، تحتذيها دول اخرى، تؤكد عدم شرعية الاستيطان، وعدم القبول بالمستوطنين كسفراء.
روسيف غادرت القصر الجمهوري مكرهة، وبعد مقاومة شرسة، وهي المرأة التي كانت الاولى التي تصل الى هذا القصر لدورتين في انتخابات شفافة، واستحقت ان تصفها مجلة “فوربس″ بأنها واحدة من اقوى سبع نساء في العالم.
شوهدت الدموع في عينيتها قهرا، وهي تودع العاملين البسطاء الذين اكد معظمهم انهم سيغادرون معها بحثا عن عمل جديد، او حتى البطالة، ولا العمل مع نائبها.
نحن في هذه الصحيفة “راي اليوم” نحترم الديمقراطية وقراراتها، ولكننا نشعر بالحزن لهذه النهاية للسيدة روسيف، نصيرة الشعوب المقهورة والمدافعة عن قضاياهم في مواجهة الاستكبارين الاسرائيلي والامريكي في ابشع صورها.
سوريف خرجت من القصر حتما، ولكن البرازيل ستدخل ازمات جديدة، وانقسامات حادة، وهذا ما يريده خصومها في واشنطن وتل ابيب.. ونأمل ان تعود اليه، وان يكون خروجها مؤقتا.
“راي اليوم”