من الحمدي إلى الصماد ..وطن مجروح وشعب مذبوح وإرادة وشموخ .
إب نيوز ١١ أكتوبر
منير اسماعيل الشامي
نستذكر في مثل تاريخ اليوم الحادي عشر من شهر أكتوبر من كل عام واحدة من أبشع وأفضع وأقذر جرائم آل سعود ومؤامراتهم في حق الشعب اليمني، تلك الجريمة التي ارتكبها عام ١٩٧٧م م وأغتال بها الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي رحمه الله، مستخدما أياديه القذرة من أذناب الخيانة والعمالة المنبطحة تحت أقدامه في تنفيذها،
هذه الجريمة البشعة لم يكن المستهدف فيها شخص الرئيس الشهيد الحمدي وحسب بل كان المستهدف من وراءها الشعب اليمني بكاملة .
إغتال النظام السعودي بهذه الجريمة الشعب اليمني حقيقة، لأن الحمدي كان يمثل إرادة الشعب التي فقدها فبدى الشعب بعد هذه الجريمة مشلولا وظل كذلك لا حراك فيه لعقود طويلة في حالة اشبه ما تكون بالموت السريري فنصب بني سعود من أنفسهم أوصياء على الوطن واستحوذوا على قراره وانتهكوا سيادته، وأعاقوا طريق تنميته وتطويره، وفرضوا عليه اذنابهم الخائنة وإياديهم العميلة حكاما شكليين يأتمرون بأمرهم وينفذون مخططاتهم في مختلف مجالات الحياة السياسية، والاقتصادية، والفكرية، والمذهبية، والإجتماعية، فظلوا خداما لهم طيلة عقود طويلة من الزمن ينفذون مؤامرة النظام السعودي في تجهيل الشعب وتضليله ونشر المذهب الوهابي الإرهابي في اوساط مجتمعاته
بكل مدنه، وعزلة واريافه وقراه
لقد تمكن نظام السعودية بعد إغتيال الرئيس الشهيد الحمدي من صناعة النظام الحاكم لليمن، الرسمي والقبلي، والحزبي، طبقا للمواصفات التي يريدها، وجعل من اركان ذلك النظام قوى نفوذ متسلطة على كل خيرات اليمن ومقدراته، وثرواته يتقاسمونها بينهم، ويستلموا ثمن خيانتهم مبالغ مدنسة من النظام السعودي عبر اللجنة الخاصة التابعة لجهاز مخابراته، فلم يهتموا بالشعب ولم يخدموه بل جعلوا الشعب خادما لهم ومكافحا لبقائهم، وغارقا في معاناة دائمة ألهته عن طموحاته، وقتلت كل أحلامه وآماله.
وظل على هذا الحال حتى سطع نجم حسين العصر من مران فكشف داءه وصدع بدوائه فأستضاء الشعب العليل بنور مشروعه القرآني وبرأ من شلله وعلاته، ونهض من سباته واستفاق من غفلته وتحرك في ثورة شعبية مستنيرة بنور القرآن ومنقادة للقائد العلم السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي في نضال ضد الوصاية والإنبطاح وإصرار على رافض العودة إلى حالة الذل والخضوع، والتيه والخنوع وقد عزم على نيل حريته، وإنتزاع استقلاله، وتحرير مصيره وقراره، فأنطلق متوكلا على الله وحده، ومتسلحا بقوة الإيمان وصدق الإرادة، وبثورته السلمية على طريق الحق نجح بتوفيق الله من اجتثاث ايادي العمالة واركان الخيانة ودحرها إلى غير رجعة، واستعاد قراره وسيادته على أرضه .
فأجتمع عليه طواغيت الأرض، وشر قوى الإستكبار في تحالف يقوده نظام السعودية ظاهريا، ويقوده النظام الصهيوا أمريكي حقيقة وشنوا عدوانهم الإجرامي وقد أعدوا له عدتهم وحشدوا حشودهم وهدفهم من كل ذلك إعادة الشعب اليمني إلى ذل الوصاية وجلباب الخضوع ، لجبروتهم وطغيانهم.
فأبى الشعب إلا المقاومة لا الخضوع، ومضى على درب المواجهة بلا رجوع ، وصمد بوجههم رغم نزيفه والدموع، وبقوة إيمانه وتأييد الله له بسلطانه، وحكمة قائده وربانه نكل بحلفهم وأباد حشودهم، وأفنى عتادهم، وكسر قرن شيطانهم، ومرغ أنوفهم المستكبرة في وحل التراب، ووبال العذاب .
وخلال عدوان المجرمين
حاول نظام السعودية اللعين تكرار اغتيال الوطن بجريمة بشعة أخرى لرمز من رموزه .وبيده مباشرة نفذ جريمته وحقق هدفه في عصر عدوانه وطغيانه بإغتيال الرئيس الشهيد صالح الصماد رضوان الله عليه في يوم الخميس ١٩/ ٤/ ٢٠١٧م وهو يظن أن الوطن سيسقط بيده كما سقط بعد أغتياله للرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي رضوان الله عليه، ولكن ظنه خاب وآماله ذهبت أدراج الرياح
فعلى الرغم من أن هذا النظام الإجرامي إغتال الوطن فعلا بإغتيال الرئيس الشهيد صالح الصماد ولكن الوطن لم يسقط بيده كما سقط في المرة السابقة والسبب أن الشعب كان أيام الرئيس الحمدي لا زال غافلا وكان الرئيس الحمدي هو الساعي وحده ليحقق للشعب العزة والكرامة، وكان الرئيس الحمدي هو المجاهد الوحيد في سبيله، والمناضل من أجله، أما في عهد الرئيس الصماد فلم يكن الصماد إلا واحدا من شعب مجاهد وصامد ومناضل، صحيح أن الرئيس الصماد كان ثاني أفضل وأحنك وأكفأ رجاله إلا أن رجل اليمن الأول وقائد ثورته ومسيرته وعلمه ونجم عصره وربان سفينة نجاته باقي في شعبه بحفظ الله ورعايته، كما ان الشعب اليوم تغير عما كان عليه في الأمس، هو اليوم يملك مشروعا نورانيا، ونهجا إيمانيا، وثقافة قرآنية بها يهتدي، ونورها بدد ظلام دروبه، التي انطلق فيها لبلوغ الحرية والإستقلال ولن يتوقف حتى ينال النصر الإلهي وتتحقق اهداف ثورته وكل طموحاته بإذن الله وتأييده