كهشِيم المحتضِر .
إب نيوز ٦ أكتوبر
الغباءُ السعودي يسقط هيبته في اليمن، وكذا عزله عن الدول العظمى والصديقة له، كما سقط المشروعُ الأمريكي من قبله في العراق وسوريا واليمن، لكن غباء النظام السعودي والإماراتي لن ينتظرَ السقوط المدوي كما ينتظره حليفه الأمريكي، فهو على مهلٍ حتى تأتيهم الصيحةُ اليمنية من الأرض والصيحةُ الإلهية من السماء، فعندها لا تبقي ولا تذر، فالصيحةُ اليمنية التي سمعوها طيلة فترة عدوانهم من تحت أنقاضِ البيوت التي دمروها، ومن الجبال والسهول التي غزوها، ومن الوديان التي ضجّت بألويتهم ومدرعاتهم، ليسمعوا الصيحةَ حتى في مطاراتهم وعواصمهم ومدنهم.
قال الله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ) وقال: (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ) فهذه آيات الله تتجلى لنا بعد قرون من الزمن وعلى أمم ظلمت وبغت وعارضت وقتلت أنبيائها والصالحين منهم، فأهلك اللهُ قومَ صالح الكافرين بالرسالة بالصيحة، فأصبحوا كهشيم المحتظر، وهذه سننُ الله في الكون ونصره لعباده المؤمنين الذين بُغِي عليهم، وتجلياً لنصر الله ووعده لعباده.
عندما انتهت المسرحيةُ الدينية التكفيرية للنظام السعودي الأولى في اليمن وتبخّرت وتلاشت لتأتيَ واشنطن؛ لتصنعَ لهم مسرحيةً عسكرية جديدة يعلنها وزيرُ خارجيتها الجبير من واشنطن بالعدوان على الشعب اليمني، مستخدمين كُـلَّ الأسلحة والتنسيق العسكري والاستخباراتي مع واشنطن وأـجندتها في الأنظمة العربية العميلة، والتحشيد من كُـلِّ دول تحالف العدوان استمرت لمدة خمس سنوات وانتهت بالفشل والهزيمة والإحباط، وسقطت -بالمختصر المفيد- في محور نجران بعملية واحدة وصيحة واحدة.
هذه هي سننُ الله لمن يظلم ويبغي أن يحدث له ما حدث في محور نجران في عملية هجومية خُطِّطَ لها لأشهر، وكانت كفيلة بأن تصل إلى مئات الكيلومترات، ومان النصر للطرف المدافع بقوة الله ومعيته ووقوفه مع الطرف المؤمن بقضيته العادلة؛ لإحقاق الحق وإزهاق الباطل الذي تحول -بجيشه الأسطوري وآلياته الحديثة والمؤلفة في ساعاتٍ وأيام- إلى قوة دفاعية وفاشلة ومهزومة وأسيرة بآلاف الجيوش ومئات الآلياتِ وآلاف الأسرى في نوعية استباقية فيها الدروسُ والعبرُ لكلِّ الشعوب العربية عامَّة واليمن خَاصَّة، وكانت بمثابة صيحةٍ على النظام السعودي وتحالفه يسمعها جنودُه من الأرض والسماء، وتهاوت لسماعها الجبالُ التي يتحصّنون بها وقذفتهم آلياتهم الفولاذية إلى الصحراء، وتهاوت منها بطونهم وآلياتهم ومدرعاتهم أمامَ الجنود الحافية وصيحاتهم وصرخاتهم لتنتهيَ كُـلّ مسرحياته الدينية والضلالية، وفصوله العسكرية والتدميرية الهمجية في اليمن.
العملية النوعية وتداعياتها على الساحة العربية واليمنية تفضح زيفَ وجرائمَ السعودية وغزوها على الشعب اليمني وتدميره وعدم قدرة حماية مملكتها المتهاوية، وكشفت الحقدَ الدفين الذي موله النظامُ السعودي من دار العلم والمدارس التكفيرية بدماج وكتاف آنذاك، وأغلب المناطق اليمنية لغزوها بالتضليل والتكفير إلى دار الغزو والمتارس والعدوان على أبناء المناطق اليمنية والسعودية للقتل والتهجير.
وما شاهدناه في مشاهدِ قتلٍ للأسرى اليمنيين والسعوديين من نظام التسلط والجبروت، يدلل على مدى الرضا الأمريكي والهوى الصهيوني الذي ينفح في نظامهم وهيكلتهم منذُ عقود، ويبين مدى باطلهم وزيفهم وتقديم الدين والأوطان رخيصةً لأسيادهم من أهل الكتاب “اليهود والنصارى”، الذين لم يسخّروا جيشَهم هذا يوماً لمواجهته وقتاله ولا لهم موقف صريح عما يجري في فلسطين والشعوب العربية والإسلامية، ويبين -لنا كشعب يمني- وقاحةَ هذا النظام مع المخدوعين بالقتال في صفه وأنهم لن ينجوا من عقاب الله، وأن يرجعوا إلى وطنهم تائبين وأن يستحوا من الله الذي سلّمهم إلى إخوانهم سالمين، ويشكروه على نعمة أنهم لم يُقتلوا في صفِّ من يدمّر ويغزو الوطنَ.