التحيتا وبراثن المعتدين.
إب نيوز ١١ أكتوبر
بقلم/بلقيس علي السلطان
قالوا أنهم جاءوا من أجل الشرعية والتحرير ورد حقوق الناس وحمايتهم وفرض الأمن في مدنهم ، لكن الأحداث كشفت بأنهم جاءوا مستعمرين ومدمرين ، وسلبوا الناس حرياتهم وأوضعوهم في سجن كبير تحت مسمى المناطق المحررة ،ومالم يكن يتوقعه المخدوعون بأن قوى الطغيان ومرتزقتهم سوف تسلبهم أعراضهم وشرفهم !
مايجري في المناطق القابعة تحت براثن قوى الطغيان ومرتزقتهم من امتهان للمواطنين ، وحوادث الاغتصاب التي لاتنتهي لهوَ أمر يبعث على السخط والاشمئزاز من أولئك الذين انعدمت فيهم الغيرة والشرف ، فكيف لمن لم يحافظ على استقلال بلده وباع نفسه وهويته من أجل حفنة من مال بخس أن يحافظ على شرف وأعراض الناس ؟
وهنا من جديد في التحيتا حادثة اغتصاب جديدة وهذه المرة قامت بها قوات مايسمى بالحرس الجمهوري التابعة لطارق عفاش حيث أقدموا على اقتحام منزل أحد المواطنيين في المتينة من أجل اغتصاب امرأة وإطلاق النار عليه حتى أردوه قتيلاً نظراً لمقاومته لهم ، وقاموا بجر المرأة إلى خارج المنزل حتى اجتمع أهالي المنطقة وأقارب المرأة وقاموا بإيقافهم عن أخذها ، فكان مصيرهم الاعتقال والامتهان !
هذا هو معنى التحرير لدى قوى الطغيان ومرتزقتهم ، تجريد الناس من كل شئ من كرامتهم وعزتهم وأنفتهم ، وسلبهم أغلى مايمتلكون في الحياة وهو شرفهم من بعد سلبهم أرضهم حتى ينتهون بسلب أرواحهم .
هذا هو الواقع المعاش في المناطق التي تسيطر عليها قوى العدوان ومرتزقتهم في اليمن ، فلا تكاد تنتهي قصة لحادثة اغتصاب حتى تأتي حادثة أخرى ، وكأن أولئك المغتصبون قد ترسخت في أذهانهم أن الاغتصاب أصبح أمر مسلّم به ، وبأن سلب الناس شرفهم وأعراضهم أصبح من حقهم بعد سلبهم لأرضهم وحريتهم !
هذه هي الشرعية التي جاءوا ليستعيدوها (شرعية الغاب )حيث يأكل القوي الضعيف ، حيث لا دين يحكمهم ولا أخلاق تردعهم ، ولا قوانين يخافون عقابها ، فمن تدعي رعاية السلام في العالم _ الأمم المتحدة_ هي أيضاً شريك لهم عملية الإبادة والسلب ، وليس أدل من تواطئها سوى حصار الدريهمي لأكثر من عام دون تحريك ساكن وكذلك احتجاز ناقلات النفط دون التفكير بالكارثة البيئية والإنسانية التي سيحدثها كل ذلك .
ويبقى الدور الأكبر والمعول عليه هو دور المواطنيين القابعين تحت براثن الطغاة ، بوعيهم بخطورة المحتلين الذين جاءوا بأقنعة المحررين والمنقذين ، بيد أن وجههم الحقيقي كشف بأنهم اللصوص والمعتدين ، وبضرورة التكاتف لإخراجهم صاغرين وتلقينهم دروساً لن ينسوها ، وبأن الشرف والعرض والأرض أغلى من أن تداس وتمتهن ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبوه ، ولا عدوان إلا على الظالمين
.