هو والله يحيى صاحب اليمن ..!!
إب نيوز ١٠ أكتوبر
بقلم : زينب العيـاني.
في صعدة تلك الأرض البعيدة عن جبال الرّس التي يقيم فيها الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ،حيث كانت الأحداث حزينة في صعدة لما خلفته سنوات الصراع والحروب الدامية ولكن!
مازالت تحمل بين ثنياها فرص الخلاص وبداية العودة لجادة الصواب بعد أن بدأ ذو الألباب من رموز قبائل اليمن يتوجهون صوب بلاد الرّس بحثًا عن سبل النجاة وطريق الهداية المتمثل في عترة الرسول الأكرم {صلى الله عليه وآله وسلم}.
اجتمعت بعض القبائل التي ترغب بالصلح بدلًا عن الحرب ،
فقصدوا أحد حكماء اليمن لكي يجد لهم حلًا، فدلهم هذا الحكيم ،على من سيطفئ نار الصراعات والفتن التي شُعلت بينهم وأهلكت الحرث والنسل ،
فتوجه القوم من ساعتهم إلى جبال الرّس من نواحي مدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وبعد أن وصل القوم استضافهم الإمام الهادي ثلاثة أيام ثم بعدها سألهم عن حاجتهم ، فبدأوا يحدثوه عن معاناتهم وكان الإمام الهادي يستمع إليهم بصمت وكأنه يدرس الموقف جيدًا قبل أن يرد عليهم ثم خاطبهم قائلًا يا أهل اليمن إنني صاحب دعوة أدعو الناس إلى تطبيق تعاليم القرآن الكريم ونشر العدل ومحاربة الظلم والظالمين فهل ستنصرون دعوتي في بلادكم؟
فقالو لك ذلك ابشر بنا خير جند وأتباع.
ثم بدأ الإمام الهادي بشد أمتعته للرحيل إلى اليمن وودع أهل الرّس والحزن ظاهراً على وجوههم لرحيل إمامهم.
انطلق الإمام الهادي في قافلة صغيرة إلى اليمن وأخيرًا وصلت إلى صعدة وكان دخول الإمام إليها في سنة /٢٨٠/هـ، حيث استقبلته قبائل صعدة بحشود كبيرة والفرحة تغمرهم لقدوم من يأملون فيه إنهاء الصراعات والعداوات التي انتشرت بينهم ،وبعد أن اكتمل توافد القبائل تكلم الإمام الهادي معهم قائلاً : ياأهل اليمن ياأهل الإيمان والحكمة لقد أتيت إليكم استجابة لطلبكم ولأحل مشاكلكم وأنشر الأمن والاستقرار فيما بينكم ،فهل أنتم متقبلون مني ماأدعوكم إليه؟
قالو : لك ذلك والله لن تجد منا ماتكره يا ابن رسول الله .
فاشترط الإمام الهادي على قبائل صعدة نزع الأحقاد والتصالح فيما بينهم وأن تنتهي الحروب إلى الأبد ، فقبلوا وعاهدوا الإمام الهادي على ذلك ، وتصافحوا جميعهم تاركين كل الخلافات ورائهم.
بعد دخول الإمام الهادي إلى صعدة انتشر الأمن وعمّ الخير والبركة في أرجاء البلاد وعادت الحياة في صعدة أفضل مما كانت عليه قبل الحروب ،
نزلت الأمطار وارتوت الأرض وأنبتت من كل شيء بهيج ، وازدهرت الحياة والتجارة وتباركت المبيعات وانتشر الأمن والسلام بعد أن تخلصوا أهل صعدة من العداوات والحروب .
اشتهر عدل الإمام الهادي في ربوع اليمن وأصبحت قبائل أهل اليمن تقصده من كل المحافظات وكان الإمام الهادي يذهب معهم ويعالج مشاكلهم بنفسه ويعلمهم معالم دينهم ويصحح الثقافات المغلوطة التي انتشرت في أغلب البلدان.
حرص الإمام الهادي أن يربطهم بكتاب الله كي لايحيدوا عن الحق ويعلموا ماهو لهم وماعليهم.
وفي سنة /٢٩٨هـ/ التحق الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين {عليه السلام} إلى جوار ربه الأعلى ، ولكن بعد حياة حافلة بالهدى والنور والجهاد في سبيل الله رحل بعد أن جعل اليمن دولة قوية تفتخر بدينها وتمسكها بكتاب الله وعترة رسوله ،
الإمام الهادي عليه السلام عندما رحل ترك لأهل اليمن كنز ثمين من مؤلفاته العلمية الجليلة في كل العلوم .
أحيا اليمن بالعلم والمعرفة والإيمان والقوة ، كما قال عنه جده الإمام القاسم الرّسِّي عندما رآه طفلًا : هو والله يحيى صاحب اليمن .
فسلام الله عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.
.