الغباء الأخير .
إب نيوز ١٤ أكتوبر
بقلم / بلقيس علي السلطان
إبراهيم الحمدي إسم لم يخلده التاريخ فحسب ؛ بل خلدته القلوب التي لا يسكنها سوى الأحرار والصادقين ، وكان وجوده بمثابة حجر العثرة للمفسدين وطغاة حب السلطة والشهرة ، ظانين أنهم باغتياله قد اغتالوا شخصاً واحد ولم يعلموا أنهم اغتالوا وطنا بأكمله .
الغداء الأخير لفظة تناقلها الكثير من الكتاب والمحللون نسبة إلى الحادثة التي اغتيل فيها الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي ، والتي دعي فيها إلى الغداء في منزل الغشمي ، حيث لم تكن مأدبة غداء بقدر ماكنت مأدبة خيانة وتآمر خبيث .
لقد أغلق ملف استشهاد الرئيس الحمدي لسنوات عدة حتى عاد بروزه في السنوات الأخيرة بعد الإطاحة بالنظام السابق الذي طمس التحقيقات حول هذه الحادثة ، دون أي مبرر يذكر ، حتى بدأت الخيوط تنكشف وتثبت التحريات بأن علي عبدالله صالح كان ضالعاً في الجريمة بحسب ماأوردته قناة الجزيرة في فلمٍ وثائقي الذي أسمته (الغداء الأخير ) حيث تركزت الاتهامات في هذا الفلم حول علي صالح وأحمد الغشمي والملحق العسكري السعودي ، متناسية أدواراً أخرى لا أدري لماذا لم تجرأ هذه القناة على ذكرهم وتغييب أدوارهم ومنهم علي محسن الأحمر الذي أخذ بزمام الجيش أثناء تولي صالح ، والشيخ عبدالله الأحمر والذي أخذ هو الأخر الجانب القبلي ورئاسة مجلس النواب حتى وفاته !
لقد كان الشيخ عبدالله الأحمر في صف السعودية طيلة حياته وورثه من بعده أبناءه في قيادة حزب الإصلاح الذي كان اليد المدمرة لليمن تحت مسميات دينية خادعة ، وكذلك علي محسن الأحمر الذي ظل ينخر في عظام الشعب وينهب حقوقهم تحت مظلة الجيش ودون تحريك ساكن من علي صالح والشيخ الأحمر ، وكذلك الحرب الجائرة على صعدة بإيعاز من أمريكا والسعودية والتي تولى زمامها علي محسن الأحمر والتي كان من نتائجها استشهاد السيد حسين بدر الدين الحوثي ، فكيف تستبعد هكذا أياد آثمة كانت لاغتيال الحمدي بوابة الصعود إلى السلطة والتسلط بالنسبة لهم ، أياد تلطخت بالدماء في بداية سلطتهم وأنهتها بالوقوف مع العدوان في اغتيال شعب بأكمله دون أي رادع يردعهم طالما السلطة والمال هو ثمن كل ذلك ولا بد من هلاك من تبقى من شراذم السلطة كما هلك من قبلهم والعاقبة للمتقين .
.