مصادر أمنيّة بتل أبيب: واشنطن أخفقت باليمن والحملة العسكريّة السعوديّة هي أنباء…
إب نيوز 14 مايو
مصادر أمنيّة بتل أبيب: واشنطن أخفقت باليمن والحملة العسكريّة السعوديّة هي أنباء جيّدة لإسرائيل ويتحتّم عليهم منع الحوثيين من السيطرة على باب المندب
قبل أسابيع، أصدرت المؤسسة الأمنية الإسرائيليّة تحذيراً إلى السفن التجارية الإسرائيلية بوجوب التعاطي مع الشاطئ اليمني كشاطئ دولة معادية. ووفق المعلّق العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت” أليكس فيشمان فإنّ لهذا التحذير آثارًا على مسارات الإبحار ومستوى التأهب والحراسة للسفن الإسرائيلية التي تجتاز مختلف منافذ مضيق باب المندب وتدخل البحر الأحمر.
وبحسبه، فإنّه ومنذ أن سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء وميناء الحديدة، الميناء اليمني المركزي في البحر الأحمر، أشارت الصورة الإستراتيجية إلى بداية انهيار النظام في اليمن، الذي يستند إلى السعودية وأمريكا، مقابل إقامة نظام جديد يستند إلى إيران، وقد مرّت أيام منذ سقوط ميناء الحديدة في أيدي الحوثيين فأنزلت السفن الإيرانية رجال الحرس الثوري ووسائل قتالية، بما فيها طائرات قتالية أيضًا، بحسب مزاعمه.
ووفقًا له، منذ عدة أسابيع تدق ساعة القنبلة الإيرانية في إحدى النقاط الإستراتيجية الساخنة في المعمورة: منافذ مضيق باب المندب المؤدية إلى قناة السويس، أما الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا فتصمت وتنسق.
كما أشار إلى أنّ السيطرة الإيرانية على اليمن بالنسبة لإسرائيل تعني خطرًا على الإبحار في ظلّ الأزمة. وأكّد أنّه في تل أبيب يتحدّث المسؤولون منذ الآن عن خيار نصب صواريخ بر- بحر على الشاطئ اليمني، ما يلحق ضررًا بمسار حيوي بحري لإسرائيل من الشرق، تمامًا مثلما تنصب مثل هذه الصواريخ اليوم على الشاطئ السوري واللبناني، تهدد الإبحار إلى موانئ حيفا، وفي المستقبل غير البعيد ميناء أسدود أيضًا.
وبرأيه، فإنّ سقوط اليمن في أيادٍ إيرانية سيُعزز المحور الراديكالي الذي يهدد إسرائيل، وبذلك تجد إسرائيل نفسها مرة أخرى في الجانب نفسه من المتراس مع الدول العربية “المعتدلة”، غير أن المصلحة المشتركة لتل أبيب والرياض ودول الخليج لا يمكن إظهارها إلى العلن ولا حتى ترجمتها لتعزيز مكانتها الإقليمية، إضافة إلى فرصة قطف ثمار إستراتيجية حيوية لأمن إسرائيل، كما قال.
وتابع أنّ السعوديين فهموا جيدًا أنّ الغرب لا يعتزم التدخل أكثر بشكل مباشر في اليمن. وتوصلوا إلى الاستنتاج بأنّه من أجل حماية مصالح السعودية يمكنهم أنْ يعتمدوا على أنفسهم فقط، أمّا إسرائيل فلم يتبقَ أمامها غير المتابعة والتمني للسعوديين بنصر سريع وجارف يعيد الوضع إلى سابق عهده ويطرد الإيرانيين من البحر الأحمر.
أمّا المعلّق الأمني في موقع “يديعوت أحرونوت” رون بن يشاي فقال إنّ أمريكا أخفقت مجددًا هذه المرة، حيث استهانت بالقدرة العسكرية للحوثيين المدعومين من إيران، وأضاف: الأمريكيون يفهمون أيضًا الأهمية الإستراتيجية للسيطرة على مضيق باب المندب من قبل الحوثيين، الذين يسيطرون الآن على مدخل البحر الأحمر من المحيط الهندي. لكنّ الرئيس أوباما مصر بشدة على الحاجة لمحاربة فرع تنظيم القاعدة في اليمن لدرجة أنّه فشل بملاحظة الخطر الأكبر الذي يتطور أمام أعينه.
وتابع: الأمريكيون يفضلون “القيادة من الخلف”، كما فعلوا في ليبيا، وفي الوقت نفسه يظلّون بعيدين عن الأنظار، فهم يوفّرون معلومات استخبارية فقط للسعوديين حول أهداف داخل اليمن وعن تقدم القوات الحوثية باتجاه عاصمة جنوب اليمن، عدن، وتجاه مضيق باب المندب، لكن الفشل الأمريكي في اليمن هو ليس الأمر المركزي هنا، فسيطرة الحوثيين على جنوب اليمن والتهديد عند مضيق باب المندب هو الخطر الحقيقي، لأنّه يسمح لإيران بمنع حركة الملاحة الدولية عن طريق قناة السويس والبحر الأحمر إلى أسيا وشرق أفريقيا في كلّ لحظة. وبرأيه، يُعتبر التهديد باعتراض أحد أكبر خطوط الملاحة العالمية هو في الواقع تهديدًا عالميًا يؤثر أيضًا على أوروبا، لكنه يؤثر بالأساس على الدول التي تعتمد على قناة السويس والبحر الأحمر كخطوط الملاحة التجارية الأساس.
لافتًا إلى أنّ إسرائيل موجودة في أعلى هذه اللائحة، ويمكن لإيران أنْ تهدد بسهولة كلاًّ من مصر، السودان، الأردن، السعودية وإثيوبيا. وأضاف أنّ المصلحة الإسرائيلية واضحة، خطوط التهريب الإيرانية إلى قطاع غزة تمر عبر مضيق باب المندب وعبر اليمن، التي تعتبر قاعدة ثانوية بالنسبة للإيرانيين في طريقهم نحو السودان عندما يحاولون تهريب أسلحة عن طريق السودان إلى مصر، ومن هناك إلى قطاع غزة عن طريق الأنفاق. هذه القاعدة تزداد قوة حاليًا، على الرغم من أنّ السودان لم تعد حليفة إيران، وهذا تطور مهم.
لكن الخطر على خطوط الشحن الإسرائيلية في حال سيطر الحوثيون على الجانب اليمني من مضيق باب المندب أصبح جديًا
لناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس: