لأن التأريخ لا يموت..لابد للحقائق أن تتجلى !!
إب نيوز ٧ أكتوبر
كتبت / *دينا الرميمة
مخطئ من يظن أن التأريخ قد يموت وأنه بإمكانه تزييف الحقائق و الأحداث حسب مبتغاه أو حسب مايطلب منه المنتفعون من ذلك فيجسد تأريخاً مزيف يمجد فيه أشخاص ويصنع منهم العظماء وينسب لهم مالم يكن منهم من الأقوال والأفعال ، مقابل تغييب العظماء الحقيقيون ودثر تأريخهم الحافل بكل الأحداث الحية سواءً الدينية أو السياسية أو حتى على المستوى الإجتماعي .
ومهما حاول المؤرخون تغيير تلك الحقائق فسيأتي اليوم الذي تظهر الحقائق المخبأة ويتجلى عنها كل زيف .
فمن يراجع المناهج الدراسية التي ظلت وزارة التربية والتعليم في اليمن تدرسها لأجيال سيلحظ كيف لم يكن القائمون عليها منصفين وتحملوا من الوزر الكثير لما ظلت هذه المناهج تغرس في العقول تظليل وتدليس لمجريات الأحداث الدينية والتأريخيةلما كانت تحويه من الثقافات المغلوطة التي شُحنت بها العقول وقصت سير مغلفة بتمجيد وتعظيم لشخصيات كانت أكبر خطراً على الأسلام وجعلونا نبجلهم ونترضى عنهم ونعتبرهم في قائمة الشخصيات الدينية والتأريخية ونشأنا نحمل الكثير من العرفان للدولة الأموية وخلفائها الذين صوروهم لنا من الفاتحين والناشرين لدين الله، وأصحاب البطولات مع أن الواقع يحكي أن دولتهم كانت قائمة على البذخ والفجور وشرب الخمر وانتهاك الحقوق ومحاربة أئمة آل البيت عليهم السلام وقتلهم وربما هي من أضاعت الدين الإسلامي الصحيح وجعلت الكثيرين يرتدون عنه لما كانوا يعانيه الناس القابعون تحت حكم تلك الدول من ظلم وإذلال وأيضأً تغيير لمعالم الإسلام .
ولأن التأريخ لا يموت فقد تناقل الناس الحقائق كما هي وأرخها من كان يحمل الفكر السليم والعقيدة الصحيحة .
حتى جاء زمن الصحوة بفعل المسيرة القرآنية المباركة وجعلتنا نقلب في الكتب القديمة وعرفنا الكثير من تلك الحقائق والوقائع الغائبة ولعل أبرزها وأهمها كانت حادثة كربلاء حيث لايعرف الأغلبية عنها إلا روؤس أقلام ،
وتعرفنا إلى أئمة آل البيت وأعلام الهدى وأذكر هنا “الإمام الهادي”
( عليه السلام ) الذي يُصادف هذه الأيام ذكرى قدومه إلى اليمن.
الإمام الهادي (يحي أبن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن أمير المؤمنين علي عليه السلام) الذي بشر به النبي المصطفى عليه وعلى آله افضل الصلاة والصلاة بأن الله سيحي به الدين وفعلاً جاء سلام الله عليه إلى اليمن في وقت كانت الخلافات والنزاعات هي السائدة بين فئات الشعب وكاد الإيمان أن يضيع في قلوب الكثير منهم فعمد اولاً إلى إصلاح ذات البين وحل الخلافات ونشر السلام والاخاء بينهم وفتح المدارس الدينية وبدأ يُعيد للقلوب الروح الإيمانية ومن بعدها أنطلق إلى الجهاد ضد أعداء الله مُسطراً أروع البطولات ومجسداً روح الجهاد وإحياء معالمه في قلوب أهل اليمن الذين كانوا له خير سند ولقى فيهم القبول والعون والإستجابة و ظلوا على عهدهم له برغم المحاولة المستميتة من تغيب سيرته إلا أننا اليوم أصبحنا نتطلع بشغف كبير إلى القرأة عنه ومعرفة الكثير عنه وأصبح الناس يبحثون عن مؤلفاته وعلومه التي تُمثل إحياء لدين الله وسنة جده المصطفى وسنتناقلها جيلاً بعد جيل ولن يستطيع أحد أن يُغيب أمثال هؤلاء العظماء والذي أنا شخصياً أعترف أني حتى وقت قريب لم أكن أعرف عنه إلا إسم ينسب إليه مسجده في مدينة صعدة التي كانت مستقراً له،
ومن هنا نستنتج أن الحقيقة التي لابد أن ندركها أنه مهما حاولوا وقدموا وأخروا وغيروا وبدلوا فلن يستطيعون أن يظللوا ويزيفوا التأريخ و شخصياته فلكل زمن أعلام هدى من آل البيت عليهم السلام يحيون في الأمم سير الصادقين وحقيقة الأولين ويعيدون للإسلام مجده ويقدمون دين اللَّه كما ينبغي أن يكون في زمن أصبح المتأمرين عليه كثر والمتمسكين فيه قلة ولكن يأبى الله إلا أن يُتم نوره ولو كره الكافرون.