عفوا لقد سقطت الأقنعة … بقلم عماد عبد الحى الأطير
إب نيوز 12 مايو
إن الوضع يزداد تعقيداً فى مصر يوماً بعد يوم فكلما نعتقد أن الأمور تسير فى الإتجاه الصحيح ونحـــو الاستقرار ونشاهد رئيس يقوم بإنشاء مشروعات واستصلاح أراضى ومحطات كهرباء وتوفير السلع الأساسية وإصلاح الطرق ، نجد رجاله يغعلون أشياء تضعه فى حرج وورطة كبيرة مع الشعب .
هذه ليست أول مرة ولن تكون المرة الأخيرة فحقيقة الأمر الرئاسة تعانى من سوء إختيــار فى التشكيل الوزارى وكذلك تحتاج إلى إعادة النظر فى الهيكل الوظيفي لكافة الوزارات لان المشكلة ليست في رأس النظام فقط ولكن في القاعدة أيضاً فيجب عمل إحلال وتجديد في كافة القطاعات ، فكل ما يحدث على أرض الواقع ينهار من قلة حكمة وخبرة تلك الجهات .
فموضوع أزمة الصحافة والداخلية ينبهنا إلى شيئــــاً خطير وهو إن الداخلية ما زالت تتعامل بعقليه عاف عليها الزمان فهى لم تمتلك الحكمة فى التعامل مع النقابات بداية من نقابة الأطبـــاء ثم مروراً بنقابة الصحفيين وأخيراً مشكلتها مع نقابة المحامين .
حيث أن الحكمة كانت تقتضى أن يتم عرض الأمر على نقيب الصحفيين أولاً وإعطائـــه مهلة أربعـــة وعشرين ساعة لتسليمهم المتهمين ويكون ذلك من خلال بيان رسمي يذاع على التلفزيــون المصري والسبب في ذلك حتى نقطع الطريق على الطابور الخامس وعلى مرتدى الأقنعة .
قد يحتج البعض ومعه الحق كيف نحن نريد تطبيق دولة القانون ونفعل ذلك وليس هناك أي جهة فــوق القانون ونقابة الصحافة مثلها مثل أى شخص وليس هناك فرق بين الصحفى والمواطن العادى فالكل متساوى أمام القانون فهذا الكلام صحيحاً لو كنا نعيش فى بلد ليس فيها متربصين بها ، وعملاء للخارج هدفهم إنهيار مصر كما أنهارت بعض البلاد العربية من قبلها وأصبحت مفككة وهذا كله من أجل عيون إسرائيل .
فلو نظرنا إلى قائدى المظاهرات الحالية هم مرشحي الرئاســة واللذين سقطوا في الانتخابات الأخيرة فحقيقة الأمر هناك البعض منهم الذى يحتاج أن يعلم إن القناع سقط وعليه ألا يرتدى هذا القناع مرة أخرى لإننا لم نعد فى حفلة تنكرية فالوضع مكشوف والجميع الأن لديه الخبرة والمعرفة لكى يعلم من مع البلد ومن ضد هذا البلد .
أيها الرئيس أنت فى حاجة لتعيد النظر فى معظم الأشخاص التى تحيط نفسك بهم فأنت تحتاج إلى الكفاءة والخبرة والحكمة ومصر بها الكثير ولكن نرى إنك تحصر أختياراتك فى أشخاص معينة هم من يسببون لك الحـــرج أمام الشعب كما نعلم أن هناك تجاوزات من الداخليـــة فى الفترة الأخيرة وتعيش حالـة من التخبط .
وليست هذه الواقعة هى من حركت الغليان بين الداخلية وبين الصحافــة حتى نكون عادلين فى الحكم فقد قامت الداخليــــة بالقبض على بعض الصحفيين من بيوتهم فى حين أخبرت إنها قبضت عليهم فى المقاهى .
ففي كل الأحـــوال نحـن أمام أزمة وكما هــو معروف لدينا إننا فاشلين فى حل الأزمات ومن خـــلال تلك الأزمات يستطيع المندسين من خلق الفوضى وتأجيج المشاعر والأستفادة من الوضع الراهن لذا يجب أن تقوم الرئاسة بإدراك الموقف مبكراً وأن تخرج من البرج العالى وتتحدث إلى الناس وتقوم بحل المشكلة سريعاً .
لإن كل يوم يمر على الأزمة يزداد الأمر سوءاً وتعقيداً ، ويجب على حكماء الصحافة ألا يرضخو لدعوات الخراب والدمار لإن الرئاسة ليست طرف فى المشكلة حتى نلزم الرئيس بالإعتذار وليس هناك مبرر أن نفرض ونتحكم فى إستقالة وزير الداخلية .
فنحن نحتاج إلى تكوين لجنة متخصصة لبحث الأمر والوصول إلى حل وسط يرضى جميع الأطراف للخروج من الأزمة ويجب أن يتفهم الجميع الأمر وليعلموا أن مصلحة البلد فــــوق الجميع فالداخلية لن تستطيع تركيع الصحافة وكسرها لإنها مهنة الأحرار ومهنة من يضع كفنه فى يده .
وكذلك الصحافة لن تستطيع كسر هيبة الدولة وهيبة الداخلية لإنها فى الأول والأخر منظمة هدفها مصلحة البلد والجميع يعمل من أجل رفعة شأن وهيبة مصر لذا علينا جميعاً أن نتعاون للخروج من الأزمة والتفكير فى مصر ومصلحة البلد وأن نبعد عن الشخصنة أو نسمح لأطراف لها مصلحة فى خلق الفتنة والفوضى فى البلد .
شعب مصر أنتم تعلمون الأن من هم الأشخاص التى ترتدى أقنعة الوطنية من أجل أهداف ومصالح شخصية أو مصالح خارجية فأنتم تملكون الخبرة والمعرفة والحكمة لكى تقولون عفواً أيها الخونه أخلعوا أقنعتكم فنحن لسنا فى حفلة تنكرية فلقد إنكشف أمركم ومصر ستظل واقفة شامخة وصامدة أمام كل معتدى أثيم .