لن يكون التراب اليمني ثمنا لماء الوجه السعودي
إب نيوز ٧ أكتوبر
منير اسماعيل الشامي
تداعيات العمليات الأخيرة لقواتنا الباسلة وفي مقدمتها عملية ال ١٤ من شهر سبتمبر وعملية نصر من الله الكبرى في محور نجران كانت قوية إلى الحد الذي أجبر نظام الرياض قسراً على إقرار الخروج من الحرب، وهو الأمر نفسه الذي خططت له قيادتنا المباركة ونجحت في تحقيقه فعلا، بتوجيه تلك الضربات الحيدرية المباركة التي أتت أُكلها سريعاً، والمبادرة التي أعلنتها الدليل على ذلك والبرهان.
فإعلان فخامة الرئيس المشاط لتلك المبادرة كان من منطق قوة حقيقية ومن طرف بات الأقوى والأقدر على التحكم بالحرب وإدارتها وتوجيه نتائجها لمصلحته، وقدمت تلك المبادرة في لحظة مفصلية من تاريخ العدوان كعرض مغري وفرصة ثمينة لن تتكرر إطلاقا
النظام السعودي أدرك أيضاً المغزى من تلك المبادرة واستوعب رسالتها كاملة المتمثلة “لن تسطيعوا الصمود في وجه القوة اليمنية بعد اليوم ” وفهم النظام السعودي أيضا أن المبادرة رسالة سلام حقيقية من قيادتنا، وهي ماجعلته في موقف سيئ لا يحسد عليه خاصة بعد ان خيب النظام الأمريكي كل أماله واستشعر أنه بات وحيدا يواجه قوة متنامية لا قبل له بها، وهذا بدوره ما حدى به ليدرس الخيارات المتاحة أمامه فوجدها كالتالي:-
الخيار الأول :-
أن يذعن مجبرا لقبول المبادرة وقبولها يعني أن يعلن رسميا وقف العدوان وسيترتب على هذا الإعلان أمور عديدة أهمها:-
١- سيكون هذا الإعلان تصريح رسمي بهزيمتة هو وتحالفه هزيمة شنعاء من قبل أفقر دولة، وأضعف شعب وهو ما يمثل إنكسار تاريخي أمام العالم لن تقوم له قائمة بعدها وسيكون مجبراً على الخضوع الكامل للقيادة اليمنية ويصبح محط سخرية العالم لعقود.
٢-ستكون الخطوة الثانية بعد إعلانه للهزيمة إعلان مسؤوليته عن كل ما ترتب على العدوان وسيتحمل تكاليف إعادة الإعمار ويلتزم بدفع كامل التعويضات التي يُطالب بها وبالطبع ستكون الكلفة باهضة وسيغرق في دفعها سنوات طويلة إن كتب له الإستمرار.
٣- سيكون ملزما وفق هذا الخيار هو والنظام الإماراتي بالإنسحاب الفوري والغير مشروط من كافة الأراضي اليمنية شمالا وجنوبا وبالتالي يكون قد خسر كل شيئ وكأنك يا ابو زيد ما غزيت .
٤- سيكون من السهل محاكمة النظام السعودي ورموزه كمجرمي حرب ويصبحوا عرضة للابتزاز الداخلي من معارضيه والخارجي من أطراف عديده وينتهي به الأمر إلى السقوط وبذلك فإن هذا الخيار ليس مكلف فحسب بل يرى فيه زواله
الخيار الثاني :-
رفض المبادرة ومواصلة العدوان وهذا مستحيل ايضا بعد أن وصل إلى هذا الحال الضعيف فلا جيش يعتمد عليه ولا مال كافي يغطي به نفقات الحرب ولا طرف متبقي معه يعتمد عليه ويدعمه في مواصلة عدوانه خاصة بعد إنخفاض كمية الحليب إلى النصف .
لن يسلم من عمليات الجيش اليمني والتي قد تؤدي في حال استمرارها إلى تدمير ما تبقى من بنيته الإقتصادية وسيترتب على ذلك إنهيار النظام وسقوطه وبشكل سريع
وهذا يعني أن الخيار الثاني خيار كارثي عليه واستمراره فيه يعني زواله السريع
الخيار الثالث :-
وهو الخيار الذي إختاره النظام السعودي ويسير عليه الآن
ويتمثل هذا الخيار في التسويف والمراوغة في قبول المبادرة والاستمرار في الضغط على قيادتنا بالحصار وبعض حركات التصعيد هنا أو هناك واصطناع الضغوط المؤقته كإحتجاز سفن المشتقات النفطية ومحاولة استثمار ما تبقى له من نفوذ في الساحة الدولية للوقوف معه بضغوط دولية وتحت مبرر الحفاظ على ماء وجهه، تجبر اليمنيين على ابرام اتفاق مع النظام السعودي يتنازلوا بموجبه عن الجنوب ليكون مرتعا للسعودية والإمارات ولو لفترة مزمنة ليتمكنوا من نهب ما استطاعوا من ثرواته وتعويض بعضا مما انفقوه في عدوانهم مقابل إلتزامهم بإعادة إعمار الشمال ودفع التعويضات المناسبة عن كل الأضرار التي لحقت بأبناء المحافظات الشمالية .
هذا الخيار لا يمكن أن توافق عليه قيادتنا الحكيمة فهو المستحيل بعينه، فلن تقبل إطلاقا التفريط بشبر واحد من الأرض اليمنية ولا حتى تقبل التفريط بذرة تراب يمنية لا في الشمال ولا في الجنوب، فحتى لو فرط الجنوبيين جميعا واجمعوا على بقاء المحتل فلن توافق قيادتنا بل إنها مستعدة لتحرير الجنوب وتسليمه للجنوبيين طاهرا من دنس المحتلين ليقرروا مصيرهم وهذا ما يجب أن يدركه النظام السعودي والنظام الإماراتي .
كما يجب عليه أن يعلم جيدا أن سيره على هذا الخيار لن يبلغه ما يريد وان الشعب اليمني لن ينتظره كثيرا لعلن قبول المبادرة أو رفضها ولن يتيح له المجال ليستمر في مراوغته، وتسويفه وعليه أن يعلم أن مدة عرض المبادرة قد أوشكت على الإنتهاء وله القرار بقبولها أو رفضها إما إذا لم يعلن ذلك رسميا فما عليه إلا أن ينتظر لحظة سحبها بإعلان رسمي وليستعد حينئذ لتلقي ما لم يخطر له على بال من عمليات البأس اليماني التي لن تتوقف حتى تتحقق كل أهداف وطموحات الشعب اليمني مهما بلغ حجم التضحيات .