قراءة في مشاهد عملية نصر من الله .
إب نيوز ١٠ أكتوبر
بقلم / *صفاء فايع
مازال الإعلام الحربي يبث لنا حتى اليوم مشاهد جديدة من أكبر عملية استدراج منذُ بدء العدوان على اليمن .. العملية العسكرية نصر من الله
وبالطبع ليس بالغريب أبداً أن يصف أحد مرتزقة العدوان والنافخين في بوقه هذه العملية بالفيلم الهوليودي، فعقليته المادية التي تربت على المعادلات الحسابية فقط ؛لن تستطيع أن تستوعب عمليات التأييد الإلهي لعباده المؤمنين الصادقين الذين يحملون في أعماق قلوبهم قضية دين ووطن؛
لكنه لا يُلام أبداً في وصفه فقد وقف المؤمنون أنفسهم مشدوهين أمام شاشات التلفزة عند مشاهدة مقاطع وصفتها أنا بالملحمة التأريخية .
مشاهد تكاد تكون أقرب إلى الخيال منه إلى الصدق إذا نظرنا للأمر من زاوية المقارنة بين إمكانيات كلا الطرفين فعن أي مشهد يجب على الكاتب أن يكتبه وعن أي مقطع يجب على المحلل ان يحلله ؟! وكل ماتم عرضه يقول جملة واحدة ( هو الله )
رأينا الآف الأسرى كقطيع الأغنام يُساقون في طوابير طويلة وقد استسلموا استسلاماً مطلقاً لمصيرهم الذي يبدوا من قسمات وجوههم أنهم غير خائفين منه فمن المؤكد أنهم قد سمعوا ولمسوا أخلاق الأنبياء في الأنصار.
فيتم تضميد جراحهم وإشباع بطونهم وكأنهم لم يكونوا قبل قليل يضربون على الطرف الذي أنقذهم النار بكل حقد وكراهية في محاولة لإبادتهم (إبادة الأنصار) عن بكرة أبيهم ، ومن أجل ماذا ؟ لايعرفون ! بدون قضية أو مبدأ تحركوا إلى ساحات القتال ليبيعوا أنفسهم بريالات قليلة
رأينا عشرات المدرعات والآليات الحديثة قد انقلبت رأساً على عقب خروجاً من الطريق المعبدة المرصوفة والمخصصة لسيرها إلى بطون الوادي وتحت التلال ..بحيث يبدو للمُشاهد أنها قد انطلقت كالصواريخ فراراً لتسابق الزمان والمكان والرياح خوفاً من المصير الذي لم يكن منه مناصاً في الأخير ..وأخرى تُساق كما حال سُواقها قبل وقت قصير في طوابير طويلة خاضعة ذليلة رغم كل ماتحمل من فخامة وكفاءة وإمكانيات قتالية لكنها تستسلم أمام سلاح شخصي بسيط يرفعه مجاهد واحد فتقطع الطريق عن باقي الآليات لتمنعها من العبور ..ثم تُساق غنيمة مع أخواتها بالعشرات
رأينا المئات من جثث المرتزقة والمخدوعين متفحمة بعضها جراء الغارات العنيفة التي شنها العدوان عليهم وبعضها مقطعة الأوصال في صورة شنيعة جداً لنهاية كل خائن وعميل ورأينا كيف يقوم المجاهدين بتضميد الجرحى وطمأنتهم أنهم في أمان
رأينا مئات الاسلحة الشخصية التي تم تسليمها من الأسرى او تم اغتنامها من ساح المعركة ، رصفت بها مساحة واسعة من الأرض وكأنما تم تعبيد الطريق بالسلاح لكثرة عددها
رأينا مخازن للإسلحة تحمل الآف الذخائر والاسلحة تسقط في يد الأنصار بكميات كبيرة سجلها مصورو الإعلام الحربي وهم في غاية التعجب والاستغراب ممن يملك كل هذه الأسلحة قد استسلم أمام من لايملك إلا سلاحه الشخصي.
رأينا المساحة الكبيرة التي تم تطهيرها من قبل الجيش اليمني والتي كانت مساحتها 350كم حتى وصل الأنصار إلى مابعد أطراف مناطق العدوان
رأينا ألفي أسير ولم يحدث بحرب أن يصل عدد الأسرى بالآلاف إلا في الحرب العالمية الثانية ، فقتل 500 منهم 200بطيران العدوان الذي وصلت عدد غاراته على مرتزقته 350 غارة جوية
رأينا وزير الدفاع يشارك في العملية ويزور المرابطين ويفحص الآليات ونحن كما نعلم أن اكبر ضابط في أي معركة عمله أن يقدم الأوامر ويقوم بدفع الجنود للساحات ويحافظ هو على رأسه فما بالكم بوزير دفاع بشخصه يتحرك في ساحة المعركة رغم تكثيف الطلعات الجوية سواء الراصدة أو المنفذة للضرب بعد أن جُنت من نجاح عملية الأنصار وانكسار مرتزقتها واستسلامهم
رأينا الريال السعودي الذي تم دفعه للمرتزقة ليبيعوا به أنفسهم ودينهم ووطنهم من أجله رأيناه يُحرق بنفس الأداة التي أحرقت آلياتهم ومدرعاتهم من قبل وفي المعركة هذه نفسها ..هذه الأداة التي مثلت عصى موسى وجعلت فخر الصناعات القتالية والتي كان آخرها الكندية رماداً تذروه الرياح
رأينا العالم يقف مذهولاً أمام قوة وشجاعة المقاتل اليمني وأمام مشاهد هذه العملية حيث تم بث وتداول المقاطع في عدد من القنوات منها القنوات العربية وكذلك القناة الكورية ..ورأينا السعودية تقف خرصاء لا تستطيع أن تنفي ولا أن تؤكد ..فقد انكشف الغطاء التي طالما تستخدمه لنفي أي عملية يمنية ضدها بوضع شماعة إيران وذلك عندما تكلم الجنود السعوديون من هم ولماذا أتوا وكيف تم التعامل معهم ، وكما صرحت أسماء وشعارات القوات العسكرية السعودية المكتوبة فوق أبواب ومؤخرات الآليات والطقوم ..ثم يقوم الأنصار بترقيمها وكأنها أغناماً للعيد وتنتظر ذبحها
100كاميرا للإعلام الحربي رصدت العملية التي لو جنحت السعودية للسلم وردت التحية التي بادر بها الرئيس المشاط قبل أيام من إظهار العملية أو ردتها بمثلها أو بإحسن منها لما تم عرضها
أخيراً عملية نصر من الله التي حدثت في ساحة الانتصارات منذ ايام الحروب الست (وادي آل أبو جبارة ) لا يمكن وصفها إلا بزلزلة إلهية اوملحمة تأريخية أعلنت اليمن من خلالها قوتها التي طالما استهان بها الأعداء ، وأعلنت السعودية بها انتحارها المؤكد والموثق.