ثورة 14 اكتوبر.. من أين وإلى أين!!
إب نيوز ١٥ أكتوبر
بقلم / إكرام المحاقري
لعلها أتت بالنسبة للشارع الجنوبي في غير آوانها!! أم أن أوانها حتم على نفسه أن يشعرهم بالخزي عندما يتذكرون التاريخ المجيد لأجدادهم الثوار الذين بزغ نور ثورتهم بعد انهار من دماء التضحيات التي أعلت شأن “ردفان” ونكلت بمحتل أشر وحررت الأرض من دنس الإحتلال البريطاني.
آنذاك ترنم الشارع الجنوبي الثائر بقول “لن ترى الدنيا على أرضي وصيا” قولا وفعلا، لكن ماذا عن هذه المقولة في خضم الاوضاع الراهنة والمخزية لبعض ابناء الجنوب في تعاملهم مع المحتل الجديد؟! بل ماذا سيقول “أكتوبر” لابناء الجنوب الذين رحبوا بالمحتل وقدموا التضحيات والقرابين من أجل نجاح مشروعه وتمدده في أرجاء المناطق اليمنية؟!
فمن أين وإلى أين؟! فما آلت إليه حالة الجنوب اليوم لهو الهوان بحد ذاته، كما أنه جهل للتاريخ الحقيفي لأبناء اليمن الذين جعلوا من الأراضي اليمنية “مقبرة للغزاة” لم يقبلوا بالمحتل وأشعلوا فتيل الثورات وطردوا الإحتلال ونكسوا رأيته تحت الأقدام ومن دون رجعة.
لكن الجهل للتاريخ قد أودى بحالة الشارع الجنوبي إلى الحضيض، حيث أنهم جهلوا مجدٍ شع من أراضيهم وفرطوا في كرامة “أكتوبر” الذي هو نصر للجنوب قبل الشمال!! فهم يظنون أن تأريخ أكتوبر مجرد مناسبة عابرة أو روتين سنوي تعوّد عليه ابناء اليمن؟!
فالعجيب اليوم هو حالتهم المخزية عندما يحتفون بذكرى “أكتوبر” وهم تحت وطأة المحتل و”ردفان” تحت أقدام أصغر وأذل محتل قد عرفه التاريخ، يعلون صورهم – “لن ترى الدنيا على أرضي وصيا” – والمحتل يقف بجانبهم يرددها معهم، فهل هو غباء أم رقاعة وقلة حياء!!
فلعل هذه الذكرى تكون محطة يستلهم منها الجنوب معنى الحرية والكرامة وخطورة الإحتلال حتى وأن أختلفت الدول والمسميات، فمن يقف خلف آل سعود هم البريطانيون والأمريكان وصهيون، أي أن من غادر اليمن بالأمس مطرودا أتى اليها اليوم بملى إرادة الشارع الجنوبي الذي لم يعتبر من دروس التاريخ!!
على ابناء الجنوب اليوم إستلهام الدروس والعبر من ذكرى 14 أكتوبر حيث أنهم قد تجرعوا من المحتل ويلات الإهانات بجميع أنواعها، لم يعد لهم كرامة ولا قرار، ولا حتى قبر يأوي جثث أبناؤهم المرمية في عرض الصحراء، ولا من يطالب بالافراج عن ابناؤهم الأسرى الذين وقعوا في يد الجيش واللجان وهم يدافعون عن مشروع الإحتلال!! ولن يكون لهم كرامة الا باتخاذ القرارات المشرفة، والتي تقتضي بثورة تقتلع المحتل من جذوره، فعندها يحق لهم ان يرددوا بعالي صوتهم “لن ترى الدنيا على أرضي وصيا”، وغير ذلك ليس إلا خزي وعار!!!