ويتساءلون عن النصر العظيم .
إب نيوز ٤ اكتوبر
كتبت / بلقيس علي السلطان
لقد خلدت كتب التاريخ العديد من البطولات والأساطير العديدة ، وتداول الناس عبر الأزمان حكايات وروايات لأشخاص وصِفوا بالأبطال جراء مواقف وأحداث جعلت منهم في نظر الناس عظماء وأبطال يتغنون بهم في كل وقت و حين ؛ لكن هل تبادر إلى عقول أولئك أنه سيأتي زمان يخلد فيه أبطال حقيقيون صنعوا المعجزات والانتصارات التي لا تكاد تستسيغها عقول البعض ممن رأوا في اليمن الفريسة السهلة التي انقضت عليها دول تحالف العدوان ، وسلّموا بأنها منتهية لا محالة ، ولم يتبادر لأذهانهم يوما بأنهم سيشاهدون بطولات أسطورية لم يكونوا ليصدقوها لولا أن الصور والمشاهد تحدثت عن نفسها معلنة نهاية وبداية ، نهاية الاستكبار والهيمنة المتغطرسة وبداية النصر من الله والفتح القريب .
لم تكن عملية نصر من الله محض الصدفة ، ولم تكن مجرد عملية عسكرية سهلة ، بل كانت امتداد لأحداث سبقتها من تطوير لسلاح الجو المسير وللقوة الصاروخية ، وكذلك العمليات النوعية التي كان ينفذها المجاهدين الأحرار ، حتى استجمعت كل القوى لتصنع عملية نوعية فريدة من نوعها جعلت العالم يدور حول نفسه وتعتريه الدهشة من جراء ماشاهده من مشاهد صادمة لمن كان في قلبه مرض ، والذين كانوا ينسبون عمليات إطلاق الصواريخ على مصافي النفط والمطارات السعودية إلى دول لا ناقة لهم فيها ولا جمل في كل مايحدث ، وليس أدل من ذلك سوى عملية نصر من الله الأسطورية والتي لم تدع مجالاً للشك بأن صناعة كل تلك الانتصارات يمنية بإمتياز ، معطرة بعرق المجاهدين الأبطال ومختومة بدماء الشهداء الأبرار .
لقد أطلقت عملية نصر من الله صفارة الإنذار ورفعت البطاقة الحمراء في وجه المتحالفون المتغطرسون الذين لم يدعوا أي وسيلة لإماتة الشعب اليمني إلا واستخدموها ، فمن الغارات التي لا تنتهي إلى الحصار المطبق على أنفاس الشعب ، مروراً باحتجاز الناقلات والمواد الغذائية والتلاعب بأقوات الشعب ، وانتهاءً بالتنازع على الثروات وزرع الفتن بين أبناء الشعب والسعي لأقلمة وفصل محافظات اليمن عن بعضها البعض ، كل ذلك وأكثر كان كفيلاً بإنفجار بركان الصبر اليماني والذي حذر من قذف حممه التي ستحرق قوى العدوان في أماكن موجعة لهم وبالأخص مملكة الرمال وإمارات الزجاج التي ظنت في لحظات غفلتها بأن اليمن لقمة سائغة وسهلة البلع .
فهل آن الأوان لتحالف الشر أن يعي الدرس جيداً ويحمل عصاه ويرحل كما رحل من قبلهم ممن سولت لهم أنفسهم الإعتداء على اليمن ؟
أم أنه لا بد من إعادة الدروس والتي لن تكون كسابقاتها ؛ بل ستكون دروسا أكثر إيلاماً ووجعاً بحجم الوجع والألم الذي طال هذه الأمة التي لن ترضى الضيم وتأبى الخنوع والاستسلام حتى تحقق النصر أو تهلك دونه ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ولله عاقبة الأمور .
.